الأحبة.. معتصم وعبد العظيم.. ومرة أخرى.. تحايا ود.. وسلام.. وكيف أصبحتو ولأن حبل الود.. بيننا متين وموصول.. دعوني.. أرسل لكما.. باقات من التحايا مضمخة بريحة الجروف مغسولة بي وهج القناديل.. وأنقل لكما سعادتي بالحديث لكما.. مثل ابتهاج شفع بأشروا للقميرة التايهة دورين بالمناديل.. وكل هذا الوابل من دفء ودفق المشاعر.. لأني أعلم إن اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.. هذا أولاً.. ثم إني وبعد «شوية» سأمطركما بكثافة نيران تبدو معها معركة «النور ماندي» أو حتى «ستا لينجراد» مجرد ألعاب نارية عابثة.. وبالأمس كنا مع سؤال السيدة رباح المهدي.. إذاعة من هذه؟؟.. مهلاً يا أحبة.. أنا هنا لن أتوقف طويلاً عند هذا السؤال.. لأني أعرف الإجابة الصائبة والصحيحة.. رغم أنها بديهية ولا تثير إهتمام أحد.. بل هو سؤال يحمل اجابته في أحشاءه.. وأنا شديد العجب والدهشة من السيدة رباح المهدي.. وهي تسأل إذاعة من هذه؟؟.. بالإجابة هي أن هذه الإذاعة.. ومنذ ثلاثة وعشرين سنة وتزيد هي إذاعة الانقاذ.. وان شئت الدقة هي إذاعة المؤتمر الوطني.. وإن أردت أن تذهب بعيداً هي إذاعة الأحبة الإخوان المسلمين.. وبالمناسبة أنا لا أحملكما.. متعصم وعبد العظيم مثقال ذرة من وزر في هذا.. بل حتى هذا السؤال وحتى الإجابة لا تعنيني في شيء.. لأن عتابي لكما.. بعيداً تماماً من هذا كما سأفصل لاحقاً.. أقول لا أحملكما مثقال ذرةٍ من وزر !! لأن الأحبة في الحكومة لو أتوا بالمدير العام لل(B.B.C) أو نصبوا مدير إذاعة «مونتكارلو».. أو حتى لو أتوا بوضاح خنفر.. لبقية الإذاعة ملكاً خالصاً وناطقاً رسمياً.. ورئة شهيقها وزفيرها هو أنفاس المؤتمر الوطني.. «يعني» يكون حالماً.. أو واهماً.. أو مجنوناً ومعتوهاً لو انتظر الإذاعة ممنياً النفس بسماع مجرد جملة من عشر كلمات تعلن عن قيام مؤتمر لحزب الأمة القومي.. ويكون غشيماً أو مجنوناً جناً كلكي.. لو انتظر الإذاعة وهي تدعو إلى معرض كتاب دار الحزب الشيوعي السوداني.. أما إذا كان هناك ظلال من عتاب.. هو إعتقال الإذاعة لتلك الأناشيد التي هدر بها الشعب.. مع المطربين تمجيداً لأكتوبر عندما تهل ذكرى أكتوبر ولأبريل عندما تهل ذكرى انتفاضة أبريل.. وأيضاً وحتى لا أظلم صديقي معتصم واستاذي عبد العظيم دعوني أسأل وفي- براءة- هل حجب هذه الأناشيد كان بأيديكما.. أم هي أوامر مشددة من القائمين على أمر الوطن.. بأن لا يتسرب عبر الفضاء ومن الإذاعة.. نفحة واحدة.. ولا حرف واحد من أناشيد.. وردي تلك التي كانت في أكتوبر من «عينة» «أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها».. أو أناشيد الإنتفاضة وأيضاً عندما دوى رعد وردي مصحوباً بقصف رعد الجماهير.. بلا وانجلى.. وإنهد كتف المقصلة.. وحنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي.. وطن خير ديمقراطي.. هذه أسئلة لكما وحتى الإجابة أمسك عن التعليق.. «يعني» السؤال بوضوح.. هل إيقاف هذه الملاحم تم بأمر السلطة أم بأمركما وتقديركما؟.. وسؤال يرتجف فزعاً هل هذه الأناشيد حية ترزق متوهطة في أرفف مكتبة الإذاعة.. أم نحرت ومسحت ودفنت في أتون «البراميل» المشتعلة بالجحيم؟ والآن يا أحبة.. نبدأ في فتح ملفات العتاب.. ولكن قبل ذلك دعوني أقول لكما.. إن الإذاعة قد فقدت كماً مقدراً من المستمعين الذين كانوا يبدأون بها يومهم.. وينامون وأصابعهم على مؤشرات أم درمان.. أما أنا أحبتي.. ولأني أحب الإذاعة حباً قد برى جسدي.. فما زلت أتجول في بستانها .. متعددة الأزهار كثير الأشجار.. أسند ظهري إلى جذع نخلة.. و«لبخة» أو استلقي على عشب أخضر.. ولكني لا أقرب شجرة واحدة في كل ذاك الروض..لا أحوم حتى حول شجرة «نشرة الأخبار» مطلقاً.. إلا في آخر خبر فيها والذي يبدأ.. ب أيها السادة.. لقد توفى فلان الفلاني.. وذلك لأني أرى أن هذا هو الخبر الوحيد الصحيح والصادق في أي نشرة وفي كل نشرة.. بكره نتلاقى..