زمان أيام الدراسة الإبتدائية وقت(الزمن كان زين والشعر مغطي الأضنين) على قول حبوبتي الله يديها الصحة والعافية كانت أكثر الدروس التي أنساها بعد حفظها مباشرة هي الدروس التي (أنضرب) فيها إذ انني وحتى أضمن أن لا« أندق» أحفظها بسرعة وأسمعها بسرعة وأنساها بسرعة لذلك ظلت القراية (أم دق) عندي هي القراية من غير نفس ولا طعم والقراية أم دق الآن أشبهها تماماً بالعمل بلا أجر أو أجر أقل وكتيرين ممن لي بهم صلات عمل أو صلات صداقة ويمتهنون مهن متعددة أدهشتني الفلسفة الجديدة التي أصبحوا يسيرون بها حياتهم والواحد يقول ليك بشتغل على قدر الماهية يعني ما ممكن أتعب وأحرق دمي وأجتهد وأخلص في العمل عشان أقبض ملاليم في الشهر لا تسد رمق جوع فطور الصباح بس ولا حق الايجار ولا حق المواصلات ولا حق أي حاجة لاي حاجة.. وعلى فكرة هذه النبرة خطيرة ولا محالة ستؤدي بالخدمة المدنية أو العمل في أي مؤسسة أو شركة للانهيار التام وبالتالي سنعيش تحت سقف دولة بلا قواعد ولا أساس ولا ضمير مهني، وكم أندهشت حيث علمت ومن خلال المذكرة التي رفعها الأطباء للسيد والي الخرطوم مطالبين فيها بإقالة دكتور مأمون حميده وزير الصحة كم أندهشت حيث علمت أن مرتب عامل النظافة هو (150) جنيهاً فقط لا غير !! عليكم الله هذا البني آدم مهما تواضعت طموحاته ومستواه المعيشي هل ستعيينه هذه ال051 (لحلوح) على ضنك المعيشة؟ وهل نستطيع أن نطالب مثل هذا العامل أن يقوم بواجبه على أكمل وجه وهو مهموم ومغبون وظروفه طين وعلى ذكر مذكرة الاختصاصيين أعتقد أن ما جاء فيها خطير وإتهامات أن ثبتت صحتها تطيح بمأمون حميده في دقائق وليس ساعات. في كل الأحوال دعونا نتفق أن العائد المادي المرضي هو أحد دوافع الإخلاص للمهنة والذوبان في تفاصيلها بهمة ونكران ذات لكن إن ظلت مرتبات معظم إن لم يكن كل العاملين في الدولة بهذا المستوى وظل الوضع الاقتصادي على ما هو عليه فسنشاهد عروض من (الشغل أب دق) كلمة عزيزة كارثة حقيقية لا يشعر بها إلا (الواطي على الجمرة) أن يتعطل جهاز الإشعاع بمستشفى الذرة وعشرات ومئات والآف المرضى يعتمدون تماماً عليه، وهم يخضعون لجلساته .. الوضع بهذه الطريقة لا علاقة له بالإنسانية ولا الرحمة ويضع وزارة الصحة في (مطب) تاريخي وهي المسؤولة عن أرواح مواطنيها هذا الإهمال ياسادة لا يحدث حتى في بلاد لا يصلي الناس فيها ويسلمون على نبي الرحمة فكيف يحدث هذا ونحن بلد محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. كلمة أعز: قلت لصديق ليتني كنت موجودة على طاولة المفاوضات في أديس إذ ربما أنني أحمل الكلمة السحرية التي تجعل حكومة الجنوب تبصم بالعشرة قال: ماهي قلت له من غير ضحك (أكنت سأقول لهم إختشوا)