«24» ساعة فاصلة ليبدأ المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية السودانية في انعقاده الفعلي والذي يأتي في ظروف استثنائية ومياه كثيرة قد مرت تحت جسر الحركة الإسلامية وثمة قضايا داخلية وخارجية تحتاج إلى نقاش مستفيض وقرارات شجاعة لتقييم الحركة لمسيرتها عبر «23» سنة وتقييم أثر المفاصلة على أهدافها وملفات عديدة تحتاج إلى الحسم.. ووسط كل هذه القضايا بدأت قاعة الصداقة كخلية نحل لشباب الحركة الإسلامية وهي تعمل في كافة الأنحاء استعداداً ليوم الافتتاح غداً الخميس وسط حضور عربي وإقليمي ودولي كشخصيات إسلامية وفعاليات سياسية. «آخر لحظة» تجولت راصدة للحركة الدؤوبة للجان المتخصصة للمؤتمر وخرجت بالمشاهدات التالية. سناء حمد واللمسات الأخيرة: سناء حمد رئيس اللجنة الإعلامية لمؤتمر الحركة الإسلامية تحدثت ل«آخر لحظة» وهي في حركة دؤوبة وسط قاعة الصداقة متابعة لأعمال المؤتمر وهي تتابع ندوة خاطبها البروفيسور أحمد إبراهيم الطاهر والدكتور عصام أحمد البشير في لقاء طلابي حاشد.. وقالت إنها بروفة لليوم الأول للمؤتمر والتي ضمت مشاركة فرقة أناشيد دينية من جمهورية مصر العربية وفلسطين وأكدت على استكمال كافة الاستعدادات لاستقبال الضيوف منوهة إلى أن الافتتاح الرسمي سيكون عند الساعة التاسعة صباحاً يوم الخميس بجلسة إجرائية تعقبها جلسة الافتتاح الرسمية للمؤتمر في العاشرة صباحاً وأن الافتتاح سيبدأ يوم الأربعاء بأوبريت فني يعبر عن تاريخ الحركة الإسلامية.. وأكدت على أن المؤتمر سيعقد في مجموعة من اللجان في اليوم الثاني حيث تتم إجازة الدستور، وقالت إن الدعوة وجهت لكل القيادات السياسية بالبلاد بما فيهم قيادات المؤتمر الشعبي بما فيهم الدكتور حسن الترابي رغم التصريحات التي صدرت، وأشارت إلى أن هنالك عدداً من العقبات، وأنها مطمئنة تماماً لكافة الترتيبات الجارية لنجاح المؤتمر. المراسم والاستعداد والتأمين: من جانبه أكد الدكتور أحمد محمد أحمد الفادني رئيس لجنة المراسم والاستقبال على استعداد اللجنة المختصة باستقبال ضيوف المؤتمر وأن لجنة المراسم البالغ عددها 150 شاباً وشابة تدربوا جيداً على عملية المراسم وإدخال الضيوف وإجلاسهم وأن هناك متابعة وإشرافاً دقيقاً لكل التفاصيل لضيافة المؤتمرين، وقال إن اللجنة توزعت إلى ست لجان رئيسية لجنة لكبار الشخصيات ولجنة للقيادات السياسية ولجنة للعضوية ولجنة للنساء ولجنة للإرشاد والإعلام داخل القاعة وللإجابة على الأسئلة لكل المؤتمرين وتجهيز الوثائق والأوراق. بوابات إلكترونية ودخول آمن: على مدخل القاعات التي سيتم عقد المؤتمر فيها وهي القاعة الرئيسية والقاعة الدولية تم تركيب بوابة إلكترونية للدخول كإجراء أمني تحوطاً لأي اختراقات، ويتم الدخول عبر بطاقات خاصة وعن طريق البصمة وذلك بحسب الترتيبات الظاهرة عند مدخل القاعات والتي التزم فيها رئيس اللجنة الأمنية المشرفة على البوابة الصمت وكأنه يقول إنها معلومات أمنية ويكفي وجود البوابات لفهم الغاية والغرض. الاستعداد الإلكتروني: الأستاذ عوض جادين المشرف على التجهيزات واللمسات الأخيرة على الأجهزة الإلكترونية المرئية والصوتية تحدث قائلاً أنا مخرج عام لما يدور داخل القاعة إعلامياً.. صوت وصورة