جمعتني الصدفة بالمغني الشاب حسين الصادق في إحدى المناسبات بعد أن كان صديقاً التقي به دوماً، ولكن ظروف عملي وعمله حالت دون اللقاء لدرجة بعيدة، وصادف أن قابلته قبل احتفالات العروسة (آخر لحظة) بإيقاد شمعتها الخامسة، وبصفتي مشرفاً على الاحتفالية، وجهت له الدعوة للمشاركة فيها ووافق على الفور، وأكد عليها أكثر من مرة، ولكنه بصورة غير معلومة لم يحضر، ووجدت له العذر، وقلت في نفسي ربما أن هناك ظرفاً طارئاً ألم به، وسارعت للاتصال به قبل وبعد الحفل، ولكنني لم أجد أي إجابة أو رد، فأشفقت عليه، لمعرفتي بالضغوط التي تفرض على المطربين، ولكن فاجأني عدد من المقربين منه ومني، بحديث غريب وعجيب أتمنى من كل قلبي بأن لا يكون صحيحاً، حيث ذكروا بأن حسين الصادق قال لهم: سوف أحدث ربكة كبيرة في احتفالية (آخر لحظة)، لأنني لن أشارك فيها، لأن عبد الرحمن وجه لي الدعوة، وأساء لي في عموده (مع النجوم) بصورة غير مباشرة، خلال تعليقه على اختيار الموسيقار الفاتح حسين لي للمشاركة في مهرجان الأوبرا، وقال بأن اختياري جاء بضغوط من الأستاذ أبو هريرة حسين رئيس هيئة البراعم والناشئين الذي تكفل بكل منصرفات الرحلة كاملة، لذلك لن أشارك في عيد (آخر لحظة)، كما قلت سابقاً أتمنى أن لا يكون هذا الكلام صحيحاً، أما إذا كان غير ذلك، فأقول لحسين الصادق: أولاً: من أنت حتى تفسد احتفالية (آخر لحظة) عروسة الصحافة السودانية؟.. وماذا تمثل في خارطة الغناء السوداني؟.. فما زلت في بداية مشوارك الفني، وتدور حتى الآن في مرحلة (الخلع وعصر القلوب)، وما شابهها من سموم في جسد الأغنية السودانية.. وبصراحة أكثر أنت لم تكن موضوعاً ضمن برنامج الاحتفالية وأفسحت لك مساحة لتشارك زملاءك الكبار بقيادة د. عبد القادر سالم، و(الأصل) طه سليمان، وشكر الله عز الدين، وصفوت الجيلي، ومسعود فائز، ومحمد حسن حاج الخضر وغيرهم، لأن الاحتفالية لم تكن عادية وهدفها الأساسي هو دفع عجلة السلام بالبلاد، وهدفت بإفساح المساحة لك لتشجيعك ودفعك للأمام.. فكيف تفسد حفلاً تشارك فيه كل هذه النجوم؟.. وتكفي مشاركة سلطان الطرب طه سليمان، الذي كنت تركض خلف حفلاته، وبعدها بدأت الغناء بتقليده، وتنكرت بعد ذلك له، وأنا شاهد على ذلك، فإذا وجد الأصل وغاب التقليد هل تفسد الاحتفالية؟.. سبحان الله.. أم أنك صدقت مثل شقيقك الألقاب التي تطلق عليكما من بعض الصبية، فأي دكتوراة حصلت عليها؟.. ومن أين جاءت سوى من بعض الصبية الصغار (خليها مستورة).. أما اذا كنت تعتقد واهماً يا دكتور زمن الغفلة الذي تعملق فيه الأقزام، وتقزم فيها العمالقة، بأن علاقتي معك تمنعني من قول الحقيقة فأنت واهم، والأهم من ذلك أنني لا أسعى لصداقة المطربين أياً كان اسمهم ووزنهم، فما بالك وأنت مبتديء حتى الآن.. فقد قلت رأيي بصراحة حول مشاركتك المفروضة في الأوبرا لهذا العام، لأنك لم تصل لهذه المرحلة بعد، وصدق رأيي بفشل حفلك الذريع بالأوبرا، كما جاء على صفحات الزميلة الغراء (فنون)، ولكنه ليس خطأك، بل خطأ الذي دفعك أكثر مما يجب، معتقداً بأنك وصلت لمرحلة المشاركات الخارجية.. وأسألك هنا سؤالاً مهماً جداً، فقد شمل نقدي لمشاركتك في الأوبرا الأستاذ أبو هريرة حسين الذي نكن له كل الود والاحترام، ولكنه مع ذلك شكّل حضوراً أنيقاً منذ بداية احتفالية (آخر لحظة)، ليس ذلك فحسب بل قدم شهادة تقديرية للصحيفة، لأنه يعلم بأننا لا نستهدفه وليست لدينا أي عداوات شخصية معه ونحبه جداً، ونحترم أعماله وإنجازاته التي قدمها، لذلك لم ولن يغضب من انتقادنا له.. ومع كل ذلك فإذا قلت هذا الكلام يا ود الصادق أم لم تقله، فنحن لم ولن نعاديك ونستهدفك، ليس لعلاقتنا السابقة معك ولحرصنا على استمرارها، ولكنها ليست عاداتنا، لاحترامنا لهذه المهنة.