صادف سقوط هجليج وجودنا بمدينة الفاشر؛وكنا نتابع الإعتداء الذي قامت به قوات الجيش الشعبي لجنوب السودان على المدينة السودانية الغنية بالبترول.. وهي سودانية مائة بالمائة بموجب اتفاقية السلام الشامل الموقعة في نيفاشا عام 2005 وقرار محكمة التحكيم الدولي في لاهاي عام 2009«.وهي ليست كما يدعي قراصنة جنوب السودان الدولة الهبة التي منحها لهم إتفاق نيفاشا،وفيه كانت حكومتنا مرغمة من أجل تحقيق السلام وحقنا للدماء السودانية - عندما كنا دولة واحدة -ويا ليتها لم توقع أو تفكر في التوقيع حكومتنا المخدوعة،بحوافز الأمريكان...! من الجنينة إتصلت بصديق لي يعمل مهندسا بمنطقة هجليج حتى اسأله عن ماحدث وحالهم هناك؛ولأطمئن عليهم خاصة وأن لنا أهل بها ومعارف.. لم يرد صديقي على هاتفه المحمول فتوجست خيفة أن يكون حدث له مكروه؛وبمعرفتي به زاد قلقي،لأنه شخص متفلت التصرفات وأهوج الرأس لايملك أعصابا ليمسكها.. وملكت هجليج الحبيبة عقولنا ونحن نستقل طائرة اليوناميد نحو الجنينة ليقول لي الأستاذ عبدالله أسحق أن وزير المالية قد خرج على الناس في قناة الشروق ليعلن عن رفع الدعم عن المحروقات..؟! فلم أكذب أذني وأتصلت بزوجتي لشراء كل ماتقع عليه عينها من مواد تموينية،تفاديا لندرة أو غلاء..!وطغت أخبار هجليج على وجداننا وهم الناس بمعايشهم مع تعدد الاشاعات وسرعتها؛وصدقناها حتى ونحن بعيدين عن الخرطوم.. وكان أن ألتقيت بالسيد عباس علي يوسف منسق عام قوات الشرطة الشعبية والمجتمعية بمدينة زالنجي؛والذي اسر لي بأنهم جاهزون بعدد مقدر وكبير من المجاهدين،لنصرة القوات المسلحة بجنوب كردفان ومنطقة هجليج؛وأنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام مايحدث،وحندوسهم دووس.. وبيننا وبينهم فقط الدم..!ومقاتلونا هم يمثلون جميع أهل السودان..دون ذكر لقبيلة أو جهة.. فقط نحن سودانيون. توحد الجميع وتناسوا أنفسهم وعزهم ومجدهم وغناهم وفقرهم؛وكانوا كلهم السودان بشماله وغربه وشرقه وجميع أطرافه،وتنادت المآذن والمنابر لله عز وجل أن ينصر جيشنا العزيز حامي حمى أرض الجدود ومؤمن الحدود،نصر لايرد وعزا لايحد،وأن يجعلهم متقدمين ومنتصرين بإذنه تعالى ورعايته. وها نحن ذا على دروب مجدنا - كما كنا صغاراً - يسطر جيشنا المجيد المنتصر صاحب البطولات والأمجاد نصره الجديد؛ليثبت لقراصنة الجنوب وحشراته أن النصر من عند الله مادمنا على الحق لا نميل... ونبارك لكل سوداني داخل وخارج الوطن عودة هجليج العز والفخار،ونشد من يد جميع قواتنا المسلحة والأمنية والدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والمجاهدين.. ويكفي أن الجميع كان يدعو لكم بالنصر والثبات؛ولانامت أعين الجبناء.