ومتطلباتهما ولدينا استعداد لتوفير كل الخدمات المتعلقة بالإعلام.. واعتبر جادين الاستعدادات في هذا الإطار فريدة ومتقدمة مقارنة بالمؤتمرات السابقة للحركة الإسلامية.. وتحدث عن التنسيق المتكامل كالإضاءة والأجهزة الإلكترونية وعملية الدخول إلكترونياً.. وقال إن الاستعدادت الجارية ستراعي سعة القاعة ونوعية الضيوف والشخصيات المهمة. كما أوضح الأستاذ عوض جادين على وجود الترجمة الفورية للضيوف الأجانب كما أن هناك خطاً مباشراً للإذاعات والقنوات التلفزيونية لنقل الفعاليات بصورة مباشرة. اللقاء التنويري للقيادات الطلابية: من جانب آخر قبيل انعقاد المؤتمر حشدت ولاية الخرطوم شبابها في لقاء تنويري للقيادات الطلابية وخاطبه بحضور عدد من القيادات الشبابية منهم الدكتور عصام البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي وجاء حديثه كموعظة بالغة ذكر فيها مآثر الأمة الإسلامية التي تتصف بالقيم الوجدانية والعقلية وتنشد الحرية والكرامة وتنتهج بالمنهاج الوسطي في الفكر والدعوة دون غلو أو تنقيص مشيراً إلى أن الأمة الإسلامية يجب أن تستشرف مستقبلاً يجسد معالمها ويوحد شعوبعها وتتعاون فيما تتفق ويعذر بعضها بعضاً فيما تختلف. ونادى دكتور عصام بضرورة الوحدة الوطنية بمختلف مكونات الشعب نحو شراكة متحدة. مع الاعتراف بالحقوق والواجبات وصولاً إلى نهضة منشودة وخلق مجتمع تسود فيه القيم وتحفظ كرامة الوطن. الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر القيادي بالحركة الإسلامية تحدث خلال اللقاء التنويري للقيادات الطلابية، مذكراً بمسيرة وسيرة الحركة الإسلامية في السودان التي قال إنها مرت بمراحل مختلفة عانت وصبرت إلى أن وصلت في نهاية المطاف إلى استلام الحكم معتبراً أنه أشد الابتلاءات الربانية، معدداً التحديات التي واجهتها وما زالت تواجهها في سبيل تحقيق الأهداف السامية وعلى رأسها بناء أمة تؤمن بالله رباً وبمحمد قائداً ونبياً، وأن يكون ذلك عملياً في سلوكها.. وقال إننا حينما كنا في سن مماثل لسن الشباب والطلاب كان العالم منقسماً إلى قسمين الاتحاد السوفيتي والغرب وكانت الشعوب تقع تحت تأثير هذين القطبين بينما تغير الحال إلى واقع جديد جوبهت خلاله الحركة الإسلامية بأشد العداء خاصة في مصر وسوريا والعراق وخاضت أعظم الابتلاءات.. ولكن في نهاية المطاف تبقى كلمة الله هي العليا وتسود الحركة الإسلامية وتتسلم السلطة كأمر واقع يجب الاعتراف والتعامل معه. ودعا الأستاذ أحمد الطاهر إلى ضرورة التواصل بين مكونات المجتمع الواحد في السودان وتوخي الانفتاح والمرونة مع الآخرين إقليمياً وعالمياً.. وتعهد بالحفاظ على الثوابت التي قال لا يمكن أن نتنازل عنها.. واختتم حديثه بأن الله سبحانه وتعالى سيمُنُّ على الذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين. آمال عراض وتفاؤل كبير تستصحبه الحركة الإسلامية السودانية لتحقيق النتائج المرجوة من المؤتمر على المستويين الداخلي والخارجي.. دعوات وترقب من بقية الحركات الإسلامية في العالم على الأقل إذا ما تقدمت الحركة في السودان ومضت إلى الأمام كان ذلك عضداً وثباتاً لها، وفرضاً لواقعية جديدة في عالم يقوده قطب واحد اسمه الولاياتالمتحدةالأمريكية.