عودة ملخص ونوري للافيال اكتمال اللحن وعودة الفرح بعد حضوري من مصر وجدت أن الجمعية العمومية لجزيرة الفيل قد انعقدت وصححت الكثير من الأمور الخاطئة في نادي الجزيرة وانتخبت مجلس إدارة جديد وتمكنت من اقناع الريس مخلص حسن إبراهيم للعودة مجدداً واقنعت البروف نوري ليعود مرة أخرى ويضع يده في يد ابن عمه مخلص بعد أن عزفا لحن الإجادة والصعود بعد سنوات من المحاولات المستميتة. ٭ لقد اسعدتني الظروف لكي أكون قريباً من فريق الجزيرة عموماً والرجلين خصوصاً وأشهد لهما بأنهما تحملا ما فوق طاقتهما بل وتحملا ما لا يمكن أن يطيقه أحد ودفعا الضريبة جهداً خرافياً وملايين من الجنيهات حتى عانقت الأفيال الممتاز وسارا بها وتراجع البروف واستمر مخلص شبه وحيد الا من دعم محدود جداً فآثر هو الآخر الابتعاد. ٭ لقد لمست حالة من الارتياح والرضا في كل أوساط جماهير وأقطاب جزيرة الفيل لأن ابتعاد الرجلين معاً في الموسم الماضي ألحق الدمار بالأفيال وجعل فريق الجزيرة يدور في حلقة مفرغة واصيب نجوم الفريق بالاكتئاب والاحباط من جراء المعاملة القاسية من مجلس الإدارة حتى كان الهبوط بشكل مؤلم إن لم يكن مخزياًٍ لأن هبوطه بدا محسوماً منذ فترة طويلة بل قبل نهاية ا لدورة الأولى بعد أن أصبح نجوم الفريق يلعبون تحت ضغوط نفسية سيئة وبعضهم توقف تماماً مثل نجم الفريق يوسف القوز لتعيش الأفيال أسوأ أيامها واعوامها حتى لقيت مصيرها المحتوم بالهبوط! ٭ أن الجمعية العمومية للأفيال لمست نبض أهل الجزيرة بعد أن تأكد الجميع أنه لا مفر من عودة الريس مخلص والبروف نوري فبعودتهما سيكتمل اللحن ويعود الفرح خاصة ومعهما السكرتير الدؤوب الغيور خالد طلب الذي ستكون عودته حتماً في مصلحة الفريق أما عودة الثنائي فهي الضمان لعودة الفريق لمكانه الطليعي والطبيعي لأنها أثلجت الصدور وأحيت الآمال. ٭ هناك لاعبون أتعلق بهم واتابعهم وهم يجرون ويبدعون داخل المستطيل الأخضر وكان ولا يزال اللاعب مهند الطاهر أول هؤلاء النجوم والذي أكد بالفعل أنه أفضل اللاعبين الذي عرفتهم ملاعبنا في السنوات الأخيرة إلى الحد الذي ظللت وغيري من المتابعين والمعجبين نقول إنه قادم من كوكب آخر! ٭ وإذا كان تحليقه في سمائه الكروي متاحاً للجميع أن يشاهدوه ويتابعوه ولكن مهند الجانب الآخر من حياته لم يكن متاحاً لي حتى جاء أوان هذه الفرصة أخيراً عندما كان معنا في رحلة الأيام الثلاثة الجميلة في المدينة الجميلة ببورتسودان. ٭ في هذه الرحلة كنت أمام لحظة الحقيقة بالاقتراب من اللاعب كثيراً وكثيراً جداً فمتعة أن تجلس جوار هذا الخلوق بالرغم من أنه دائماً يفضل الصمت ومقل في الحديث وإذا تحدث أوجز واختار الكلمات بعناية فائقة. ٭ وعندما يتنقل وفدنا قدامى وجدد وإعلام في جولات البرنامج المعد كنا نجده أول من صعد الحافلة وجلس في