أرى أن هناك ضرورة كبيرة للاكثار من قيام جمعيات المرضى وتحديداً لمرضى السكري والكروسترول. هذه الجمعيات يؤسسها المرضى أنفسهم برعاية الدولة، وهي جمعيات لا تكلف مالاً كثيراً لأن أهدافها هي تبادل المعلومات الخاصة بالتوعية الصحية للمريض، مثل ماذا يأكل وماذا لا يأكل، لأنني لاحظت ان الكثيرين من المصابين بمثل هذه الأمراض يأكلون ما يقودهم مباشرةً للقبور! كان والدي رحمة الله عليه يسرف في أكل القراصة بحكم إنتمائه القبلي، وبحكم نمط الغذاء السائد هناك، وحين أصيب بالسكري ازداد شراهةً في تناول القراصة، وكثيراً ما كنت أنصحه بأن القراصة ترفع السكر، وكانت إجابته الحاضرة: «يا ولد في قراصة فيها سكر»! وظل هكذا الى ان قابل الله ضحية من ضحايا «الكابيدة»، كما يطلق عليها الدناقلة مثل هذه اللفظة على القراصة. أهمية قيام مثل هذه الجمعيات تكمن في ان المرضى يتبادلون المعلومات والتجارب ويصححون لبعضهم البعض المعلومات الخاطئة ويقفون على مسيرة كل واحد منهم مع المرض، كما أنهم يتبادلون المعلومات حول آخر العقاقير والمضاعفات التي تحدثها وأثارها الجانبية.. وأنا لي تجربة في هذا الميدان، فعلى سبيل المثال أتعاطى يومياً ولمدى الحياة قرصاً لعلاج الكروسترول اسمه (zocor)، وصادف أن بلعت القرص اليومي كالعادة بعد ان شربت عصير «قريب فروت» وفي صباح اليوم التالي أحسست بارتخاء شديد في عضلات يدي وتنميل في وصادف هذا الحدث لقاء جمعية مرضى الكرسترول الشهري، وفي اللقاء شكوت من هذه الأعراض فسألني الطبيب الذي يشرف على اللقاء: هل أكلت قريب فروت؟ فقلت في سري كيف عرف هذا الخواجة هذه المعلومة «دا دكتور ولا فكي» واجبته بنعم، فبدأ يتحدث عن خطورة القريب فروت مع تناول حبة ال(zocor) اليومي، ولولا ذلك لم يكن يتيسر لي معرفة هذه المعلومة، علماً بأن ورقة الإرشاد التي توضع مع الدواء لم تشر من قريب أو من بعيد لهذه النقطة ولم تحذر من تعاطي القريب فروت! الآن أنا أشرب عصير القريب فروت لأنني لم أتعاطى حبوب ال(zocor)، ويرجع الفضل في ذلك للبروفيسور محمد عبد الله الريح الذي أقنعني بأكل البرسيم بدلاً من حبوب الكرسترول، وبالفعل إكتشفت أن البرسيم يقلل من الكروسترول بصورة لافتة للنظر، ومنذ شهر اشتري «عليقتي» مرتين في الإسبوع وابتسم حتى تمر الخيل!