أسميته عمود طائر لأنني توجهت صبيحة الجمعة وفي تمام الساعة الرابعة والنصف أقعلت بنا الايربص 300 التابعة للخطوط الجوية السودانية والتي تسع لعدد 265 راكباً بقيادة الكابتن السوداني آدم السنوسي وقائد الكابن كرو مبيوع ، كانت تقف عالية وهي تلوح مع ضوء الفجر وكأنها تتحدث عن قصة صراعها مع شركة عارف التي اختطفت هويتها وسلبت إرادتها وجعلتها تهيم في الأجواء والفضاءات تبحث عن هويتها، قبيل إقلاعها كانت رفيقاتها من الطائرات يتأهبن للإقلاع وخاصةً الاثيوبية التي إكتظت بخطابها وطلابها، والمقارنة هنا مستحيلة أقلعت طائرة الايربص وعلى متَّنها 25 راكباً جميعهم سودانيين عدا سيدة اثيوبية ، كانت الايربص300 على موعد بعد أن أقلعت واصبحت تقبل السحاب العابر تارةً، وتارة اخري تعانق النسيم الذي يهب بارداً كلما اتجهت جنوباً، ويظل على حاله حاراً يحمل زرات الغبار في محيط السودان، الركاب كان حديثهم حول المصداقية التي اعادتها لهم هذه الطائرة العملاقة ، فلم يتوقع أحدٌُ منهم ذلك وأثبتت سودانير أنها يمكن ان تعيد مجدها عبر العملاقة الايربص300 . كان ركاب الاثيوبية يحملقون بأعينهم نحو هؤلاء الركاب المغلوب على أمرهم الذين سوف تشرق الشمس، وهم على حالهم ، لكن خاب ظنهم عندما أدار الكابتن محركات الطائرة واتجهت نحو المدرج معلنةً الانطلاق نحو الهدف والقبلة المقصودة(ادس اببا) ، حطت بنا الطائرة في مطار ادس اببا الدَّولي ، أطلق الكابن كرو مبيوع عباراته المألوفة منبها الركاب أن يستعدوا للهبوط ، درجة الحرارة عند تلك الساعة ثلاثة عشر درجة .قدَّم إلَّى قائد الكابن كرو كوباً من الحليب، وقال: لي هذا يُفيدك ويُقيك من برد ادس وليتني لم أشرب ذلك الكوب الذي تسبب لي بحالة تسمم حادة، دخلت علي أثرها مستشفي حيات وأمضيت فيه يومين كاملين وأنا أتألم من شدة الألم ، وهنا لم أنس أن اشكر الصديق محمد ميرغني بالسفارة السودانية، والذي ظل يرافقني طيلة أيامي بمستشفي حيات. قدري أن أحضر وفي نفس يوم مجيئ إلي ادس هو اليوم الذي غادر فيه، وفد التفاوض ، حيث رُفِعت جلسات التفاوض لمدة عشرة أيام. أنا الآن في طريقي إلي الخرطوم وأعتذر لقراء آخر لحظة من عدم تمكني من كتابة أي تقارير للظروف التي شرحتها . ودمتم