قال أحد الحكماء اثنان لهما ذلة الدين ولو درهم والسؤال ولو أين الطريق.. والديون التي أتحدث عنها الآن يصعب سدادها إلا لمن وفقه الله لسدادها.. إن كل المكلفين مدينون عليهم تسديدها بقدر المستطاع.. إنها لا تسقط أبداً وليس لها صكوك أو عقود أو مواثيق لكنها واجبة السداد والذي لا يسددها منا وهو مستطيع عليه غضب الله ولعنة الملائكة إنها ديون على كل البشر من المسلمين البالغين المكلفين قد يتدخل القضاء الشرعي لإلزام بعضنا لسدادها.. قد يبدو ما أقول غريباً لكنها الحقيقة التي يتناساها كثير من الناس.. إنها ديون الوالدين من وفاها سعد في الدنيا والآخرة ومن لم يوفها شقى في الدنيا والآخرة. قليلون منا يذكرون تفاصيل حياتهم منذ الطفولة وحتى توليهم لأعمال يتكسبون منها.. كيف كان الأب يكد ويكدح ويثابر ليطعم أولاده ويعلمهم ويربيهم لا يكل ولا يمل ليلاً أو نهاراً ليسدد فاتورة معيشتنا وتعليمنا وهو يشعر بالسعادة ويرطب لسانه بالحمد لله على نعمائه لا ينظر إلى المستقبل لسداد أولاده لما ينفق، ويكبر الأبناء فالسعداء منهم من يضع سداد هذا الدين نصب عينيه لا يفضل زوجته وولده على أبيه وأمه حتى ينتقلا عن هذه الدنيا فيهنأ برضائهما ويكتب له النجاح في حياته.. أنها ديون واجبة السداد وكما نسدد نحن هذه الديون يسدد لنا أبناؤنا ديونهم لنا فتستمر الأسر في هناء عيش ورضا نفس.. يقول سبحانه وتعالى «وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيراً» صدق الله العظيم.. إن بر الوالدين لهو من أعظم نعم الله علينا ولا يسقط هذا البِّر بوفاتهما بل نبرهما بالصدقة والدعاء والإحسان إلى أقاربهم وأصدقائهم ونبرهم بسلوكنا الحسن في الحياة بعدهما.. وان المجتمعات الصغيرة والكبيرة تجد في تطبيق تعاليم الإسلام السعادة والراحة النفسية وهناء العيش.. وبعد يا عزيزي المكلف هل تسدد ديون والديك التي عليك.