مصطلح دولة فاشلة نغمة عالمية تفرض حضورها في هذا الزمان الرديء ، ما يجعلنا في حاجة إلى إطلاق نشيد الفشل فشلي براي هو أن السودان بجلالة قدره تم تصنيفه ضمن أكثر من 20 دولة فاشلة في العالم ، والشيء الذي يجعل الدم يفور في العروق هذا طبعا إذ بقيت قطرة دم في عروقنا هو أننا جئنا في المرتبة الثالثة في هذا التصنيف بعد الصومال وجارتنا اللدود تشاد ، ويا عيني ما تبكي أتلم المتعوس على خايب الرجا ، لكن من هو المتعوس ومن هو خايب الرجال ، « في هادي الله « أعلم ، على فكرة يقال أن الفشل بداية لطريق النجاح ، لكن الملاحظ أن الدول الفاشلة حسب التصنيف العالمي ، تظل تركض في هذا المضمار الجميل جدا ، ولا تستطيع الفكاك منه ، وبنظرة عابرة نجد أن قائمة الفشل التي تطل علينا سنويا تحمل نفس قائمة الدول المصابة بالجرثومة اللعينة ، وبالمناسبة فشل الدولة يعني عجزها عن لملمة أطرافها الساخنة بالحروب ، وحماية مواطنيها ،وفشلها في إيجاد وسائل العيش الكريم للغلابا خاصة في مجال الخدمات الصحية ، التعليمية والبلدية إلى آخر القائمة وبجانب الفشل فإن السودان يحمل في تضاريسه كميات هائلة من العجز ، خذوا مثلا الطالب يتخرج من كلية مرموقة ، ويعجز عن إيجاد وظيفة تحفظ ماء وجهه ، وحينما تصاب أقدامه من اللف والدوران بحثا عن الوظيفة يفكر في الهروب من الوطن ، لكنه يعجز حتى عن الهروب ، وفي المقابل فإن الطالبة تتخرج من الجامعة وتبحث عن وظيفة ، وحينما تعجز ،تجلس بين أربعة جدران في انتظار عريس الغفلة والذي ربما لا يأتي ، لأن الشباب عاجزون عن تحقيق طموحاتهم ، وفوق هذا كله ? فإن الحكومة كانت وما زالت عاجزة عن وضع حد للمناوشات الساخنة في دارفور وكردفان ومنطقة النيل الأزرق ، فضلا عن فشلها مئات المرات في وضع صيغة لعلاقة حسن الجوار مع دولة جنوب السودان ،لكن أسمعوني يقول خبراء النفس أن أكثر أنواع العجز لئما حول العالم يتمثل في العجز الجنسي والذي منه ، الطريف أن آخر الاحصائيات الطبية تشير إلى أن 90 % من الرجال المصابين بالعجز اللعين في العالم لا يبادرون بمراجعة الطبيب لوضع حد لمعاناتهم ، كما كشفت ذات الاحصائيات ان أعراض العجز تصيب 150 مليون رجلا في العالم وما خفي أعظم ، إما آخر الأخبار السوداء فان الأطباء العرب يؤكدون ان الضعف في الوطن العربي يسير بوتيرة متصاعدة بسبب البلاوي المتلتلة التي تنشب أظفارها في واقعنا والمتمثلة في القلق والاكتئاب والضغوط النفسية ، الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ان كل هذه العوامل موجودة لدى الرجال السودانيين ما يعني ان الضعف يمسك بتلابيبنا ، فشل وعجز حته واحدة ، لا حول ولا قوة إلا بالله .