الجالسون على قارعة الطريق أو ناصيته كلاهما سواء، في ظاهرة بدأت تثير غضب الكثير من الناس في بعض الأحياء، وهؤلاء الجالسون من الشباب صغار السن أو الرجال يتجاذبون أطراف الأحاديث السياسية والاجتماعية أو الرياضية أو الفنية، ويكون النقاش عالياً لدرجة الإزعاج، بالإضافة إلى مضايقة العابرين بالتعليقات أو الإشارات أو حتى النظر!! الأسباب عديدة لهذه الظاهرة، العطالة والبطالة وعدم توفر أندية الثقافة والرياضة.. (آخر لحظة) وقفت على مشارف الظاهرة واستطلعت بعض شرائح المجتمع حولها.. ٭ العم دفع الله قال: أنا معاشي ولي خمس سنوات، أول أيام جلست بالمنزل ومللت، فأخذت كرسياً وجلست أمام البيت، ومن حينها أنا أمارس الجلوس أمام البيت وتحت الشجرة، وحتى أصبح كل أصدقائي يجلسون معي، ونلعب الدمينو، ونتجاذب الأحاديث.. ورغم اعتراض بعض الجيران، لكن هذا حرم منزلي، ولا يوجد مكان غيره لأقضي وقتي، فهو متنفسي الوحيد. ٭ الشاب علي قال: ما فائدة جلوسي بالمنزل وأنا عاطل؟!.. أنا أخرج للبحث عن عمل، وأحياناً نجلس في الشارع لنتسامر ونتباحث حول ظروفنا وأفعالنا كشباب. ٭ الأستاذ عثمان قال: (دي ظاهرة غير حميدة)، من أسوأ الأشياء.. وفي الحديث الشريف (عن أبي سعيد الخدري قال: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم «إياكم والجلوس على الطرقات.. فقالوا: ما لنا بد إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال فإذا أبيتم إلا المجالس فاعطوا الطريق حقه، فقالوا وما حق الطريق؟.. قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر»، وأضاف أن هذه العادة فيها متابعة للناس، وتجسس على أحوالهم، وغير مفيدة في شيء، وتقيد حركة خروج النساء في الأحياء، والأفضل أن يجلسوا في بيوتهم ولو أدى ذلك للملل!! ٭ وجاءت إفادات شرائح مختلفة من الشباب والرجال وكبار السن.. أن سبب الجلوس أمام المنازل، وأمام الدكاكين في الأحياء السكنية، وفي الميادين التي تقع في قلب الحي، مرده إلى الجانب الاقتصادي، وعدم وجود أندية قريبة يذهبون إليها، لذا هم يتجمعون أمام المنازل، أو البقالات، أو ستات الشاي، سواء ليلاً أو نهاراً بالنسبة للطلاب في الإجازات والعاطلين عن العمل.