وعد الاخوان بقيام جمعة غضب بميدان التحرير وحشدوا لها من كل صوب وحدب ولكنها لم تكن جمعة عادية بل سالت فيها الدماء وسقط فيها الشهداء والجرحى واقيمت المستشفيات الميدانية وقسم اخر لإعداد الطعام وكان الاخوان هم الذين يُموٌلِون الحملة وتم تجهيز جرار ملئ بالسندوتشات. هذه المشاهد التي تتري كانما يرى الاخوان أن اوانهم عاد وأن اوان غيرهم قد ولى بلارجعة فكانوا يخططون بدقة متناهية وهدفهم الاكبر فى هذه الجمعة وما يليها من ايام كسر حاجز الخوف خاصة ان الذخائر قد نفذت من ايدى رجال الشرطة مما جعل تراجعهم امام المتظاهرين سريعا وهنا صدر امر او اوامر الانسحاب قبل الرابعة عصرا بعشرة دقائق واقدم العديد من الضباط والعساكر الى خلع زيهم الرسمى خوفا من المواطنين. على خلفية ذلك عمت الفوضى وتم احراق المركبات واقسام الشرطة وكسر السجون وهنا انفرط عقد الامن المصرى فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك ، وهذا ما كان يخطط له الاخوان ان تخرج الامور عن السيطرة مما يحتم سقوط النظام وكانت كل خطوة تدرس على اساس الخطط التى يتخذها النظام المصرى الذى فكر اخيرا فى نشر اعداد كبيرة من الشرطة السرية من اجل نهب المنازل بالاحياء حتى ينفض الناس من الميادين وخاصة التحرير ليعودوا الى منازلهم وهنا جاء دور اللجان التى شكلها اخوان مصر فى الاحياء لتشكل لجان امنية تقبض على الشرطة السرية وتكشف امرهم. سجل الرئيس المخلوع بيانه الاول الذى اذاعه التلفزيون المصرى فى الساعة العاشرة مساءاً والذى حاول فيه امتصاص الغضب لكن دون جدوى حيث حَل الحكومة ونزل الجيش الى الشوارع وحذر الشعب من الفوضى واعلن حظر التجوال من الساعة الثالثة ظهرا واقدم على قطع الاتصالات الخارجية والغى الطيران لرحلاته الداخلية والخارجية وتم ايقاف قناة الجزيرة وصودرت معداتها وتعطلت المصالح الحكومية وحركة البنوك وسادت حالة كبيرة من عدم الاستقرار وهنا دخل على الخط اهل الخبرة وادارة الازمات وبدأت لجان ميدان التحرير بزعامة الاخوان بادارة الازمة . اول ما قامت به جماعة الاخوان تنظيم اقامة الصلاة فى جماعة واقامة الخطب الحماسية ومجموعات اخرى تقوم بالاتصال بقادة الجيش خاصة الضباط الكبار واخرين مندسين داخل المؤسسة العسكرية ياتون بزيهم العسكرى لينضموا الى الثوار وهكذا كانت تسير الامور مما جعل امر الثورة جدىاً ولا رجعة للناس حتى يزول النظام المصرى وهنا ظهر بجلاء ووضوح تضحية شباب الاخوان المسلمون فى ميدان التحرير وخاصة عندما يأتى الليل هم من يقومون بحراسة ميدان التحرير وقدموا الشهيد تلو الشهيد ... ونواصل ....