يقول الله سبحانه وتعالى: (لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا أعدلوا هو أقرب للتقوى). ويقول عز وجل: (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يرى ومن يعمل مثقال ذرة شراً يرى) صدق الله العظيم ويقول رسولنا الكريم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده وإن لم يستطع فبلسانه وإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان) صدق رسول الله الأحباب الأفاضل والقراء الكرام اهتداءً بالقرآن الكريم واقتداءً برسولنا الكريم نتناول في هذا المقال العدالة في المحاسبة عبر المؤسسات خاصة السياسية مثال لذلك حزب الأمة القيادة الجماعية. ولكننا قبل ذلك نعتذر لجماهير حزبنا بتناولنا لهذا الأمر عبر الصحف والإعلام ولكنا بكل صدق وأمانة قد اضطررنا إلى ذلك اضطراراً ودفعنا إليه دفعاً بعد أن أغلقت كل المنافذ أمامنا من قبل رئيس الحزب لإبداء آرائنا في ظل الغياب التام لأجهزة الحزب المختلفة، لذا ومن أجل المصلحة العامة ولجماهيرنا خاصة وإيفاءً للذمة وإرضاء للضمير، كان لابد من توضيح الحقائق وعكس الصورة المقلوبة داخل هذا الحزب حتى يتم التغيير والكل على بصيرة. مع إقرارنا التام بمبدأ المحاسبة العادلة عبر المؤسسات واللوائح والنظم المصادق عليها، وكل ذلك لا يتأتى إلا بمحاسبة النفس أولاً وإصلاحها لنكون مؤهلين لمحاسبة الآخرين «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». الأحباب الكرام كلكم يتابع ما يدور في أروقة حزب الأمة القيادة الجماعية من محاسبة لبعض القيادات التاريخية في وقت نحن أحوج فيه للملمة أطرافنا وتوحيد صفوفنا لمجابهة التحديات التي تواجه البلاد أولاً ومن ثم مجابهة تحديات مستقبل الحزب، فما يحدث ليست له علاقة بالمؤسسية ولا بعدالة المحاسبة، وذلك لعدة أسباب منها على سبيل المثال لا الحصر، إن هذا الحزب تدار فيه كل الأمور بالتراضي منذ الانشقاقات المعلومة للجميع منذ تفكك حزب الأمة الإصلاح والتجديد، مع عدم عقد أي مؤتمر عام له منذ تكوينه، إضافة لعدم إجازة اللوائح المعدلة في ظل الغياب التام لاجتماعات المكتب القيادي غير المنتخب، فمن الذي يحاسب؟ فهل يحاسب رئيس الحزب الذي يرفض قبول وسماع الرأي الآخر عبر الأجهزة المعطلة والمذكرات التصحيحية، أم يحاسب رئيس الجهاز التنفيذي الذي يصدر القرارات والأحكام لمنسوبي الحزب عبر الصحف تحت مسمى لجنة المحاسبة التي كونها لإذلال وتركيع المخالفين للرأي؟.. أم يحاسب من يريد إصلاح الحزب من خلال إبداء الرأي عبر المذكرات التصحيحية في ظل غياب أجهزة الحزب المعطلة؟ فما لكم كيف تحكمون؟ الأحباب الكرام إن ما يدور في حزب القيادة الجماعية هذه الأيام هو ليس بمحاسبة وإنما ردة فعل ضد قيادات جهرت بالرأي لرئيس الحزب عبر المذكرات عندما وجدت أبواب الحزب موصدة فلجأت للمنابر الحرة التي تحترم الرأي والرأي الآخر «أجهزة الإعلام المختلفة»، فظهرت للملأ ما يسمى بلجنة المحاسبة، فهي وللعلم حسب ما اتفقنا لجنة للأجاويد لرأب الصدع في الحزب، لأن الحزب خرج من أزمة الوحدة الاندماجية بفقدانه لعدد مقدر من القيادات وأيضاً لمعالجة ودرء التصدعات التي قد تحدث في الحزب جراء الظلم والتجاوز الذي لحق بالقيادات التي لم تجد حظها في المشاركة منذ خروجها من حزب الأمة القومي وحتى تشكيل حكومة القاعدة العريضة، ما عدا المحظوظين الذين يتكررون في ظل كل حكومة. إذن هذه اللجنة يمكن أن نسميها لجنة د. الأمين عبد القادر الرئيس التنفيذي المكلف من قبل الرئيس، لأنه أصدر حكمه ومحاسبته لهذه القيادات قبل المساءلة من خلال الإشارة عبر الصحف «المجهر»، وكذلك بتكليف المدعو رفعت الكامل للتصريح والإشارة لذات الأمر عبر صحيفة «آخر لحظة» فهو ليس بالناطق الرسمي باسم الحزب. أحبائي الكرام إن ما يحدث بحزب الأمة القيادة الجماعية يشابه تماماً خلع الأضراس التي لا يحبذها اختصاصيو الأسنان ولكن هذا التشابه على الاتجاه المعاكس والذي يماثل النكتة التي تُحكى على لسان الرجل الذي ذهب إلى طبيب الأسنان يشكو الألم الذي سببه له الضرس المصاب، فبعد مشاورة الطبيب له بالخلع أجابه الرجل بأن يخلع كل الأضراس السليمة ويترك له المصاب. عليه نوجه ذات السؤال للسيد د. الصادق الهادي المهدي رئيس الحزب بعد أن تساقطت غالبية أسنان القيادة الجماعية بفعل فاعل أو للعوامل الداخلية والظروف المحيطة. فهل يرضى بخلع الأضراس السليمة مع قلتها ويترك المصابة أم يتركها تتساقط كما تساقطت مجموعة مكتب شمال كردفان بأكملها ثم تبعتها المجموعة التي انضمت للأمة الفدرالي؟.. أم يخلعها جميعاً ويكون قد عمل بمبدأ عليّ وعلى أعدائي؟ اللهم قد بلغت اللهم فاشهد «ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا.. ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا.. ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعفُ عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين». رئيس دائرة الحزب بولاية الخرطوم المكلف