عادت الحياة لطبيعتها في أغلب محطات الوقود في العاصمة.. وحسناً فعلت السلطات المسؤولة بإرسالها تطمينات عملية وإعلامية ساهمت في حدوث استقرار في سوق المواد البترولية واختفت بسرعة البرق «الغبش واقفين صفوف».. الأمر الذي حرم «والحمد لله».. المحطات الفضائية من نقل صور لتكدس وازدحام الهايسات والأمجادات وما تبقى من تاكسي الخرطوم الأصفر.. وبالتالي تتكون الصورة الذهنية المطلوبة عن إنتقال الحرب للخرطوم . ü في أول يوم لأحداث هجليج قمت بالمرور على عدد من محطات الوقود بدأتها بالسوق العربي.. وهناك وجدت عدداً من العربات القليلة في طريقها لإنشاء صف.. ولكن رجل الشرطة قام بتنظيم الأمر بسرعة شديدة عرفت هذا عندما أرشدني بالتوجه للمسدس الشمالي.. ففي سرعة فائقة عرف أن سيارتي «ترمي شمال»!! قلت له «شغلك نظيف.. أرمي قدام وراء مؤمن»!!.. حاولت الدردشة مع صاحب أمجاد وقلت له الأمر عادي ولا يحتاج لهذا الهلع.. قال لي يا خال ما في حاجة اسمها عادي كان ما رجعت هجليج!!.. قلت له في سري «خُلال الشوك».. فهو يكبرني سناً و من ملامحه و تصرفاته ينطبق عليه وصف «شفقان»!! أرجو ألا يسألني أحد عنه.. فالرجل لا تنطبق عليه شروط ومواصفات الطابور الخامس!!.. هو فقط من النوع الذي تقول عنه جدتي بت الحاج عليها رحمة الله «ما مرحمن».. كانت تقول لهذا الصنف من البشر «خت الرحمن في قلبك» ولن يحدث لك شيء بإذن الله!! ومع ذلك مثل هذا النوع يشكل خطراً على الطمأنينة العامة.. لأنه أناني وحسابه «فردي» ولا يعرف «غير يا نفسي».. ويا للأسف هذا النموذج أضحى سائداً في هذه البلاد في العقود الأخيرة وهو انعكاس حقيقي لواقع التردي السياسي والاقتصادي والاجتماعي الحادث الآن.. والمطلوب بعد إبطال مفعول قنبلة أزمة الوقود أن تسعى السلطات بكل جهدها للاهتمام بأمر خدمات المواطن في مثل هذه الأيام العصيبة.. لا بأس من قيادة حملات التعبئة والمساندة وإصدار البيانات التي تؤكد الشجب والاستنكار والإدانة بالاعتداء الآثم على هجليج.. وفي ذات الوقت يجب عدم إهمال ثغرات معيشة وصحة وأمن الناس مثل صاحب الأمجاد «أبوشفقة».. فهذا هو الأمن الداخلي الذي يحتاج لشغل كتيرو عصف ذهني ذكي لا أراه متوفر الآن. حفظ الله بلادنا من كل شر.. وأهدي لصاحبنا أغنية نجم الدين الفاضل: ليالي الأنس لذاذ بالحيل.. نعود للساحة الخاتية رحيل.. يا ود باقير ما قلت خبير وين السلمة.. وين درب البير.. يا شخينا كمان الشفقة تطير.. هداك الوادي ودرب البير.