المقعد الأخير تاركاً للكبار المقاعد الأمامية وكان داخل الحافلة (السبحة) لا تفارقه مرتبط بها أشد الارتباط فلا يمكن لأي منهما (السبحة) أو اللاعب أن ينفصلا عن بعضهما البعض في ارتباط كامل مثل ارتباط القلب بالجسد وأطرافه، ومن مزاياه الانضباط والصرامة في المواعيد وكنا نتأخر ونجده في الانتظار داخل الحافلة التي تقلنا في التجوال!. ٭ كانت شقته في مواجهة الشقة التي اقيم فيها مع الأخ جدو والشابين الخلوقين إبراهيم الجيلي وإدريس كسلاوي فدخلت عليه ذات صباح واستقبلني ببشاشة وترحاب وبدأ أنيقاً كعادته لعباً وملبساً ومظهراً ودعوته لتناول شاي اللبن معنا للمقدرة الهائلة التي يبديها إبراهيم وكسلاوي في تحضيره وكانت المفاجأة أنه لا يشرب الشاي ولا القهوة رغم نشأته الكسلاوية بين أهلها المحبين للقهوة لكنه في المقابل يكتفي بكوب لبن بارد كل صباح. ٭ ومن داخل الحافلة التي كانت تقلنا في تجوال لأندية الناشئين كنت أتابع تعامله مع الجماهير فيفتح نافذة الحافلة لمن يطلبون الحديث معه ويتعامل معهم ويبتسم في وجههم ويلوح لهم بيده مودعاً في مشهد لا يتغير اينما ذهبنا. ٭ صحيح أن مهند يفيض ويتوهج موهبة فذة وابداعاً نجماً ساطعاً لكن لا يشعر بالغرور طالما تميز بتواضعه الشديد وأدبه الجم. ٭ هذه خواطر ومشاهد ومشاعر عن نجم أحببته كثيراً في الملعب وأحببته أكثر خارج الملعب من خلال التصاقٍ حميم.. أبقاه الله ذخراً لبلده وهلاله وحفظه من كل شر ومكروه. التحية له مبارك بابكر كفاءة سودانية مشرفة في اتحاد الكرة بسلطنة عمان في الاسبوع الماضي نقل لي العديد من الأصدقاء الرياضيين بسلطنة عمان اشادتهم بالاستاذ مبارك بابكر الذي استطاع ان يشق طريقه بثقة وقوة حتى اصبح يحتل موقعاً رفيعاً في اتحاد الكرة بسلطنة عمان خبيراً بالاتحاد وسكرتيراً لمجلس الادارة واللجان الدائمة والخاصة والقانونية التابعة للاتحاد وهي تسع لجان لمدة 82 عاماً متواصلة وعندما عادت بي الذاكرة للوراء وجدت ان هذا الخبير هو نفسه ذلك الشاب الصغير الذي بدأ حياته العملية صحفياً رياضياً بحريدة الصحافة على يد استاذنا أحمد محمد الحسن وعندها تأكدت أن ما حققه مبارك ليس غريباً فقد عهدت فيه الحيوية والجدية والنظر للمستقبل وآفاقه ومنذ ذلك التاريخ كان يحاول أن يضع لنفسه خارطة طريق تدفع به للامام وكان له ما أراد وكنت بالاصرار كله على الاتصال به مهنئاً ومستعيداً معه ذكريات مجيدة وقلت له إن بلادك تحتاجك وجاء رده لا احد يبخل بشيء على وطنه والوطن فوق الجميع ولكنني اشعر تماماً ان سلطنة عمان هي وطني الثاني واحاطني أهلها بحبهم ومودتهم وكنت محظوظاً بالعمل معهم. تحية لمبارك الذي من حقنا أن نفخر ونفاخر بكفاءته ومن حقه علينا أن نشيد به والمكانة المرموقة التي أحتلها كسوداني مشرف لبلاده عملاً مشهوداً وخلقاً رفيعاً.