الشراء ليست مسألة عشوائية بحته ، هو فن في حد ذاته ، بعض الأشخاص يجيدون فن الشراء وإختيار القرار المناسب لإقتناء سلعة معينة ، وفي المقابل نجد الرجل الأخراق والمرأة المطيورة البلهاء لا يجيدون هذا الفن الجميل ، فالرجل الأخرق زي حالاتي تجده يدخل أطراف السوق أو المول التجاري ويشتري السلعة التي يريدها دون التفكير في مدى جودتها أو بلد المنشأ ، والمرأة المطيورة مستجدة النعمة تسلك نفس تصرفات الرجل الأخرق ، وفي الراهن ظهر مرض الشراء ، وهو مرض يصيب البشر والحكومات ، طبعا هناك فرق شاسع بين مرض الشراء الذي يصيب الأنظمة ومرض الشراء الخاص بالبشر ، مرض الشراء البشري يصيب الكثيرين وهو ناتج عن الفراغ والكآبة والذي منه ، مثلا يدخل المريض المصاب بهوس الشراء الى متجر بقصد شراء جزمة ماركة جرجوري ارماني ويخرج وهو محمل بجهاز تلفزيون وغسالة رغم انه ليس في حاجة الى هذه الاجهزة ولديه منها ما يكفيه في منزله العامر ، احصائيات خبراء السوق تشير الى ان مرض الشراء يصيب النساء اكثر من الرجال وهو ينتشر في المجتمعات الاستهلاكية يعني بحمد الله مجتمعنا لايعاني من هذا المرض ولكن صبركم ، نحن مصنفون من ضمن منظمومة الدول النامية قصدي النايمة وهذه الدول اللهم احسن وبارك مصابة بمرض شراء الاسلحة لدرجة الهوس والجنون ، تكالب الانظمة الحاكمة في العالم الثالث على شراء العتاد وتخزينه تحت طقاطيق الارض ليس لحماية الدولة من الاخطار وانما لحماية تلك الانظمة نفسها حينما تقوم الكعة ،من الاشياء المضحكة أن دول العالم الثالث تنفق على مخصصات شراء الاسلحة أكثر من انفاقها على التعليم والصحة والبنى التحتية ، ياساتر اتاري التعليم والخدمات الصحية لدينا آخر منجهة ، للاسف الحكومات تبرر نفقاتها العسكرية الباهظة بحجة الدفاع عن النفس لكن الوقائع تشير الى غير ذلك ، انتباه ، الاحصائيات تشير الى ان العالم الثالث ينفق على مشتريات الاسلحة سنويا 221 مليار دولار ، مثل هذه الميزانيات الضخمة كفيلة باسكات صرخات الجوعى ومداواة جراح المرضى ولكن نشكي لمين ، صدقوني أن الدولة تصرف مليارات الدولارات في أجهزة تحصينها وأقطع ضراعي لو لم تكن ميزانيات اصحابنا ناس الدفاع الشعبي أكثر من ميزانيات الصحة والتعليم والبحث العلمي والذي منه ، اسمعوني مرض الشراء لدى البشر يمكن علاجة بواسطة أدوية وعقاقير الإكتئاب ، هناك شركة امريكية اعلنت عن اكتشافها عقار لعلاج هذا المرض لدى البشر ، العقار اسمه سيتالبرام وهو يتوفر تجاريا باسم سيراميل ، وحسب الباحثين الذين قاموا باعداد هذه التركيبة العجيبة فان العقار يخفف من حدة التكالب على الشراء العشوائي ويكبح جماح الرغبة في ارتياد الاسواق ، طيب اذا كان الامريكان اكشتفوا علاجا لمرض الهوس الشرائي هل يتكرم ابناء العم سام لابتكار علاج يمنع الانظمة في العالم الثالث من التكالب على شراء الاسلحة والعتاد لمداوة أمراضها المتلتلة والمتنيلة بمليون ستين نيله أسأل هل حكومتنا مريضة إنه سؤال بحاجة إلى طلقات من فوهة كلاشنكوف .