٭ في رحلة العودة من أمستردام لعمان كانت الطائرة الإيرباص الأردنية تعلو وتنخفض بسبب المطبات الهوائية ومع ذلك كان يتعين على أن أتحرك في أرضية الطائرة جيئة وذهاباً، حالي كحال كمساري داخل بص، رجلي تؤلمني بشدة، اقتربت من شكر الله خلف الله قلت له: أريد أن أتمشى قليلاً وفي ذات الوقت أسعى للبحث عن عنوان لهذه الرحلة، في رأسي تحتشد بعض الكلمات والعناوين الناقصة، وبسرعة قال شكر الله: رحلة هولندا صافية لبن!! عندما جاءني صديقي الأستاذ صلاح عمر الشيخ الصحفي المعروف ومدير شركة سودا أكسبو للمعارض والمؤتمرات طالباً مني مرافقتهم في هذه الرحلة ترددت في البداية وحكيت له بعض التجارب الفاشلة والتي سببها الحكومة، ومنها فعالية اقتصادية في بريطانيا قبل سنوات.. كنت شاهداً على إفشال وزارة الاستثمار لها عندما انسحبت في آخر لحظة من المشاركة.. بسبب غريب يقول عدم ملاءمة الجو السياسي بسبب انسحاب وزراء الحركة الشعبية وقتها من الحكومة!! قلت للأخ صلاح: وهل الجو مواتٍ الآن؟ ضحك وقال لي كل شيء قد تم ترتيبه وهذا ما لمسناه من أول وهلة ونحن نخرج من مطار سيبوك بامستردام العالمي في ظهيرة الأحد 02 مايو ونجد في استقبالنا سفير السودان بهولندا سراج الدين حامد يوسف ومعه طاقم السفارة والذين سنتعرف عليهم لاحقاً بأعمالهم عندما نستعرض بقية تفاصيل الزيارة. زرت هولندا من قبل وكانت خاطفة وداخل صالة الجوازات سلم عليّ بحرارة الأخ فوزي صالح وقال لي كيف؟ لقد وجدت اسمك ضمن الوفد. إجراءات الجوازات لم تستغرق أقل من دقيقة وانطلقت بنا سيارات السفارة الأنيقة في شوارع وخضرة تعانق السماء نحن الآن في بلد الورود والزهور والألبان والأجبان والمياه المترعة. ٭ في طريقنا للفندق عرفنا أن عدداً كبيراً من أعضاء الوفد قد وصلوا وسيكتمل العدد غداً.. الوفد كأنه قد عمل بنصيحة سيدنا يعقوب عليه السلام إذ دخلوا لأهاي من أبواب متفرقة فهناك من جاء بي ال K.L.M من الخرطوم مباشرة، وهناك من جاء بالمصرية عن طريق القاهرة، وآخرون جاءوا على متن التركية عبر استنابول وجئنا نحن على الأردنية عبر عمان وآه يا سودانير الناقل الوطني «سابقاً»..!! ٭وصلنا فندق NH بلاهاي والتي وصلناها في أقل من ساعة من أمستردام ونحن بين الماء والخضرة والوجه الحسن ومئات من الجسور والكباري المعلقة وطواحين الهواء الهولندية العملاقة والطرق المسفلتة والمعبدة التي تجري في مستقر لها بلا ازدحام أو ضوضاء. ٭ في الصباح كنا داخل الغرفة التجارية الهولندية وقد اكتملت كل الترتيبات لافتتاح جلسات الملتقى الاستثماري للقطاع الخاص السوداني الهولندي. ٭ بدأت جلسات الملتقى بكلمة من السفير وعدد من الهولنديين منهم ممثلة لوزير الخارجية الهولندية ومدير عام مجلس تطوير التجارة الخارجية وغرفة التجارة الهولندية. والسيد راب فاندرخان والذي يعد من أبرز المستثمرين الهولنديين في السودان، وسرد في الملتقى آفاق تجربته في السودان وعوامل نجاحها. ٭ قدمت في الملتقى ثلاثة أوراق عمل رئيسية