لم يكن الاستاذ المبدع (صابر جلال الدين) مجرد فنان يهوي الموسيقى بحكم أنه عازف (أورغ) ودارس نوته وتميز بحاسة الحفظ التي أمتاز بها منذ نعومة اظافره وهو طفل تتقاذفه (الألاعيب) التي يمارسها مع زملائه بحي القبه العريق بمدينة الابيض حاضرة ولاية شمال كردفان , بل أن صابر خرج من أسرة جلال الدين التجاني المعروفه بالابيض بجانب تكوينه الذهني بحي القبه الذي شهد طفولة الزعماء الوطنيين من لدن الازهري والشيخ اسماعيل الولي واحفاده محمد المكي ابراهيم وغيرهم مما ساعد على تمتع الطفل صابر جلال بذاكرة قويه ظلت تحتفظ حتي بالمشاهد التأريخية للرموز التي زارت المدينة منذ السبعينات و في هذه المساحة نسلط الضوء على سيرة ومسيرة صابر الرئيس المؤسس لرابطة معجبي الفنان محمد عثمان وردي عام 1985 م , وكيف انه احتفي بالفنان الموسيقار محمد وردي وكرمه على طريقته الخاصه بكردفان وقدم له (ديك) في أغرب هدية. *سواة العاصفة جمعتني مع وردي يقول صابر إن الوطن فقد (وردي) أعظم ابنائه المطربين فقد ظل يعطر ذكرى الاستقلال باعماله الخالده (اليوم نرفع راية استقلالنا ..ويسطر التأريخ مولد شعبنا ) وعن علاقته بوردي بدأت منذ العام 1982 م عندما كان وردي يقدم اغنياته في حفل بقاعة الصداقة بالخرطوم وهو يقدم اغنية (سواة العاصفة) الجديده للشاعر ابو قطاطي لاول مره ويقول للجمهور هذه اغنية تقدم لاول مره فالقاها شعراً : سواة العاصفة بي ساق الشتيل الني ..وفعل السيل وكت يتحدر يكسح ما يفضل شئ..ده كان حبك وكت حسيتبو ..شفت الدنيا دارت بي ..وكت شفتك شعرت الرعشة من صوف رأسي لي كرعي. ثم غناءاً وعند نهاية الحفل طالبه الجمهور باعادتها فوافق على ذلك فتمكنت من حفظها وطلبت (المايك) وقراتها على الجمهور فاستغرب وردي والجمهور وقال لي بالحرف أين وجدت هذه القصيده فقلت له حفظتها من المسرح فطلب من اعضاء فرقته أن ياخذوا عنواني ومن هنا امتدت علاقتي مع وردي حتى اصبحت اسرية . * تكريم وردي واغرب هدية.. يؤكد صابر أنه رافق وردي في اغلب رحلاته داخل وخارج السودان خاصة التي تغني فيها للاستقلال بفندق شيراتون بالقاهره وفندق صحاري بالجماهيرية الليبية واحتفظ باغلب تلك الاعمال واستمع لها باستمرار عبر مسجل الكاسيت الذي احتفظ به ويرافقني حتي بمقر عملي بالسوق بالابيض (محلات الجماهيرية للألكترونيات) وفي عام 1988 م قدمت الدعوه للفنان وردي بغرض تكريمه بمدينة الابيض وقد لبى الدعوه حيث استقبله أكثر من مائة طفل وهم يرتدون ديباجات تحمل رابطة معجبي وردي بجانب الجمهور والمبدعين وقدمت له وليمة (ديك مشوي) أصر أن يتناوله وسط المعجبين وهو يتوسط خور القبه الشهير في مشهد غير مألفوف للناس فقال وردي (انه تم تكريمه من الرؤساء والملوك ولكنه لم يجد تكريم شعبياً مثل هذا. وطالب صابر المؤسسات الرسمية بتكريم وردي واعتماد ترديد عمله الخالد (نشيد الاستقلال ) بداية عملهم الرسمي خلال ذكري الاستقلال ( 57). * تربطه علاقة وطيدة مع بلوم الغرب .. ظل المبدع صابر يحتفظ بعلاقات واسعه مع مبدعي كردفان على مر الازمان من لدن ود المكي وقاسم نور الى الموسيقار جمعه جابر والباحث محمد عثمان الحلاج وبلوم الغرب عبد الرحمن عبد الله الذي تربطه به علاقة وثيقة بل أصبح مداوماً مع فرقته الموسيقية بطريقة مستمرةً الى جانب ادارته فرقة الفنان محفوظ عليش أحد أبرز الذين تغنوا للراحل محمد عثمان وردي من خلال المناسبات الوطنية