إذا لاحظتم ذلك فلماذا تسكتون عليه.. وإذا لم تلاحظوا فهذا يعني إن قلبكم مات وستستقبلون والعياذ بالله أمراض التايفويد والدوسنتاريا وغيرها.. وذلك الذي يستحق الإنتباه هو انتشار كثيف للذباب.. وذلك الذي نطلق عليه (الضُبان) أصبح ظاهرة.. في البدء كنت أحسبه يخص منطقتنا وحدها لتردي بيئة الحي الذي نقطنه.. ولكن هي ظاهرة في عموم حَلال ومدن العاصمة.. وقد زرت مبنى قناة فضائيه اليوم، ورأيتهم يجهزون كميات من علب مبيدات الحشرات، وضحكت في سري عليهم.. هم يعتقدون إن المبيدات هذه تقضي على الضُبان ولكن هيهات.. فلي تجارب مع هذه المبيدات.. استخدمت ثلاثة أنواع منها علبة صفراء اشتريتها بخمسطاشر جنيه وجئت إلى الضُبان وأنا أمني النفس بالفتك.. أغلقت الحجره.. حسب الإرشادات المكتوبة على العلبة ورششت المبيد في أنحائها شتى وفي مواجهة الضُبان (في عينو) وخرجت من الحجرة لمدة عشر دقائق حسب التوجيهات في العلبة.. وعدت إلى الحجرة، وفتحت النوافذ لمدة عشر دقائق حسب التوجيهات برضو.. ولا أكذبكم لمدة دقائق إختفى الذباب فشغلت المكيف.. والمروحة.. وقلت مزهواً الآن إرتحنا منه.. رأيت بعضه صريعاً على الأرض.. ولكن يافرحه ماتمت عادت ذبابه.. قلت هي واحده نجت من المعركه.. وظللت أطاردها حتى قضيت عليها بيدي لابيد المبيد.. وظهرت ثانية وثالثه.. والذباب كائن لحوح مضجر ثقيل.. إنه سخيف مثل الكتاحه التي تهاجمك فجأة.. فتدخل ذرات الرِّمال عيونك وتختلط بعرقك وتصبغ ملابسك.. ومثل طلوع السلالم للذين مثلنا الاسانسير في مشكلة.. وقد قال أحد الكتاب الكبار لعله مارك توين: لايوجد مخلوق في الكون خُلِقَ بلا هدفٍ لكن الذبابة إقتربت من ذلك كثيراً.. عموماً إستمرت الظاهرة، إشتريت مبيداً أخر علبته حمراء.. استخدمته في مواجهة الذباب رشه في الأوضه.. ورشه في البرنده.. رشه في الحمام تصدقوا فرغت العلبه حتى إبني إندهش قال لايمكن يبدو إن البائع استخدمه ونسى وباعنا إياه.. قلت له: المهم أن يقضي على الضُبان، بالمناسبة العلبه سعرها سطاشر جنيه.. وماهى إلادقائق حتى عاد الضُبان منتصراً! يبدو إن المبيد دوخه شويه كده وهب سريعاً يقاوم . فيا ناس المواصفات.. وياناس حماية المستهلك هل هناك رقابة ومتابعه لهذه المبيدات فالنتيجة التي خرجت بها إما إنها منتهية الصلاحية.. وإما إنها مغشوشة.. ولكن لاحياة لمن تنادي ذهبت إلى العشابين قلت لهم هل لديكم دواء شعبي لمواجهة الضُبان؟ هل يوجد مبيد عشبي وظيفته محاربة الضُبان..؟ قالوا: هذه لم يفكر فيها أحد.. لكن أعمل بخور.. عدت إلى البيت وأخرجت المباخر كلها.. واستخدمت كل أنواع البخور.. بخور تيمان.. بخور حلو.. بخور طلح.. امتلأ البيت بالدخان واختفى الضٌبان هنيهة وصار البيت حلو الرائحة فعلاً لكن سرعان ماعاد الضٌبان لإلحاحه المضجر من أين جاء الضٌبان؟ ضحك أولادي عندما قلت لهم هذا الضٌبان صنيعة إسرائيليه ربما سربه إلينا الصهاينة حتى يرهقوننا.. شبهني أولادي بعادل إمام ومسلسله الأخير.. قد تتجاهلون أنتم أيضاً أمر الضُبان هذا.. لكن إنه مؤامرة ضدنا!!.. عموماً ماذا نفعل مع الضُبان.. الضُبان حاصرنا.. الضُبان كرهنا الحياة.. الضُبان سيمرضنا.. والأدوية غالية.. نعمل شنو مع الضُبان؟!