استقبل الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة أمس على أحمد كرتى وزير الخارجية والوفد المرافق له الذى يزور مصر حاليا. وتناولت المقابلة بحث العلاقات المتميزة بين مصر والسودان ومتابعة تنفيذ برامج واتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين فى مختلف المجالات وزيادة التبادل التجارى والاستثمارى ومشاركة الشركات المصرية فى عملية التنمية بالسودان. حضر اللقاء من الجانب السودانى فتحى خليل محمد والى الولاية الشمالية والصادق محمد على وزير الدولة للاستثمار وكمال حسن على سفير السودان بالقاهرة، ومن الجانب المصرى محمد كامل عمرو وزير الخارجية. و اتفق علي كرتي، ونظيره المصري محمد عمرو، على تدشين الإطار المؤسسي للتعاون بين السودان ومصر وليبيا، في إطار ما يطلق عليه «المثلث الذهبي»، وأعلنا افتتاح طريقين بريين بين القاهرةوالخرطوم «قسطل- وادي حلفا» وطريق «أرقين- دنقلا». ووقال كرتي فى مؤتمر صحفي مع عمرو عقب اجتماع مع الرئيس المصري محمد مرسي سبقه بلقاء مع د. هشام قنديل رئيس الوزراء المصري إن اللقاء مع مرسي يأتي في إطار حرص القيادة السودانية على التشاور المستمر مع القيادة المصرية حول الملفات التي تهم البلدين. ووأشار إلى أن لقاء جمع مؤخراً بين الرئيس عمر البشير ومرسي في أديس أبابا على هامش قمة الاتحاد الأفريقي أكد وجود إرادة واضحة من جانب القيادتين السياسيتين في البلدين على تحقيق التكامل الاقتصادي وتوفير المناخ اللازم لدفع حركة الاستثمار والتجارة وتبادل السلع. وأوضح أن الجانبين السوداني والمصرى أعدا اتفاقية جاهزة للتوقيع خلال الأيام القليلة المقبلة تنظم مرور السيارات والسلع عبر طريق يربط بين البلدين سيفتتح الشهر المقبل، مشيراً إلى أن الاتفاقية تقضي بتسهيل حركة انتقال الأفراد وأيضاً الإجراءات الجمركية، نافياً وجود ملفات أمنية بين البلدين وقال إنه بحث مع مرسي الحريات الأربع ولفت كرتي إلى أنه تم الاتفاق أيضاً خلال اللقاء على تشجيع المستثمرين المصريين على الاستفادة من فرص الاستثمار الزراعي في السودان خاصة في الولاية الشمالية، مشيراً إلى أن الطريق الجديد سيسهل تصدير المنتجات الزراعية إلى مصر ومنها إلى دول أخرى. وأشار إلى اهتمام عدد كبير من المستثمرين المصريين بإقامة مشروعات جديدة على الأراضي السودانية في مجالات المحاجر والثروة المعدنية والزراعة، موضحاً أن عدداً من المستثمرين السودانيين يعملون في مصر ويعتزمون زيادة حجم استثماراتهم. من جانبه أكد عمرو أن هناك مجالات واعدة للتعاون الاقتصادي والاستثماري بين مصر والسودان خاصة في مجالات الزراعة والتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني والثروة السمكية والتعدين. وأشار إلى أنه سيتم الشهر المقبل افتتاح طريق بري على الضفة الشرقية لنهر النيل الذي يربط بين مصر والسودان عن طريق معبر تجاري ما يسهم في تدفق حركة البضائع والركاب وخفض تكلفة النقل بين البلدين. وأوضح الطريق الجديد يتيح انتقال الأفراد من الخرطوم إلى مدينة الاسكندرية الساحلية شمال غربي مصر ومنها إلى دول ليبيا وتونس والمغرب العربي والعكس، الأمر الذي يعني تحقيق طفرة كبيرة في حجم التبادل التجاري بين دول المغرب العربي. وحول ملف حوض نهر النيل أكد عمرو أن هناك توافقاً تاماً بين موقفي مصر والسودان بهذا الشأن ويتمثل في تحقيق المصالح المشتركة للبلدين وبما لا يتعارض في الوقت ذاته مع مصالح دول حوض النيل. وأكد في هذا السياق فتح صفحة جديدة مع الدول الأفريقية خاصة السودان في ظل القيادة المصرية الجديدة، موضحا أن هناك توجيهات من الرئيس المصري بتشجيع الاستثمارات المصرية ومشاركة الشركات في مشروعات التنمية في السودان.