رسم تقرير أوضاع الأطفال في السودان 2011 أوضاعاً قاتمة ومأساوية لأطفال ولاية النيل الأزرق مقارنة برصفائهم بالولايات الأخرى حيث سجلت الولاية واحدة من ادنى معدلات تسجيل المواليد بين جميع ولايات السودان. كشفت مستشار الوالي لشؤون المرأة والطفل الاستاذة خالدة أبو العلا بالولاية عن وجود حوالي 20 ألف طفلاً من أطفال الولاية بدولة الجنوب تم سحبهم من المتمردين موضحة ان جزءاً كبيراً بأسرهم.. جاء ذلك في إطار الزيارة التي قام بها المجلس القومي لرعاية الطفولة برئاسة الاستاذ فتح الرحمن محمد بابكر الأمين العام للمجلس بالإنابة والاستاذة نجاة الأسد منسق برنامج النقص الاسري ولم الشمل وأركان حربهم الى مدينة الدمازين ضمن أنشطة وبرامج المجلس المختلفة التي انتظمت بعدد من الولايات بهدف تحريك عمل وقضايا الطفولة بصورة عامة بجانب عرض التقرير العام لوضع الأطفال في السودان ومناقشة المشاكل والعقبات التي تحول دون تنفيذ البرامج والأنشطة. وقد كانت ضربة البداية لبرنامج حماية ورعاية ولم شمل الأطفال المنفصلين عن أسرهم «بدون رفقة» بهذه الولاية لخصوصيتها لما أفرزته الظروف التي مرت بها. وقد كانت اولى محطات وفد مجلس الطفولة لوحدة حماية الأسرة والطفل التي تقع داخل إحدى أحياء مدينة الدمازين والتي تعتبر في حد ذاتها مشكلة. حيث كشف ملازم أول شرطة نزار فضل نائب مدير الوحدة عن حزمة من المعوقات والمشاكل تحول دون إستمرارية عمل الوحدة المتمثلة في عدم وجود مقراً للوحدة موضحاً بأنه بالإيجار مبدياً أسفه لوجودها داخل حي مأهول بالسكان بجانب توقف دعم اليونسيف منذ العام الماضي، مما عاق سير العمل ومعاناة الوحدة من عدم وجود وسيلة حركة بتعطلها لاكثر من شهر وكافة معينات العمل إضافةً لعدم وجود باحثين نفسيين وانعدام الرعاية اللاحقة للأطفال الجانحين مما أدى لتكرار الوحدة بارتكاب الجرائم. موضحاً ان جملة بلاغات جرائم الأطفال حتى يونيو من العام الحالي بلغت 30 بلاغاً وفي العام( 2011م( 38) بلاغاً و(45) في العام 2010م ذاكراً ان أكثر البلاغات الاعتداء الجنسي والجسدي والإهمال والسَّرقات. فيما اشادت الاستاذة نعمات آدم خليل-الأمين العام لمجلس الطفولة بالولاية بجهود عمل الوحدة رغم شح امكانياتها خاصةً إبان الأحداث باحتوائها للأطفال، وكشفت عن خطة المجلس الرامية لانشاء وحدات لحماية الأسرة والطفل بتلك المحليات مشيرة لاجازتها من قبل اليونسيف. أبدت نعمات حزنها لعدم تلقي أي «مليم» من حكومة الولاية منذ انشاء المجلس وعدم وجود دعم مركزي للطفولة وعدم تنفيذ البرامج بنسبة 1% وأشارت لمعاناة الولاية بعدم تخصيص ميزانية تسيير بجانب توقف دعم اليونسيف بالولاية لأكثر من عام عازين ذلك لوجود خللاً في النظام مستعرضةً خطة المجلس من حيث القيام بالحملات التوعوية، ورفع قدرات العاملين، وتقسيم العمل الى ملفات مبديةً ارتياحها لزيارة وفد المجلس القومي للطفولة للولاية مشيرة لوجود «436» من الأطفال المنفصلين وبدون رفقة بمحلية الدمازين والمفقودين «40» طفلاً ومازال الحصر قائماً بالاضافة لعدد «35» من أطفال الشوارع من الأحياء الطرفية مشيرةً لتغطية «36» مجتمعاً من جملة مجتمعات الولاية البالغة «500» مجتمعاً ،وتحدثت نعمات عن عدم تطبيق قانون الطفل بنسبة 100% لغياب بعض اللوائح التفسيرية مؤكدةً على أهمية الدَّعم السياسي