عندما حدثت أزمة المياه التي عمت كل مناطق ولاية الخرطوم، وخرج المواطنون في المظاهرات، وأغلقوا الطرقات، وقام الوالي بجولة لكل محطات الكهرباء، واكتشف بعض الممارسات التي يقوم بها بعض المهندسين، وهي مشهورة بحادثة (قفل البلوفة)، وبعد امتداداتها وتطورها أعلن الوالي إعفاء (خالد) مدير الكهرباء، وأذكر أنه في صبيحة يوم الإعفاء عادت المياه لمجاريها، وكأن المشكلة كانت في بقاء المدير أو ذهابه.. وفي نفس اليوم عين (خالد الآخر)، وبدأ العمل متفائلاً، وقد كتبت في هذه الزاوية مقالاً بعنوان (جاء خالد وذهب خالد)، واستمر في العمل وبدأ في تنفيذ خطته التي وضعها لحل مشكلة مياه الخرطوم جذرياً، ثم دارت الأيام وحدثت المشكلة للمرة الثانية، وتمددت حتى أصبحت مشابهة لسابقتها تماماً، وبنفس الطريقة التي تمت بها المشكلة السابقة وانقطاع المياه.. خروج المواطنين للشارع للمرة الثانية، وقام الوالي بجولته المشهورة، ثم أصدر قراراً بإعفاء مدير المياه، وبالفعل حلت المشكلة تماماً، وكأنها لم تكن.. ثم مرت الأيام بدون مشكلة- كما توقعت وكتبته في مقال سابق- وذكرت فيه أن مشكلة المياه مفتعلة، وأن المقصود منها المدير وليس المياه، فعندما يتضايق بعضهم من قرارات المدير يصفون حساباتهم مع المدير، وليس هناك أزمة مياه حقيقية.. وقد دللت على ذلك بأن الأزمة تنتهي يوم صدور قرار الإقالة.. وظني أن على الباشمهندس جودة الله عثمان السياسي المحنك والتنفيذي الفذ أن يكون حريصاً أكثر من أخوانه الذين سبقوه، ولا أظن أن مشكلة المياه ستحل دائماً بالإقالة، فهناك عقدة ولابد أن تحل وبدون ذلك سيستمر مسلسل الإقالات.