كنا قد قلنا في الانتخابات الأخيرة (الريس يا شعب).. واليوم نقول: (الشعب يا ريس).. هذا الشعب العظيم الذي نسيّ أحزانه وانتماءاته أربع مرات في التاريخ.. مرتان منها لقائدين عظيمين.. ومرتان أخريتان لك أنت أخي الرئيس.. فالمرة الأولى كانت للإمام محمد أحمد المهدي في صدر الثورة المهدية أواخر القرن التاسع عشر.. والمرأة الثانية كانت للزعيم إسماعيل الأزهري حين رفع علم استقلال السودان 1/1/1956م.. وأما المرتان الأخريتان فكلاهما كانت لك أخي الرئيس.. يوم أطلق المدعو أوكامبو فريته وأيدته محكمة الظلم الدولية.. والثانية يوم اعتدت دولة جنوب السودان على هجليج. ü أخي الرئيس هذا الشعب صبر لأنك جئت من (ميوم) إلى القصر.. ولم تأتِ من القصر الخاص إلى القصر الجمهوري.. هذا الشعب صبر لأنه يرى فيك الأمل.. هذا الشعب صبر لأنه قبل قدومك من (ميوم) ذاق الويل ذلاً وهواناً وفقراً وضنكاً ولكن.. من تصدوا بالإنابة عن هذا الشعب للتخطيط الإستراتيجي خاصة في مجال الاقتصاد.. ظلوا يكذبون ويكذبون.. فهم جعلونا نغني (فلنأكل مما نزرع ولنلبس مما نصنع) ولم نرَ زرعاً ولا (دمورية).. ثم بشرونا بالنفرة الزراعية.. ولم نرَ نفرة ولا زراعة. ü وهم الآن يكذبون علينا ويقولون إن الاقتصاد السوداني سيتعافى وسيتجاوز هذه الضائقة خلال ستة أشهر.. يا سلاااام!! ويحاولون تخدير هذا الشعب ليتحمل إخفاقاتهم وهم الذين لم يستطيعوا وضع السيناريوهات للمفاجئات السياسية والأمنية القادمة مع ريح الجنوب.. ولا المتغيرات الاقتصادية والبيئية والسكانية المتسارعة. ü وطالما أن الستة أشهر كافية.. لماذا لا تكون المعالجة شيئاً آخر غير رفع الدعم عن أهم السلع.. وأين موقف العرب الذين يشكل السودان عمقاً إستراتيجياً لأمنهم.. وأين هم المسلمون الذين يقولون إن السودان يمثل أحد المعابر القارية المهمة للدعوة لله.. وأين هم الأصدقاء الذين ندعي أننا ربطناهم بالمصالح المشتركة.. ألا يوجد من يقرضنا قرضاً حسناً أو (سيئاً) لنتجاوز هذه الأشهر الستة لنقدم الكذاب حتى الباب؟! ü أخى الرئيس.. الشعب قال.. (الروب) ولن يستجير من الرمضاء بالنار.. فهل من عبقرية تنقذه من رفع الدعم حتى لا يقع تحت وطأة (الغول).. غول الجوع والثورة الهوجاء.. أخي الرئيس نرجوك أي حل آخر غير رفع الدعم على الأقل في الوقت الحالي.