الاستاذ امين احمد السيد يعد خبيرا في الملكية الفكرية اسس المصنفات الادبية والفنية في السودان ويعمل الآن كخبير في جامعة الدول العربية وحاصل على عدد من الشهادات الكبيرة من عدة دول اوربية آخر لحظة جلست اليه في حوار مطول كشف خلاله عن ادق التفاصيل حول عمل المصنفات والفساد الذي مارسه البعض فيها منذ نشأتها والكثير غير ذلك فماذا قال الاستاذ امين احمد : * استاذ امين انت من الأوائل الذين وضعوا اللبنات الاولى للمصنفات الأدبية والفنية في السودان مارأيك في ادائها وهل ادت الغرض المنوط بها؟ المصنفات بدأت قوية وكانت تشريعاتها ممتازة ومنظمة ومن اسسها هم اشخاص متمرسون في هذا المجال ومؤهلون وفق المعايير الدولية فسارت بامتياز حتى العا م 1994 وبعد ذلك اصابتها هزة قوية لأن وزير الثقافة في تلك الفترة قرر ضمها للهيئة القومية للثقافة والفنون. *مقاطعا لماذا لم تعارضوا هذا القرار في تلك الفترة ؟ -انا أول من عارض هذا القرار وقلت انه قرار خاطئ لأن المصنفات قامت من اجل حماية الحقوق فلا يعقل ان يتم ضمها لادارة اقل منها ولكن انا كنت وقتها موظفا خدمة مدنية ولا يمكنني ان اتطاول على قرارالوزير ولكن رفضت ان استمر في العمل بها لانني كنت احد مؤسسيها ووجدت النجاح لاراها تنهار امامي لذلك طالبت بالعمل في الولايات تفاديا لقرار الوزير بعد ان ملكه بعض المتنفذين في الوزارة معلومات مغلوطة. *ثم بعدذلك ماذا حدث؟ -تم تغيير الوزير وتولى المنصب الأستاذ الطيب سيخة فتحدثنا معه في هذا الموضوع كثيرا حتى اصدر قراره بأن تعود المصنفات مؤسسة كما كانت وتمارس صلاحياتها كاملة وعدت للعمل بها مرة اخرى حتى العام 2000 وطهرنا الساحة وحاربنا القرصنة وحفظنا حقوق المبدعين ودخل الاستثمار في الصناعات الثقافية جميعا مثل الكاسيت ووصلت شركات الانتاج الى 77 شركة ودخلت المليارات لوزارة المالية جراء ذلك حتى أ؟صبحت المصنفات قبلة يسيل لها اللعاب ومن هنا بدا الكيد لها من اصحاب الولاء. *مقاطعا ماذا تعني بكلمة الكيد لها من اصحاب الولاء ومن هم؟ -لا أستطيع ان اسمي اشخاصا بعينهم ولكنهم بعض المسؤولين الكبار في هيئات وزارة الثقافة والاعلام في تلك الفترة *هل حدثت أي اخطاء أو شبهات فساد مرة اخرى بعد اعادة تكوينها من جديد عام 2000؟ -نعم فبعض الشخصيات العليا في الوزارة ارتكبت اخطاء في حق المصنفات لأن ممارساتهم كان فيها نوعا من الفساد *عفوا استاذ امين فسر لنا هذه الممارسات الفاسدة مثلا احد كبار الموظفين في الوزار ة في تلك الفترة طلب من الأمين العام للمصنفات بالانابة ان يعطيه احد الكمبيوترات الجديدة التي استجلبتها المصنفات لن ابنه تم قبلوله في جامعة التقانة عشان يتدرب عليه ورضخ له بعض العاملين لتنفيذ اغراضه وقالوا له حاضر ولكن انحنا خايفين من امين احمد السيد يعمل لينا مشاكل فقال لهم جيبوا لي الكمبيوتر في البيت بعد نهاية ساعات العمل الرسمية وامين ده ما يشوفكم واخبرني احد الموظفين بكل هذه التفاصيل وأخبرت بها شرطة المصنفات وذهبت للمنزل وبعد ذهابي قام اثنين من الموظفين الكبار بالمصنفات باخذ الكمبيوتر لمنزل المسؤول الكبير رغم اعتراض شرطة المصنفات لهم واخبروا المسؤول بما حدث فخاف واتصل بي في المنزل وقال لي يا امين الكبار بودوا ليهم اي حاجة فقلت له لو داير الكمبيوتر ده لمكتبك ما عندي اي مانع ولكن توديهو للبيت هذا فساد وهددته بانه اذا لم يرجع الكمبيوتر فورا للمصنفات سوف اشتكيه للوزير فما كان منه الا وان ارجعه ليلا واتصل بي قائلا الكمبيوتر رجعتو يا أمين وعليك الله ما تكلم السيد الوزير بهذه الواقعة لأنه كان بخاف من الوزير جدا *ولكن الم تتعرض لمضايقا تبعد ذلك؟ -نعم تعرضت لمضايقات عنيفة هدفها ابعادي من المصنفات خاصة بعد تغيير الأمين العا م للمصنفات وبدأت المضايقات بأخذ عربتي الخاصة وأصبحت اركب مع ترحيل الموظفين رغم انني كنت نائب الأمين العام بالاضافة لبعض الممارسات الغير صحيحة التي تحوم حولها شبهات الفساد التي كنت اعترض عليها كثيرا ولكن دون فاسدة رغم انني كنت عضوا دائما بمجلس المصنفات ولكن الأمين العام اغتنم قرار رئيس الجمهورية في تلك الفترة بحل جميع مجالس الادارات بالهيئات والشركات فقام الامين العام بذكاء شديد بحل مجلس المصنفات باعتباره مجلس ادارة وهذا اكبر خطأ تاريخي تم ارتكابه في حق المصنفات لأن مجلسها هو مجلس وليس مجلس ادارة وتم ابعادي وأصبح الأمين العام للمصنفات هو الأمر والناهي في كل شئ واخذ سلطات المجلس كاملة لنفسه. *ألم تتخذ اي خطوات أو مواقف تجاه شبهات الفساد التي قلت انك تراها أمامك؟ -قلت للوزير في الاجتماع امام الجميع بأن الصنفات تفتقد للمؤسسية في العمل وأخبرته بالفساد الموجود بداخلها وقدمت له المستندات التي تؤكد حديثي هذا الذي أثار مشاكل كبيرة وشكل الوزير لجنة تحقيق بذلك وامرني بان الزم منزلي حتى تظهر نتيجة التحقيق *أين وصلت لجنة التحقيق التي تم تشكيلها في تلك الفترة لاثبات الفساد؟.د -ما وصلت لأي شئ بعد كل المستندات التي قدمتها لأن لجنة التحقيق المكلفة اعتذرت عن العمل ولزمت منزلي لأكثر من عام اتقاضى مرتبي حتى ذهبت للوزير وقلت له واحد من اثنين يا ترجعني الى عملي أو تحيلني للصالح العام لأنني أتقاضى مرتبا بدون ان اعمل فحولني من المصنفات لوزارة الثقافة وعملت بها حتى تقاعدت. *قلت في حديثك بانك قدمت أوراق فساد للوزير كيف كان شكل الفساد لالمصنفات في تلك الفترة ؟ -كانت هناك وقائع فساد كثيرة جدا للفساد في تلك الفترة منها شثخصا ليست لديه اي علاقة بعمل المصنفات تم تعيينه مسؤولا عن كل الولايات لأن كل مؤهلاته تكمن في انه ابن خالة الأمين العام للمصنفات واشتكت منه رسميا كل الولايات خاصة وزارة الثقافة بمدني لأنه كان ياخذ (أتاوات) والأموال التي يقوم بتحصيلها لاتورد لخزينة المصنفات فقمت بشكوته في الوزارة بالاضافة الى ان الامين العام نفسه اصبح يعمل على كيفو يكسر ويبني ويعمل الدايرو حتى نمى الى علمي بأن الامين العام للمصنفات نفسه اصبح يقول للناس في اي معاملة حقنا وين وعندما شعر الأمين العام بمضايقتي له في عمله قال للوزير امين ده شيلو مني انا ما دايرو *برأيك في اي الفترات بدا انهيار المصنفات الأدبية والفنية؟ -في فترة ... و... المتتاليتين وذلك للعلاقات المريبة مع شركات الانتاج الفني بالاضافة الى انهم لم يعملوا بقانون أو بمؤسسية وكانت قمة الفوضى لاعتقادهما بأن الامين العام هو الناهي والآمر وكانوا سبب رئيسي في انهيار شركات الانتاج الفني وفتحا الأبواب للقرصنة وانهيار سوق الكاسيت وقد تنبأت بذلك قبل خمسة أعوام من حدوثه نتيجة للمضاربات الغير قانونية لان المصنفات نائمة في سبات عميق وتضاربت الشركات فيما بينها فضعاف النفوس بالمصنفات والشركات هم السبب في انهيار الكاسيت *أستاذ امين بوصفك خبيرا في الملكية الفكرية كيف ترى واقع عمل المصنفات الأدبية والفنية في السودان الآن؟ -متردية ومنهارة جدا وذلك نتيجة لتراكمات الأخطاء السابقة وانعدام المؤسسية وهي بحاجة الآن لاعادة صياغة وبناء بالاضافة الى انهم حتى هذه اللحظة يعملون بقواعد ولوائح المصنفات للعام 1974 ونتيجة لعدم وجود لوائح وقواعد منظمة للعمل انهار قطاع اقتصاديا مهما جدا وبصراحة اكثر اداء للمصنفات في السودان حتى هذه اللحظة لم ينزل لأرض الواقع رغم ان الدولة تساندها وتهتم بامرها ووضعت لها التشريعات اللازمة لذلك ولكن المؤسسات هي أس البلاء لانعدام المؤسسية فيها *الا تخاف بأن تعرضك صلاحتك الزائدة في الرد ان تتعرض لمضايقات جديدة؟ -أنا الان خبير ملكية فكرية في جامعة الدول العربية حالي كحال الكفاءات السودانية العظيمة التي تملأ العالم والأهم من كل ذلك لدي كل اثباتاتي التي تؤكد ما قلت وامتلك الشجاعة لذلك فكل قانون وضع للمصنفات شاركت في صياغته فعلى ماذا أخاف؟ *كخبير ما رأيك في رفض ابناء المطربين الراحلين في عدم ترديد أغنيات آبائهم ومثال لذلك أسرة الفنانين الراحلين احمد المصطفى وخضربشير هل يكفل لهم القانون هذا الحق؟ -ليس لديهم اي حق قانوني في ذلك فمثلا اسرة الفنانين الراحلين احمد المصطفى وخضر بشير ليس لديهم اي حق في منع الفنانين من ترديد اغنيات هذين العملاقين والسبب بسيط جدا لأنهما ليسا الوراث الوحيدون في هذه المصنفات لأن اي أغنية هي مصنف مشترك من ثلاثة اضلاع هي شاعر ملحن فنان والشاعر والملحن هما أصحاب الحقوق الرئيسية ولكن لديهما حق واحد فقط هو اخذ الاذن منهما في ترديد اعمال والدهما والاتفاق حول الأمور المالية فقط *مقاطعا ولكن ماذا اذا تعثر الاتفاق حول الأمور المالية مع اسر الفناني نالراحلين وفرضوا على من يود ترديد هذه الأغنيات من المطربين مبالغ مالية طائلة؟ -اذا تعنتت اسر الفنانين في هذا وفرضوا اموالا طائلة في هذه الحالة يتدخل قانون المصنفات فورا فلا يعقل ان يقول ابناء الفنانين الراحلين بأن هذا الغناء مثلا بتاع ابوي اغنيهو براي ولا بلاش لأن في ذلك خطورة كبيرة وخانوا بذلك عهد آبائهم خاصة وان الغناء أصلا صنع للانتشار لذلك خلدت أغنيات الحقيبة حتى هذه اللحظة. *هل تعني بهذا الحديث انه قانونيا يمكن ترديد اغنيات الفنان الراحل احمد المصطفى والفنان خضر بشير حتى لو تعنت ابنائهم؟ -نعم فأحمد المصطفى مثلا في حياته لم يمنع أو يعارض احدا ردد اعماله فقانونيا اذا كان في حياته موافق على ذلك فلا يستطيع الورثة منع الفنانين من ترديدها الا اذا كان قد ترك وصية مكتوبة في وثيقة قبل وفاته تمنع ذلك فاذا لم توجد وصية موثقة فليس للورثة أي حق في منع الفنانين من ترديد اعمال والدهم ومن حق الدولة في هذه الحالة ان تتدخل لاجبار اسرهم على تداول هذه الأعمال لأن هذا من مصلحة الوريث لانعاش اعمال والده مع حفظ حقوقه المادية ولكنهم لا يملكون حق منع الفنانين من ترديد هذه الأغنيات وبصراحة أكثر آن الأوتان لتدخل القانون في مثل هذه الأحداث لأنني أتوقع أن تضيع اغنيات الفنانين أحمد المصطفى وخضر بشير بعد عشر سنوات من الآن لأن الأجيال الجديدة لا تعرفهم فاعمالهم غير متداولة.