٭ الصحف نقلت على «استحياء» قرار الصادق المهدي رئيس حزب الأمة بفصل د.موسى مادبو فصلاً نهائياً من كل وظائفه في الحزب!! مثل هذه الأخبار لا تجد الاهتمام ..! والقارئ يفضل عليها الأخبار التي تدور حول همومه اليومية!! ولا اعتقد أن خلافات حزب الأمة تقع داخل «تخوم» همومه !! ٭ ليس هذا تقليلاً للشأن!! فحتى السيد مادبو نفسه في حديثه للزميلة الصحافة قلّل من قرار فصله!! وقال كان الأجدر بحزب الأمة القومي فصل «نجل» الصادق المهدي بعد خروجه على الحزب ومشاركته في الحكومة.. وقلل مادبو من القرار وقال إنه «فاقد» للقيمة والسند القانوني والدستوري لأنه صادر عن مؤسسات غير شرعية مؤسسات لا تؤمن بتعددية الآراء والأفكار والشعارات السياسية التي تنادي بها كمشروع «لم الشمل». ٭ إذن هذا حال «أهل الدار» في التقليل من مثل هذا القرار ومن هذه الخلافات.. فكيف يكون حال من هم في الخارج من جملة «الصلاح» والمراقبين وعامة الشعب السوداني الذي يتفرج على حال هذه المؤسسات التي «تأكل» و «تشرب» من «نهر» الخلافات «دائم» الجريان!! حزب الأمة مثله مثل كل الأحزاب السودانية الأخرى التي شاخت وتشققت ويبست فروعها وتمددت في أسماء ولافتات انتشرت في كل أزقة المدينة وحاراتها كل منها يدعي أنه حزب الأمة وكيان الأنصار!! ومثل حزب الأمة هناك الأحزاب الاتحادية وهناك أحزاب الحركة الإسلامية و«الشيوعيون» ومن «شايعهم»!! كل الأحزاب السودانية لم تنج من داء الانقسام والتشظي فكيف لا ينقسم السودان وينفصل ل«60» «حته» و يروح في «60» «داهية»!! ٭ نعم صدق مادبو وهو في هذه الحالة ينطبق عليه المثل الذي يقول «وشهد شاهد من أهلها».. هي مؤسسة غير شرعية ولا تؤمن بتعددية الآراء والأفكار والشعارات السياسية التي تنادي بها. الأحزاب السياسية السودانية فقدت بريقها وطعمها و«قدسيتها» لأنها «تكلست» ووقفت عند محطة الطائفية وسيطرة العائلة الواحدة و«شخصنة» الرأي والفكرة والمنهج فهي بهذه الطريقة سيفوتها القطار إن لم يكن قد فاتها بالفعل!! ٭ في عصر الثورات والربيع العربي الحزب الذي يكسب هو الذي يتوافق مع الشارع والجماهير ويعرف كيف يضخ أكسجين الحرية والديمقراطية في شرايينه وأوردته ومساماته الداخلية. وقديماً قالوا «فاقد الشيء لا يعطيه» فكيف تنادي بحرية وبتداول وشفافية وأنت لا تعطيها!!