لست من هواة السهر حتى مطلع الفجر مع كرة القدم العالمية التي اعتاد معظم أصدقائي متابعتها، وكأنهم اسبان والمان وفرنسيون، لعلمهم بأدق تفاصيل اللاعبين الاوروبيين، المصاب منهم، والذي سوف ينتقل الى فريق آخر بنهاية الموسم الرياضي.. ولكنني حقيقة لم يغمض لي جفن وأنا أتابع يومياً وحتى صبيحة اليوم التالي تداعيات ومستجدات كل ما يجري في انتخابات رئاسة الجمهورية في مصر الشقيقة، خاصة المعركة الأخيرة التي يواجه فيها مرشح الأخوان المسلمين الدكتورمحمد مرسي غريمه الفريق أحمد شفيق الذي يصفه الإعلام هناك بأنه أحد بقايا فلول النظام السابق الذي ترأسه حسني مبارك لأكثر من ثلاثين عاماً، والمعروف أن شفيق كان وزيراً سابقاً في ذلك النظام، واختاره مبارك رئيساً للوزراء قبل تنحيه في محاولة منه لاحتواء أزمة ميدان التحرير.. فلقد ظللت طيلة الأيام الماضية منتظماً في سهرة سياسية على الهواء يقدمها الإعلامي الكبير عماد الدين أديب تناقش كافة السلبيات والمعوقات، التي يمكن أن تواجه مصر بعد انتخاب أول رئيس للجمهورية بطريقة شرعية ونزيهة، واستمعت الى مداخلات من قيادات الأحزاب وشخصيات عامة نافذة ومتخصصة في القانون والدستور، وتابعت باستفاضة برنامج المرشحين لحكم مصر اللذين اتفقا تماماً على الالتزام بالدستور والقانون، ولم يطرح المرشح الإسلامي محمد مرسي التزاماً بتطبيق الشريعة الإسلامية في حالة فوزه، برغم رئاسته لحزب إسلامي، كما لم يشر أحمد شفيق لغير الالتزام بالدستور، والذي سوف تكلف لجنة من كل ألوان الطيف السياسي لوضعه، ثم بطرح بعد ذلك للشعب ليقول كلمته الأخيرة، وإجازته الإجازة النهائية، فلقد سعدت كثيراً بمصر الجديدة، وبرئيس قادم جديد ليس أمامه غير الالتزام والانصياع لرغبة الشعب، الذي وضع الدستور وحده لمن أراد أن يحكمه، فليست هناك سلطة أعلى من الشعب في دولة بالعالم.