لملفات الطفولة مشيرة لافتقار الولاية للمناصرة السياسية لقضايا الأطفال. ويضم برنامج وفد الطفولة إجتماع بالسادة وزراء الرِّعاية الاجتماعية والتربية والتعليم ورئيس المجلس التشريعي وأمين مجلس رعاية الطفولة ومستشار الوالي لشؤون المرأة والطفل. وقال الاستاذ فتح الرحمن محمد بابكر الأمين العام للمجلس القومي لرعاية الطفولة بالإنابة، آن الاوان بأن «نشيل الشيلة» كحكومة وشرطة ومجلس مؤكداً على أهمية توفير معينات الحركة والعمل بالوحدة والمقر الدائم مضيفاً أن مشاكل الطفولة هم حكومي أمن على أهمية التنسيق بين الوحدة والرعاية والصحة والتعليم، مثمناً دور الوحدة موضحاً ان الزيارة تهدف لمناقشة قضايا الأطفال بالسودان ومناقشة المؤثرات التي وردت في تقرير وضع الأطفال في السودان 2011 لمعرفة جوانب الضعف وكيفية النهوض بقضايا الطفولة. وعند زيارة وفد مجلس الطفولة لمدير عام الشرطة بالولاية اللواء كمال عبد المنعم أحمد أمن على دور الوحدة وما تحتاج إليه من اهتمام وان تكون هناك وحدات في بقية محليات الولاية كما اكد اللواء اهتمامهم الكبير بالوحدة وتطويرها ودعمها رغم ظروفهم لحماية الأطفال من الجرائم التي ترتكب في حقهم خاصةً جرائم الاغتصاب لخلق مجتمع معافى سليم والتعامل على مستوى المجلس باعتبارهم شريحة مهمة. فيما وصف فتح الرحمن الشرطة بالزراع الأيمن لحماية الاطفال موضحاً ان الزيارة تهدف للوقوف على قضايا الاطفال لعكسها على الآلية التنسيقية برئاسة وزراء الداخلية التي يرأسها الفريق حامد منان التي تم انشائها بقرار من مدير عام قوات الشرطة كآلية خاصة بالأطفال بالشرطة وفق القانون موضحاً ان الزيارة أمنت على معالجة تعيين الباحثين الاجتماعيين مع أمين مجلس الطفولة مؤكداً على أهمية عدم نقل الضباط بالوحدات لتأسيس العمل وتدريب الكوادر الأكثر إستقراراً و ثمن جهد الولاية. من ناحيتها قدمت الاستاذة نجاة الأسد منسق برنامج النقص الاسري ولم الشمل شرحاً وافياً عن البرنامج موضحةً بأنه جزء من معالجة قضايا «3» فئات من الأطفال المنفصلين بدون أي رفقة وأطفال الشوارع والموجودين في دور الإصلاح والتربية لظروف الحرب والنزاعات والظروف الاقتصادية التي تؤدي للتفكك الاسري وأثرهما النفسي على الطفل بممارسته العنف مما أدى لتواجد البعض داخل الاصلاحيات بالخرطوم بعيداً عن أسرهم، مشيرةً لتجربة معالجة الأطفال المنفصلين بولاية جنوب كردفان في العام 2005م وانتقالها للنيل الأبيض والخرطوم 2008م وتوقفه لظروف بالتعاون مع اليونسيف والسويدية ومزاولة نشاطه في العام 2010م، مشيرةً لمعاناة الولايات من الأطفال المفصولين بنسب متفاوتة. في لقاء وفد برنامج لم الشمل برئيس المجلس التشريعي وزير التربية والتعليم والرعاية الاجتماعية ومسؤول مكتب اليونسيف ومنظمة الطفولة السويدية حيث تمت مناقشة أسباب توقف دعم اليونسيف بالولاية لأكثر من عام والمشاكل والعقبات التي تحول دون معالجة قضايا الأطفال ودور المجتمعات وتسيير العمل وأرجع مسؤول اليونسيف توقف الدعم لمشكلة فنية في النظام مشيراً لإيفاء اليونسيف بتوفير الاحتياجات الفنية ووسائل ومعينات الحركة ودعمها المتواصل للوحدة بعد الأحداث وحتى الآن كما أكد للوفد عند زيارته لمقر اليونسيف في اليوم التالي عن معالجة مشكلة النظام، وأنهم سيقيمون احتفالية مساء اليوم بهذه المناسبة.
