انتقلت يوغندا من مرحلة دعم الحركة الشعبية إلى دعم دولة بكاملها (جنوب السودان)، فإذا كان الدعم في السابق تحت أغطية ..؟ فإنه الآن صرح به جهراً وعلناً على لسان قائد قوات الدفاع اليوغندي زاعماً أن الخرطوم تدعم جيش الرب المعارض لحكومة كمبالا، مؤكداً أن قواته ستشارك في الحرب مع الجنوب ضد السودان كما تبنت الجبهة الثورية وأعطت كلاً من ياسر عرمان، عبد الواحد وعبد العزيز الحلو جوازات سفر بصفة رجال أعمال، بالإضافة إلى أرصدة في البنوك، هذا ما يكشف المخطط الثلاثي لتدمير السودان من قبل الحركة الشعبية بتوجيه من أمريكا وإسرائيل، وفي قراءة سياسية للموقف العدائي ليوغندا ضد السودان رأى دكتور جمال رستم أن الحرب بين السودان والجنوب ليست حرباً بالمفهوم المحلي التقليدي للحرب بين دولتين فقط، وإنما هي حرب ذات أبعاد إقليمية ودولية، وإن انفصال الجنوب مثل الانتقال من مرحلة الحرب بين حركة ودولة إلى الحرب بين دولتين، وتأتي قراءة الدور اليوغندي في إطار تواصل الأدوار، بمعنى أن يوغندا انتقلت من مرحلة دعم الحركة الشعبية إلى دعم دولة الجنوب. وتصنف يوغندا بأنها أكثر دول الجوار قبل الانفصال عداءً للسودان، وهناك شواهد على ذلك، حيث إنها ساهمت في العمليات العسكرية لدعم الحركة الشعبية، كما انطلقت عمليات الحركة من أراضيها فيما سمي بعملية الأمطار الغزيرة سنة 1998، حيث دربت الحركة الشعبية ومولتها بالسلاح والذخيرة وفتحت لها مكاتب وقدمت لها وثائق رسمية، ودعمها للحركة الشعبية لم يتوقف طوال حرب الجنوب، وتواصل يوغندا الآن العداء كدولة خلف الجوار ، وهو جوار إستراتيجي، وذلك ما يجعل الدور اليوغندي أكثر خطورة، لأن موقفها خلف الجنوب مباشرة يعطيها ميزة إستراتيجية، لذلك كان لها دور كبير في انفصال جنوب السودان، حيث كانت كمبالا غرفة «طباخة» مقررات وأجندة اتفاقية نيفاشا، وأضافت استمرارية موسفيني كرئيس ليوغندا نقطة التحول في العداء للسودان الآن، فكان العداء في السابق في الحدود والدين، أما بعد مجيئ موسفيني أصبح عداءً إستراتيجياً مع السودان يدوم ويطول خاصة في ظل تبدل الظروف لصالحها بعد الانفصال، وهذا ما خطط ويسعى له مع إسرائيل وأمريكا والحركة الشعبية، ويوغندا في ظل هذا النظام تطبق المرحلة الثانية والتحول من إستراتيجية شد الأطراف، إلى بترها وهذا ما يسمى الاستهداف الشامل للسودان، ومحصلته ونتائجه النهائية التي تسعى لها يوغندا والغرب وإسرائيل هي انهيار السودان وإضعاف دوره الإقليمي من المحور، وجعل السودان شبيهاً بالصومال. كل ما ذكر أعلاه من شواهد وأحداث تؤكد الدور اليوغندي في دعم الحركات الثورية في دارفور، ويستمر الدعم الخارجي للجبهة الثورية من خلال يوغندا لتستفيد منه لإعادة دورها ونفوذها، وتصاعد الدور اليوغندي يعتبر أهم دور في إستراتيجية الاستهداف للسودان، ولها دور محوري في تحالف أمريكا وكينيا وإسرائيل وأريتريا وربما دول جوار أخرى، نتوقع أن تكون هناك مفاجآت كبرى في التحولات الإستراتيجية لاستهداف شامل للسودان، والمسلسل يستمر وليست هجليج نهاية المطاف وما خفيّ أعظم.