للأسف نحن في السودان نعاني من غياب التربية الوطنية ، صاحبكم العبد لله وملايين النساء والرجال في الوطن الجريح نفتقد هذه الخاصية ونحتاج إلى شيولات وبلدوزرات من أجل أن ننتقل إلى خانة التربية التربية الوطنية الهاربة من فضاءاتنا ، أقول قولي هذا لأن الشخصية السودانية تتسم بالطيبة وربما العفوية ، والإنسان الطيب في هذا الزمن يعني بالمفتشر العوير والأهبل ، فإذا وصفك أحد الأخوة العرب بأنك زول طيب لاتتردد في ضربه بأم لكوم وأبو لكوم لأن الطيب في العرف العربي هو الإنسان الهبيببل عديييل كده ، الشيء الذي يفقع الفشافش والمرارة ويساهم في تدمير غرف المخ والمخيخ أن السفارات والقنصليات السودانية في الخارج تسد إذنا من طين وأخرى من طين أيضا أمام المهازل التي تتعرض لها الشخصية السودانية في بعض البرامج والمسلسلات الباهته والحلقات التلفزيونية الموسمية في الوطن العربي من البحر إلى البحر ، الشيء الغريب أن 90 في المائة من كوادر الممثليات السودانية في الخارج ، يذهبون إلى العمل كأنهم في رحلة ترفيهية أو من أجل تحسين أوضاعهم المتنيلة بمليون ستين نيلة بنت أم نيله ، وفي حالة تعرض الشخصية السودانية إلى الإستهزاء على عينك يا تاجر من قبل ممثل تعيس أم مقدم برنامج محنط لا تتحرك كوادرنا الدبلوماسية لإيقاف الإستخفاف بهويتنا ، أذكر أن الممثل محمد هنيدي سبق وان إستهزأ بالإنسان اليمني قبل عدة سنوات في فيلمه الشهير بليه ودماغه العالية وفي مقطع من الفيلم يخاطب هنيدي رجلا بشع الخلقة وعبيط كلما يلتقيه بقوله « إنتا لك آرايب في اليمن ) يقصد هل لديك أقارب في اليمن وهو بذلك يقصد أن جميع اليمنيين بشعيين ومهابيل الله يخرب عقلك المهم حينما إكتشفت السفارة اليمنية في القاهرة ، هذا المقطع السخيف ، إحتجت لدى الخارجية المصرية وفي حينه جرى حذف المقطع المسيء جدا ، وخسر منتج الفيلم الملايين جراء هذا التجاوز الخطير ، أما نحن في السودان فهناك الكثير من المقاطع التي تستهزيء بالشخصية السودانية ، ومنها مقاطع للممثل الكويتي العلج قليل الأصل داود حسين ففي مقطع بقناة فنون الكويتية كان هذا الرجل القرنتية يرتدي جلبابا سودانيا ويدهن وجهه بالسواد مع ممثل نكرة لا أعرف إسمه وكان يتنطع ويستهزيء بالشخصية السودانية ، الله يخرب بيت سنين أيام عمرك يا ثور ، وقبل أيام شاهد الملايين في الوطن العربي من البحر إلى البحر أحد المشاركين في برنامج اراب ايدول وهو يسخر من الشخصية السودانية بأهزوجة سخيفة مفادها أن الرجل السوداني يغسل العدة وزوجته على السرير «حاطه» مناكيير ، للأسف أطفال الحواري في الوطن العربي حفظوا الأغنية في حينه وأخذوا يستهزؤون بالشخصية السودانية ، أسال والسؤال بلوشي أين كوادر السفارة السودانية في بيروت وأين نظرائهم في الكويت من هذا الهراء الذي جعلنا ملطشة ، يبدو أن أصحابنا في رحلة إلى الضيعة والجبل والروشة وشارع الحمراء وشواطيء الخليج حتى إشعار آخر وإيه كمان ، وآآآآآآآفضيحتاه .