فى عام 1744 غرقت سفينة حربية بريطانية إسمها إتش إم إس فيكتوري في عاصفة بحرية، وقُتل في ذلك الحادث أكثر من ألف بحار. وكانت على متن السفينة عملات ذهبية تقدر قيمتها بما يساوي حوالي 500 مليون جنيه استرليني. وتسعى بريطانيا حالياً إلى إنتشال بقايا السفينة الحربية البريطانية التى يبلغ عمرها 300 عام من قاع البحر. وستقوم هيئة التراث البحري البريطانية بإدارة عملية رفع حطام السفينة، كما ستوظف شركة أوديسه الأمريكية للإستكشاف البحري لتنفيذ عملية الانتشال. وكانت هذه الشركة قد عثرت على السفينة منذ أربع سنوات، حيث تم التأكد من هويتها عن طريق مدفع برونزي كانت تحمله. سفينة «إتش إم إس فيكتوري »كانت أقوى سفينة في القرن الثامن عشر. وسيتم عرض الأسلحة والتحف الفنية الأخرى التي تم إنتشالها في المتاحف البريطانية، لكن بموجب قوانين الإنقاذ من المرجح أن تحصل شركة أوديسه على الجزء الأكبر من أي كنوز سيتم العثور عليه. وترحب وزارة الدفاع البريطانية بكل الجهود التي تهدف للحفاظ على الأجزاء الرئيسية من تاريخ البحرية البريطانية. ويقدّر أن السفن التي ينتثر حطامها في قيعان محيطات الكوكب الأرضي يربو عددها على ثلاثة ملايين سفينة. ولئن كان هذا الرقم تقريبي فقط وكان صون بقايا هذه السفن يرتهن إلى حد بعيد بالبيئة التي تتواجد فيها، فإن حطام بعض هذه السفن يعود تاريخه إلى آلاف السنين ويمكن أن يوفر مصدراً ثميناً للمعلومات التاريخية. فالسفن الغارقة هي شواهد على النشاط التجاري والحوار الثقافي بين الشعوب، وهي بمثابة حافظة زمنية تعطينا صورة كاملة عن الحياة على ظهر السفينة في وقت غرقها. ومن أشهر السفن التى غرقت التايتانيك؛ والآرمادا الإسبانية: أسطول فيليب الثاني؛ وأسطول قبلاي خان؛وسفن كريستوف كولومبوس مكتشف أمريكا؛ والسفن الشراعية الإسبانية من نوع الغاليون التي كانت تصل بين أمريكا وإسبانيا؛ وحطام الأنتيكيثيرا اليونانية. وقد تكون حمولة بقايا السفن الغارقة أحياناً ذات أهمية فنية كبرى. فقد عثر في حطام السفن اليونانية والرومانية على العديد من التماثيل الثمينة المعروضة حالياً في المتاحف. فإنتشل من حطام الأنتيكيثيرا عددلً من التماثيل الرخامية والبرونزية الثمينة. ولئن كانت الملوحة قد ألحقت أذى كبيراً بالتماثيل الرخامية فقد أمكن بفضل جهود الصون إنقاذ بعض التماثيل البرونزية ومن بينها تمثال « شاب أنتيكيثيرا » الشهير. كما أن عدداً من السفن الحديثة، مثل الفروي ماريا واللوزيتانيا، كانت تحتوي على أعمال فنية ثمينة للغاية عندما غرقت. ومن أمثلة ذلك ما يلي: سفن HMS Thetis, Iphigenia and Intrepid التي أغرقت أثناء الهجوم على زيبروجي وأوستندة في عام 1918 للحيلولة دون إستخدام البحرية الألمانية للميناء، والمتراس البحري الذي أقيم في القرن العاشر قرب سكولديليف في جرف روسكلدى البحري (الفيورد) لحماية مركز روسكلدي التجاري الهام، وحاجز السفن السويدي المؤلف من 20 سفينة تم إغراقها عمداً في عام 1715 في خليج غرايفسوالد قرب جزيرة روغن في الساحل الألماني لبحر البلطيق. وتغرق السفن عمداً لمنع المرور عبر أحد الأنهار أو الخلجان أو القنوات المائية، وقد أغرقت بعض السفن لحماية الممرات المائية من هجوم القوى المعادية كما أن بعضها أغرقته القوات المهاجمة لمنع القوات البحرية المدافعة من الخروج إليها. ومن أمثلة ذلك المتراس البحري الذي أقيم في القرن العاشر قرب سكولديليف في جرف روسكلدى البحري (الفيورد) لحماية مركز روسكلدي التجاري الهام، وحاجز السفن السويدي المؤلف من 20 سفينة تم إغراقها عمداً في عام 1715 في خليج غرايفسوالد قرب جزيرة روغن في الساحل الألماني لبحر البلطيق.