قدمها كل من السيد عبد الجبار حسين الأمين العام للنهضة الزراعية ورئيس الوفد والبروفسيور فتحي محمد خليفة رئيس مجلس إدارة البنك الزراعي ود. عمر علي محمد رئيس اللجنة الزراعية بالبرلمان وخالد جواد زادة بنك الخرطوم وتناولت الأوراق مجتمعة الفرص التي يتمتع بها السودان من إمكانيات وموارد طبيعية وزراعية هائلة ودار بعد ذلك النقاش حول الأوراق، وفي الجلسة الثانية قدمت الأستاذة سامية شبو فيلماً وثائقياً عن الأنشطة التي يقوم بها مركز سيدات الأعمال ووجد العمل استحساناً وتجاوباً كبيراً من حضور الملتقى من الهولنديين. ٭ نجح الملتقى في تنظيم لقاء لأكثر من (84) من رجال الأعمال الهولنديين مع نظرائهم السودانيين وناقش اللقاء آفاق التعاون بين الجانبين. شاهد من اهلها يقول صلاح عمر الشيخ - سودا أكسبو: الملتقى حقق إختراقاً كبيراً والشكر فيه يعود للسفير سراج الدين حامد الذي قام بهذا العمل الكبير، وهو اختراق كبير للعلاقات السودانية الهولندية، ويعتبر أيضاً اختراق للقطاع الخاص السوداني ممثلاً في تكوين مجلس الأعمال الذي يتم لأول مرة في تاريخ هذه العلاقة التي عمرها أكثر من 65 عاماً، وهو اختراق لنا نحن كمنظمين لشركات معارض بأن ننظم مثل هذا العمل المتميز في أوربا وفيه تحقيق للجودة العالمية لتنظيم المؤتمرات،.. وكنا سعيدين بالإشادة التي وجدناها من الجانبين الهولندي والسوداني في تنظيم هذا الملتقى واللقاءات الثنائية حققت نتائج باهرة أسعدت كل المشاركين. كل الذي نتمناه أن تتم متابعة لصيقة وسريعة لتحقيق هذه الإنجازات وتنفيذها. ٭ حدث تواصل بين الشركات في المجال العقاري والبنوك وأفراد الجالية السودانية، وهذا يحدث لأول مرة.. ً إحدى السيدات جاءت و قالت لي: شكراً شكراً لقد ربطتونا بالسودان وأهلنا . الوفد السوداني -لوحة بيضاء عبد الجبار حسين الأمين العام للنهضة الزراعية، فتحي محمد خليفة وزير الدولة للتعليم السابق ورئيس مجلس إدارة البنك الزراعي، د. عمر علي محمد رئيس اللجنة الزراعية، د. حبيب مختوم عضو البرلمان وممثلاً لاتحاد الغرف التجارية، عثمان مهدي مدير إدارة المعارض بالأسواق الحرة والعمدة سعد العمدة رئيس اتحاد الرعاة ممثلاً للجنة المشتركة بين المزارعين والرعاة والسيدعثمان مختار مدير مصرف السلام والرشيد علي البشير رئيس قسم التسويق المصرفي والعلاقات العامة وخالد جمال سالم براون شركة الرواد وخالد الكتيابي شركة تساهيل وعز الدين السر حاج الحسن شركة العامرية وعمر صالح حاج الحسن هباني ومحمد صالح هباني شركة المهاجر، ود. أحمد عبد السلام أسعد الخواض شركة سعيد للمواد الغذائية ومحمد صالح عبد الرحيم محمد شريف شركة داس أفركو الزراعية، وفيصل عباس محمد فضل نائب مدير بنك الخرطوم والدكتور مرتضى كمال خلف الله الأمين العام لغرفة الدواجن وشركة الغار للإنتاج الحيواني وحسين محمد أحمد مدير عام شركة رام للطاقة، ود. إبراهيم يوسف هباني شركة رواج للطرق الجسور وهاني عمر المصري من شركة رام وخالد جوار زاده