في أول امتحان يخوضه اتحاد الصحافيين الوليد بالجزيرة بعد انتخابه «السكوتي» الذي جرى مؤخرًا... فقد سقط في أول اختبارٍ وهو يتجاهل الهرم الإعلامي الكبير الفقيد الأستاذ هاشم المهدي.. الذي حمل رسالة الاعلام بأمانةٍ ومسؤوليةٍ وأخلص لها وصانها.. منذ حقبة الأربعينيات قبل أن يولد رئيس الاتحاد الجديد الفاتح حسين.. الذي إندهشنا كثيرًا لا انتخابه رئيساً للاتحاد.. وهو كما يعلم الجميع لا علاقة له البتة بالصحافة ولا الصحافيين.. بل ظل يتنقل برشاقةٍ من غصنٍ إلى آخر في شجرة السلطة بحكومة الجزيرة.. من إدارة الحج والعمرة إلى مديراً لوزارة الشؤون الإجتماعية.. ثم مديراً لوزارة الإعلام.. «ودقر يا عين» لقد تعرض الفقيد العزيز والإعلامي الرقم هاشم المهدي لحادث مروري أليم على مقربة من السوق الشعبي بود مدني ونقل على عجل إلى حوادث مستشفى ود مدني الذي قضى به سحابة يومه.. ثم نقل بالإسعاف إلى مستشفى المودة بالعاصمة الذي مكث فيه حوالي ثلاثة أسابيع إلى أن أسلم الروح لبارئها. وطوال تلك الفترة وقف إلى جانب الفقيد زملاؤه الأوفياء برابطة الاعلاميين الرياضيين بود مدني.. الذين هرعوا منزعجين لزيارته بحوادث ود مدني.. ثم شدوا الِّرحال الى العاصمة ووقفوا بجانبه في أيامه الأخيرة حتى أن دموعه تساقطت مدرارًا والّله العظيم وهو يشكرهم على هذا الوفاء النادر في زماننا البئيس هذا.. وقبل أن يودعهم الوداع الأخير يطلب من إبنه أحمد الفاتح الذي جاء على عجلٍ من هولندا فور سماعه بالحادث الأليم.. يطلب منه أن يلتقط له صورةً بجانب زملائه.. وكأنه كان يحس بدنو أجله يا سبحان الله. أن التجاهل المؤلم الذي وجده الفقيد هاشم المهدي من اتحاد الصحافيين.. أحدث صدمةً بالغةً في أوساط صحفيي الجزيرة.. بل أصيبوا بخيبة أملٍ (راكبه جمل) على قول أخوتنا المصريين.. خاصةً أنهم كانوا يتعشمون أن يصلع الاتحاد بواجباته الأساسية التي تحتم عليه مؤازرة عضويته والوقوف بجانبها في مثل هذه المواقف الإنسانية بعيدًا عن أية تصنيفات سياسية. وقد لا يعلم الكثيرون بأن مدينة ود مدني العريقة كانت سباقةً كالعهد بها حينما شهدت مولد أول اتحاد للصحافيين في مطلع الخمسينيات بقيادة الهرم الاعلامي الكبير الفقيد الأستاذ محمود أبو العزائم بجانب رفيقي دربه الأستاذ سليمان بخيت والأستاذ قسم الله الأمين رحمهم الله جميعاً.. ثم انضم إليهم لاحقاً الأستاذ المخضرم حامد محمد حامد متعه الله بالصحة والعافية. فكيف بالله عليكم وبعد مرور أكثر من ستين عاماً على قيام ذلك الاتحاد الذي كان ينضح مهنية يأتي زمانٌ يتولى قيادة اتحاد الصحافيين بالجزيرة من لاعلاقة لهم« من قريب أو بعيد» بكار الصحافة.. عجبي!! ولأن من لايشكر الناس لا يشكر الله فاننا نزجي الشكر بلا حدود للأخ الوزير المفعم بالانسانية والمروءة الأمين الشريف الهندي وللأخ الوزير صديق الطيب علي والشيخ الوقور الوزير البروف إبراهيم القرشي والهرم الإداري عبد المنعم عبد العال حميدة وممثل لجنة التدريب عبد الغفار حواية الله والكوميدي والاعلامي عز الدين كوجاك وعمدة الحصاحيصا الأستاذ مزمل يعقوب وقطب سيد الأتيام متوكل بلال وشكر خاص جدًا للزميلين الأستاذ هساي والأستاذ مزمل أبو القاسم اللذين حرصا على زيارة أسرة الفقيد وتقديم واجب العزاء والشكر للأخ حسن أبوشوك سكرتير اتحاد المناقل والأستاذ محمد الفاروق والأخ فضل المولى محمد وكل الزملاء الذين اتصلوا من العاصمة والولايات معزين والشكر أخيرًا لكل أهل ود مدني الأوفياء رحم الله أخينا هاشم المهدي وأحسن إليه «إنا لله وإنا اليه راجعون.»