تعتبر الجريمة من الظواهر الخطرة التي تتهدد المجتمعات بكل اشكالها فهي سلوك شاذ غير مرغوب فيه سواء كان من رجل أو إمرأة أو من صغير أو كبير. الجريمة تعني ارتكاب فعل يعاقب عليه بموجب الشرع والقانون ويدان صاحبه بموجب حكم قضائي محدد. هناك أثراً نفسي واضح لمرتكبي الجرائم تحدثنا عنه الاستاذة هناء البيلي - جامعة السودان- موضحة أن مفهوم الجريمة لا يختلف من جنس لآخر وأشكال الجريمة كثيرة و متنوعة منها القتل - السرقة - النصب - والاحتيال - الاختطاف - أنشطة العصابات - التزوير - الشعوذة والدجل - نجدها في كل المجتمعات وبين مختلف الديانات. أما بخصوص جرائم المرأة فقد أصبحت تشارك في معظم مجالات الجريمة على الرغم من اختلاف تكوينها عن الرجل من حيث الصفات والسمات وحسب الدراسات فإن نسبة مشاركتها متدنية قياساً بنسبة الجريمة لدى الرجل. على الرغم من أن بعض الجرائم التي يرتكبها الرجال تكون بتحريض من المرأة. وأوضحت هناء بأن المرأة تكون بعيدة عن الجرائم التي تقتضي القوة الجسدية وأكثر مشاركتها في جرائم الحسد والشعوذة والغش والاحتيال بينما تندر في القتل. تتباين الجريمة لدى المرأة في دوافعها بين العدوان كسلوك فطري وبين الانتقام من المحيط الذي لم تستطع التكيف معه فتلجأ للجريمة و كنوع من إثبات الذات يمكن أن تلجأ للخروج والتمرد على القيم الاجتماعية لذا تلجأ لجرائم الانحراف الأخلاقي باعتبار أن شرفها يمس من تريد الانتقام منه والعنف الأسري الذي يجعلها غير راضية بذاتها وغير مقبولة لمن حولها وانها محاصرة يجعلها دائمة التفكير في الانسلاخ من هذه السلطة والانتقام لنفسها بأي أسلوب كان ومهما كانت عقوبة التصرف. وبينت بأن هناك أسباباً أخرى واضحة في المجتمع منها العنف المجتمعي حيث أن بعض المجتمعات تفتقر للأمن والاستقرار وتحاصر المرأة بأساليب إجرامية مختلفة مما يحدو بها لأن تكون في صراع دائم في التفكير لمواجهة المواقف والدفاع عن نفسها فهنا أما أن تحترف الجريمة دفاعاً عن نفسها أو إنها تتعلم الحقد على من حولها وتعتبر كل من حولها سيئاً ويكون الاضطراب النفسي ملازماً لها. والفقر الشديد يساعد المرأة على ارتكاب الجريمة خاصة المرأة ضعيفة الإيمان والبعيدة عن الانتماء الديني. فتلجأ للسرقة - الاحتيال - الاتجار في المممنوعات . و تعاطي المخدرات من أكبر دوافع المرأة لارتكاب الجريمة لأنها تكون دائماً خارج الإطار العقلي والمنطقي للمواقف المختلفة فتقترف الجريمة أو تبحث عن مال لجلب المخدرات. من الملاحظ أنه دائماً ما تنجح المرأة في تنفيذ الجريمة المعينة وذلك نسبة لما لها من صفات وخصائص حباها بها الله تعالى فهي مصدر الأمان والعطف ومرهفة الإحساس الأمر الذي يبعد عنها الشبهات في ارتكاب الجرائم التي تتطلب القسوة ولا يتوقع شخص أو يظن أن المرأة تنوي الإجرام. أخيراً فالجريمة خطر يهدد الحياة الاجتماعية والاقتصادية لدى الأفراد الأمر الذي يحتم على العلماء و الباحثين والمسؤولين والافراد في المجتمع العمل يداً واحدة ، التوافق على منع الجريمة والقضاء على الأسباب والدوافع التي تؤدي لحدوث الجريمة برفع الوعي لدى كل أفراد المجتمع وان يتعرف كل فرد بالمجتمع على حقوقه وواجباته وتنشئته تنشأ تسمو بالدين. احصائية لعدد من الجرائم المرتكبة تتمثل الجرائم في الآتي: الجراح العمد - الشروع في الانتحار، الأذى - الزنا - مخالفة الآداب العامة - الإخلال بالطمأنينة العامة - جرائم ضد النفس - الأفعال الفاضحة - القذف - الإساءة - السرقة - الاحتيال - التعدي - جرائم المال - الإزعاج العام - السكر - التعامل في الخمر - أخرى جنايات - مؤثرات عقلية و قوانين أخرى. الجملة خلال الأعوام السابقة لعام (2002) بلغت (54458) و في العام 2003 وصلت (61706) وفي العام 2004 بلغت (56908) والعام 2005 (52161) ولعام 2006 بلغت (93024). أما الجرائم القتل المرتكبة بواسطة النساء في بعض الولايات في العام 2007م: ولاية الخرطوم (27) نهر النيل (3) النيل الأبيض (5) الجزيرة (4) وسنار (7) القضارف (6) كسلا (2). البحر الأحمر (6) شمال كردفان (6) جنوب كردفان (1) شمال دارفور (4) جنوب دارفور (24) غرب دارفور (6) قطاع أعالي النيل (2) قطاع بحر الجبل (5) محطة المرافق والمنشآت بلغت الجملة (109). وكما أن هناك أثراً نفسياً فلابد من وجود أثر اجتماعي وفي هذا المنحى تحدثت إلينا الاستاذة سلافة بسطاوي الباحثة الناشطة في مجال حماية الأسرة والطفل. فبدأت حديثها قائلة إن من الآثار الإجتماعية لجرائم المرأة هو تغير مفهوم المجتمع نحو المرأة ذات المشاعر الحساسة مما ترتب علبه أيضاًً عدة مشاكل تعوق مسار المرأة بشكل عام في حياتها إذ فقدت جزءً من تقديرها الاجتماعي و تأثر دورها في المجتمع ككائن موحٍ بأشكال العاطفة والمؤثرات الجمالية بالإضافة إلى ذلك التفكك الأسري الذي يسببه انهيار دور المرأة بسبب ضلوعها في الجريمة وتشرد الأطفال تبعاً لذلك مما يحدث خللاً في المجتمع كذلك فقدان المرأة لحقها الوظيفي بسبب ارتكابها لجريمة إذ أن هناك بعض الوظائف تتوقف على الأمانة والشرف مما يقود إلى تردي وضعها الاقتصادي..