ويعقوب محمد العالم من بنك الخرطوم وسامية شبو عضو اتحاد سيدات الأعمال وغرفة الخدمات باتحاد أصحاب العمل ود. نجم الدين شريف مدير إدارة الصادر والوارد بوزارة الثروة الحيوانية والسمكية، بالإضافة للأستاذ صلاح عمر الشيخ مدير شركة سودا أكسبو للمعارض والمؤتمرات وآمال محجوب مديرة المشروعات بالشركة، والزملاء الإعلاميين المخرج شكر الله خلف الله وبلة علي عمر من الصحافة والمصور البارع محمد مصطفى من النيل الأزرق وشخصي الضعيف. من هنا .. وهناك وسط الزهور متصور: زرنا بورصة الزهور في ضواحي لاهاي وتتبع لشركة فلورا هولندا وهي شركة تهتم بزراعة وتجارة الزهور وتعتبر من أكبر اللاعبين في قطاع الأزهار العالمي.. الشركة تأسست في 8002 وهي نتاج اندماج بين شركتين وتستخدم التكنولوجيا في كافة مراحل الإنتاج ابتداءً من الزراعة حتى التقدير، وعدد العاملين يقدر ب(054) عاملاً وتمتلك 6 مواقع إنتاجية كبيرة. هولندا تعتبر من أكبر الأسواق العالمية في إنتاج وتصدير الزهور وفي ذات الوقت تقوم عدد من الشركات الهولندية باستيراد الزهور من عدة دول أخرى في العالم،حيث يعاد تصديرها إلى مناطق أخرى في العالم. ٭ دجاج في السهلة: ٭ زرنا إحدى مزارع إنتاج الدواجن والتي تستخدم التكنولوجيا في كل المراحل.. الغريب في الأمر أن المزرعة عادت لنظام الحيشان القديمة التي كنا نستخدمها من قبل في تربية الدواجن. والفلسفة تكمن في تحرك الدجاج «يعيش» في راحة وسعادة ويتغذى بصورة طبيعية وفي السهلة كمان!! بعيون أردنية: خالد سالم عضو الوفد السوداني رجل أعمال من الأردن الشقيق مدير مشاريع شركة الرواد للتطوير العقاري يقول إنه مقيم في السودان منذ أربعة أعوام وكان قبلها في السعودية والطريف في الأمر أن أصدقاءه السودانيين شجعوه على الإقامة في السودان وهم لا زالوا في الخارج.. يضحك خالد ويقول أنا الربحان!! وخالد يقول إن ارتباطه بالسودان عاطفي ووجداني أكثر من «مادي»، يقول إن مشاركته في رحلة هولندا كانت مفيدة وتفاهمنا مع عدد من الهولنديين لتمويل سودانيين مقيمين في هولندا، كما أنهم عقدوا لقاءات عديدة مع عدد كبير من السودانيين الذين لهم رغبة كبيرة في امتلاك مساكن في السودان.. يقول خالد: السودان بلد لازال بكراً ولابد من الاهتمام بالبنيات التحتية والتوسع في مسألة البناء الرأسي لأنه يحل كثيراً من مشاكل خدمات الماء والكهرباء والطرق. ٭ زرنا مسلخ MPS الذي يقوم بتطبيق أحدث نظم تجهيز اللحوم ويعتبر في حد ذاته سوقاً عالمياً رائداً في مجال الذبيح ويعود تاريخه لأكثر من 001 عام، ويمتلك أكثر من 0001 منشأة موزعة في أنحاء العالم وهو حائز على عدد من جوائز عالمية.. وفي صالة الاستقبال هناك دولاب أحصيت داخله أكثر من 72 كاساً وميدالية، أي أنه يحصل في كل أربعة أعوام على كأس تفوق.!! طريقة الذبيح تتم على أحدث الطرق العلمية وهنك نظام متقدم للتخلص من مخلفات الذبيح والدم والمياه.. وتوجد ورشة ضخمة ملحقة بالمسلخ بحيث لا يحتاج لأي «صامولة» من الخارج.