ودعت السلطة الإقليمية لدارفور البروفيسور إبراهيم قمباري المبعوث المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لدارفور و الذي قرر أن يضع لحياته الدبلوماسية حداً بعد أكثر من 20 عاماً أمضاها على رأس سبع بعثات دولية أخرها في السودان، و أكد خلال حديثه الدوافع الحقيقة وراء استقالته ولماذا في هذا التوقيت ولم يخف سعادته خلال عمله بالسودان وحرصه على استقرار السودان كونه أفريقي و أوضح أنه سيعود إلى الأممالمتحدة ويأخذ فترة إجازة لمدة شهرين ثم يرى ما سيفعل لاحقاً. ما هي الأسباب الحقيقية وراء تقديم استقالتك من رئاسة اليونميد؟ - أمضيت في مهمتي فترة عامين وسبعة أشهر وهذه الفترة تعتبر الأطول مقارنة بفترة أي رئيس بعثة.. واعتقد أن هناك الكثير من التقدم قد أحرز خلال ترأسي لليوناميد وحان الوقت لإفساح المجال لشخصية أخرى تقود المرحلة المقبلة وفق رؤية جديدة لتحريك الإجراءات إلى أفضل أشكالها ولذا اطلعت بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة بالخطوة.. رشحت أنباء عن ضغوط مورست لتقديم الاستقالة كما رشح أيضاً وجود مصالح متقاطعة للدول الغربية في تعاطيها مع تقارير البعثة المشتركة بشأن الأوضاع في دارفور ما صحة ذلك؟ - لا لا هذا ليس صحيح و لم تمارس علي أي ضغوط لتقديم استقالتي بل العكس هناك جهات سودانية ونيجيرية وليبية ودول أخرى طلبت مني الاستمرار في مهمتي لكنني اعتذرت بأن الوقت قد حان. لماذا تم تقديم الاستقالة في هذا الوقت بالتحديد؟ - فيما يتعلق بتحديد الوقت الظروف هي التي أرادت ذلك. قمباري متهم من قبل الحركات المسلحة بميوله للحكومة لذلك سارعت الأممالمتحدة بقبول استقالتك ما تعليقك؟ - هناك أصوات طالبت بإبقائي في مهمتي، لكنني شخصياً قررت الاستقالة، كما أن هذه المهمة التي توليتها في السودان تعتبر السابعة منذ انتدابي من الأممالمتحدة أي أمضيت 12 عاماً في الأممالمتحدة إضافة إلى عشرة سنوات كنت أشغل منصب مندوب نيجيريا لدى الأممالمتحدة والمجموع هو 22 عاماً قضيتها في العمل الدبلوماسي لذا ألا يحق لي أن أعود الى أسرتي وأعيش معهم دون أعباء على الأقل خلال الفترة المتبقية من حياتي. بعض الحركات يصفون مهمتك بغير الحيادية؟ - لا أساس لهذا الكلام، وهو أمر غير منطقي وغير واقعي، أنا يجب علي أن أدفع بجهودي من جميع المحاور ولم أكن يوماً أقف مع جهة دون أخرى وفي هذا الإطار قمت بمقابلة عبد الواحد محمد نور وآخرين هم خارج عملية السلام وتحدثت معهم بشفافية، ومن المهم كان علي أن أعمل وفق كل المعطيات التي تؤتي ثمار السلام في دارفور وبما أنني أفريقي لابد أن أكون حريصاً على استقرار السودان. هل ستواصل في مهامك إلى أن يتم تعيين شخص جديد؟ - عن انتظاري للشخص الجديد لديّ نائبان يتوليان المهمة ريثما يتم إرسال رئيس البعثة الجديد.. أحدهما هو محمد يونس أمضى فترة ست سنوات، والنائب الثاني لم يمضِ عليه كثير وهو الشخص التنفيذي. أين سيتجه قمباري وما هي خططك المستقبلية؟ - سأعود إلى الأممالمتحدة وآخذ فترة إجازة لفترة شهرين ثم سأرى ما سأفعل لاحقاً. دخل السودانيون العاملون باليوناميد في إضراب للمطالبة بحقوقهم هل تم حل مشاكلهم أو تم تصعيدها للنظر بشأن قضيتهم؟ - اعتقد أن دور السودانيين العاملين بيونميد كان مقدراً، وإذا كانت هناك إشكاليات سيتم حلها قريباً ولابد من الاستماع لمطالبهم والتحدث إليهم فهم جزء من العملية الدولية الأفريقية التي تسهل أمر المهمة، واعتقد أن دورهم سيستمر خلال الفترة المقبلة. هل أنت راضٍ عن فترتك التي قضيتها في دارفور؟ - فترتي شهدت تحسناً في الأوضاع في دارفور على صعيد عودة النازحين وانخفاض العنف فضلاً عن التقدم في المسار الأمني بفضل إنزال وثيقة الدوحة إلى أرض الواقع وآمل في انضمام الحركات التي لا تزال تحمل السلاح في دارفور إلى وثيقة الدوحة والانخراط في مسيرة السلام. برأيك هل وثيقة الدوحة لسلام دارفور انعكست على أرض الواقع أم أنها مثل الاتفاقيات السابقة؟ -اعتقد أن اتفاقية الدوحة هي إطار عام جامع لعملية السلام، لذا ينبغي الجلوس مع المجموعات الأخرى ويمكن أن تناقش في البنود التي يرغبون المناقشة فيها وفق الجهود المتفرقة والتي بذلت مؤخراً خاصة من قبل المنظمات المدنية وغيرها لذا أنصح بأن نأخذ اتفاقية الدوحة كمنطلق حقيقي للسلام والعمل وفقها و يمكن أن نجد الحلول الأخرى لبعض المشاكل لذا أدع الجميع من هم خارج إطار اتفاقية الدوحة بالانضمام إلى العملية السياسية السلمية وطرح قضاياهم بصورة شفافة ثم النظر إلى الحلول أيضا بصورة عملية ووثيقة الدوحة تبقى قابلة للتطبيق وتمهد الطريق لمستقبل أفضل لجميع أهل دارفور كونها تعالج الأسباب الجذرية للنزاع وعواقبه. كيف تسير عملية السلام في دارفور خاصة أنه في الفترة الأخيرة ظهرت صراعات في بعض المناطق؟ - عملية السلام في دارفور تجري بصورة متقدمة ولابد في رأيي أن ندفع جميعاً بجهود الاستقرار ومن ثم إحداث التنمية المطلوبة التي تدفع بعودة النازحين من المعسكرات ويجب أن يتم ذلك بكل وضوح وشفافية، وبدون السلام والاستقرار لا يمكن تحقيق أي تنمية كما أود أن أؤكد أن الفترة الأخيرة كانت هناك خطوات أكثر إيجابية نحو بسط الاستقرار ونتمنى من الجميع أن يؤدوا دورهم على الوجه الصحيح. ما هي الأهداف التي سعى قمباري لتحقيقها في دارفور وهل تحققت؟ - خلال فترة عملي ركزت على أربعة أهداف أساسية شملت دعم عملية السلام بشكل فعال والمساعدة في تعزيز العلاقات بين السودان وتشاد وتسهيل وتعزيز الأمن للمدنيين وموظفي الأممالمتحدة وتشجيع ودعم وتسهيل الانتقال من حالة الإغاثة الطارئة إلى مرحلة الإنعاش المبكر، كما أن اليوناميد أدخلت تغييراً إيجابياً في حياة العديد من أهل دارفور خاصة الفئات الأضعف بينهم، ونفذت البعثة ما يقارب 460 مشروعاً سريعة الأثر في مجالات التعليم والصحة والمياه وتنمية المرأة وسيادة القانون.