{ لا يمكن لدولة جادة أو شرطة راشدة أن تقف موقف المتفرج من آفة المخدرات .. فهي سم أبيض يفتك بجسد أي دولة أو مجتمع أو فرد ودولتنا وشرطتنا ومنظمات المجتمع عندنا تعمل بجد واجتهاد لإجتثاث هذه الآفة من جذورها وهي مهمة شديدة التعقيد .. عالية التكلفة .. طويلة المدى .. متلازمة الجهود .. والحمد لله فإن إحدى الإدارات العامة في الشرطة مخصصة لمكافحة المخدرات .. وأن القضاء العادل في بلادنا يفرض بالقانون عقوبات رادعة على مروجي المخدرات .. ويقود الدكتور الجزولي دفع الله المنظمة المدنية المختصة بمكافحة المخدرات وإعادة إدماج المدمنين في المجتمع بعد علاجهم .. ولا أعلم أن في العالم دولة يقود الجهد المدني فيها شخص في درجة رئيس وزراء مثلما هو عندنا ... ويتابع وزير الداخلية والمدير العام للشرطة أعمال المكافحة في اهتمام . ومع ذلك كما يقول عبدالله أدب أو الدكتور عبد الله علي إبراهيم ومع ذلك تحدث الدكتور الجزولي دفع الله عن نسبة مخيفة من متعاطيي المخدرات وسط طلاب الجامعات وصلت إلى 10 % وهذه نسبة توقِّف شعرة الجلد وتدق ناقوس الخطر. ü ولعل البنقو أكثر المخدرات انتشاراً في بلادنا ويسمى الماريجوانا في بلاد أخرى أو الحشيش في غيرها يعتبر الأقل خطراًَ من بين الأنواع الأخرى المخلَّقة أو الطبيعية كالخشخاش مثلا ً والذي ينتج منه الهيروين والكوكايين وغيرها والذي يتجاوز خطره الإدمان إلى تفشي الأمراض الخطرة كالايدز إلى جانب الإباحية الجنسية والشذوذ الجنسي كالمثليين وجرائم القتل والجرائم ضد المال والاغتصاب وترك مقاعد العلم والعطالة والعزوف عن الزواج وغير ذلك من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي لا حصر لها والبنقو تتابعه إدارة مكافحة المخدرات من مناطق إنتاجه ومراحل تسويقه وأماكن تعاطيه وتضع يدها كل عام على كميات مقدرة وتعرض صور إبادتها ووقائع محاكمات من ضبط بحوزتهم..ولكن ذلك كما قال أحدهم يساعد المروجين بزيادة أسعار بضاعتهم المحرمة بحجة أن البوليس حرق المزارع ما شفتو في التلفزيون؟! ü ونحن في مجتمعاتنا عموماً نساهم في الترويج للمخدرات من حيث لا نشعر ففي الكثير من طرائفنا ونكاتنا نتحدث عن المسطول أو الحشَّاش باعتباره شخصاً نظيفاً وظريف وخفيف الدم وواسع الخيال حتى أن أصحاب الاسكتشات ورواة النكات استبدلوا كلمة أو عبارة كان في واحد مسطول .. بعبارة واحد خيالو واسع!! إذن فالبنقو يوسّع الخيال وهو أمرٌ محمود أقصد سعة الخيال ففي أحيان كثيرة يحتاج المرء لخيال واسع بل إن بعض المطربين يعتقدون أن تدخين البنقو بيصلح الحنجرة ويرخِّم الصوت !!! وكل النكات والتعليقات خفيفة الظل كالمُلَح والطرائف تنسب للمسطلاتية .. حتى لو حكى أي واحد نكته ظريفة أو علّق تعليقاً فيه مفارقة ينبري له آخر قائلاً والله المابعرفك يقول بتلفِّها ..أوإنت زمان كنت بتتسطّل؟ وهكذا ندفع ببعض الشباب من حيث لاندري نحو تعاطي المخدرات .. والأمر ليس بهذا التبسيط فهناك شبكات إجرامية وهنالك أموال وغسيل أموال ومنظمات دولية وأجهزة مخابرات في دول عظمى -العظيم الله- تدخل تجارة وترويج المخدرات ضمن أدواتها لتوفير المال أو السلاح أو تدمير قدرات الشعوب المستضعفة واستهدافها في شبابها ودينها ودنياها اقتصادا ً واجتماعا ً.. ولا ننطلق من عقلية المؤامرة عندما نقول بهذا الكلام ولكنها حقائق مثبتة ووقائع على الأرض على اتّساع الكرة الأرضية وليست بلادنا استثناءً وإلا فلماذا طلاب الجامعات الذين وصلت نسبة التعاطي بينهم إلى 10 % حسب كلام الدكتور الجزولي دفع الله والذي لا يحتاج كلامه إلى تمحيص وتدقيق فهذه حقائق مجردة تسندها الأرقام والبحوث والدراسات فهل تعيّن إدارة مكافحة المخدرات شرطياً لكل طالب؟. كانت دفاتر البرنسيس تستورد لأن القامشة وهي تبغ محلي يلف بها كالسجائر... ثم يزعم الأفندية أنهم يستخدمون ورق البرنسيس لنظافة نظارات البيرسول !! فلماذا هو في الأسواق اليوم مثلاً !! فما دامت الشيشة ممنوعة فلماذا نستورد معداتها ودخانها المعسل مثلا ً!! ü أرجو أن أنوِّه في هذا المقال بجهود منظمة مكافحة المخدرات .. وإدارة مكافحة المخدرات في الشرطة.. وبكل الشرطة وزيرها ومديرها وقادتها وضباطها ورتبها الأخرى فهم يخوفوننا من آثار المخدرات قال الإمام الحسن إنَّ من خوَّفك حتى تبلغ الأمن .. خيرٌ ممَّن أمَّنك حتى تبلغ الخوف .. وكم من أذنب وهو يضحك دخل النار وهو يبكي.. وكم من أذنب وهو يبكي دخل النار وهو يضحك، فياأيها المساطيل أبكوا على ذنوبكم اليوم قبل الغد .. وها قد أقبل رمضان شهر التوبة والغفران جعلنا الله وإياكم من عتقائه. ü شاهد شرطي نشال وقد نشل محفظة أحد الركاب فقبض على النشال ونبَّه صاحب المحفظة الذي أصاب الشرطي بالدهشة عندما قال ما عندي محفظة اتنشلت والنشال يقول للشرطي يا أخي دي محفظتي ففتح الشرطي المحفظة فوجد فيها سيجارة بنقو فصاح النشال هلعا ً عليك الله ياعم البوليس إنت مش شفتني نشلتو !! لكن الممنوعات حيازة.. وهذا هو المفروض..