تلقيت دعوة كريمة من سعادة سفير دولة قطر الشقيقة لدى السودان الأستاذ راشد بن عبدالرحمن النعيمي لحضور احتفال السفارة بالعيد الوطني لدولة قطر الشقيقة والذي يعتبر إحياءً لذكرى الشيخ جاسم بن محمد بن ثانى مؤسس دولة قطر الحديثة، وأقيمت الاحتفالية بمنزل سعادة السفير النعيمي بالمنشية وقد حضر الحفل حشد كبير من قيادات الدولة جاء في مقدمتهم الدكتور عبدالحليم إسماعيل المتعافي وزير الزراعة والري ممثلاً للسيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير كما شارك في الاحتفالية الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل وزير الاستثمار، كما شارك الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية، هذا الوزير الذي كان قد قاد مفاوضات سلام دارفور بماكينة نائب رئيس جمهورية.. «أمين» هذا الفتى النحيل الذي يمشي بخطوات وئيدة صوب أواسط العمر بالرغم من أن مفرقه قد توضأ بحليب القمر قبل أن يجيء موعد الصلاة، و«أمين» يا سادتي تربطني به صلة المواطنة الجهوية فكلانا قدم من بلاد الرافدين السودانيين «الدلتا العطبراوية» التي ينحدر من شرقها نهر عطبرة وغربها يجري نهر النيل العظيم شوقاً في شرايين كل العطبراويين، كما شارك الدكتور حسن الترابي رئيس المؤتمر الشعبي والأستاذ مهدي إبراهيم والدكتور عبدالرحيم حمدي وعدد من قيادات منظمات المجتمع المدني ولفيف من رجال السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي، وكانت عروستنا «آخر لحظة» تشكل عبري حضوراً شاهقاً اتسم جو الاحتفالية بالفرح العميم والود الحميم وتبادل التهاني والتبريكات مع الإخوة أعضاء السفارة.. كانت أمسية الاحتفالية أنيقة إلى حد الروعة.. جميلة إلى حد الدهشة.. حيث إن السماء اشتعلت نوراً ونواراً وشهباً خلال مئات العبوات المضيئة للألعاب النارية المدهشة التي لفت المكان بعباءة مرصعة باليواقيت والجواهر ونفحات البنفسج وعطر الصندل، حيث سهر المساء على أهداب القرنفل بينما كانت الأناشيد الوطنية القطرية تنطلق كخيول الريح في ذاك المكان الفسيح.. الطرف الشرقى لبيت السفير الأستاذ راشد بن عبدالرحمن النعيمي الذي القى كلمة ضافية حيا فيها ذكرى اليوم الوطني لدولة قطر الشقيقة وإحياء ذكرى الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس دولة قطر الحديثة، وذكر سعادة السفير أن مؤسس دولة قطر الحديثة قد جسد كل الفضائل مظهراً، تصميماً وقيادة وشجاعة لا مثيل لها، وذكر أنه في اليوم الوطني لدولة قطر يجتمع شعب قطر لتعزيز علاقاتهم بالتراث القطري الأصيل والتطلع لمستقبل يعم فيه السلام والرخاء. وأشار سعادة السفير إلى أن مسيرة النهضة والنماء والبناء في دولة قطر ظلت مستمرة وبلغت قمتها في عهد أمير البلاد المفدى حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني «حفظه الله»، وولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وتحققت العديد من الإنجازات في كافة المجالات بفضل القيادة الواعية وقد استطاعت الدولة أن تشق طريقها وتحدد مرتكزاتها التي قامت عليها سياساتها الداخلية والخارجية وأن تتبوأ موقعها بين سائر دول العالم كعضو فاعل في جميع المحافل الدولية والإقليمية وصاحبت ذلك إصلاحات شاملة وخطوات مهمة على طريق الديمقراطية. وذكر سعادة السفير النعيمي أن دولة قطر قد خطت خطوات واسعة في العديد من المجالات الاقتصادية والتنمية الاجتماعية والثقافية والخدمية وكان الهدف من ذلك هو مصلحة المواطن القطري الذي هو مقصد التنمية وركيزتها الأساسية حيث كان اهتمام الدولة بالتنمية الاقتصادية متوازناً مع الاهتمام بالإنسان القطري ورفاهيته وتقدمه. أيها السادة إنني كنت أقف منشرح الخاطر وأنا أستمع للكلمة المؤثرة التي القاها سعادة السفير النعيمي خاصة حينما عرج في كلمته بالحديث عن السودان والعلاقات القوية والراسخة التي تربط بين دولة قطر والسودان على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والشعبية التي تشهد تقدماً كبيراً في شتى المجالات بفضل الرعاية المستمرة والرغبة لقيادتي البلدين حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية وحرصهما على متابعة أمر هذه العلاقات بالتوجيهات لتفعيلها لما فيه مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين. وفي سياق حديثه ذكر سعادة السفير أن دولة قطر وحرصاً منها على السلام والاستقرار في السودان الشقيق قادت وساطتها بشأن قضية دارفور التي توجت بالتوقيع على وثيقة الدوحة لسلام دارفور ونتابع حالياً خطوات تنفيذ الاتفاقية التي واصلت جهودها في هذا المجال بوضع برنامج لإعمار وتنمية دارفور ضمن جهود عودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم، وفي هذا الإطار شهدت ولايات دارفور في مطلع الشهر الجاري وضع حجر الأساس لعدد من المشروعات النموذجية تتضمن مرافق تعليمية وصحية ومحطات مياه ومراكز للشرطة ومساجد وغيرها من المشروعات التي تهدف إلى تحقيق الاستقرار لإنسان دارفور، وأضاف سعادة السفير أن العلاقات الاقتصادية تشهد تطوراً ملحوظاً بقيام مشروعات مشتركة واستثمارات قطرية عديدة في السودان في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين والمصارف والتنمية العقارية والآثار والسياحة إلى جانب المساهمة في مجالات العمل الإنساني والخدمي وقال إن الفترة القادمة ستشهد المزيد من الاستثمارات القطرية في السودان والتي ستصب في مصلحة البلدين الشقيقين. بقي القول: إن احتفالية السفارة القطرية بالخرطوم بالعيد الوطني لدولة قطر جاءت متزامنة مع الحاجة الماسة لتفعيل الإرادات من أجل مصلحة البلدين الشقيقين خاصة وأن نية السلطة الإقليمية لدارفور تتجه إلى عقد مؤتمر العودة الطوعية للنازحين واللاجئين في الفترة القريبة القادمة توطئة لانعقاد مؤتمر المانحين الدوليين المزمع عقده في الدوحة خلال شهر يناير المقبل 2013م. خرجنا من الاحتفالية والصدور تمتليء بالأمل القادم وكان الياسمين والسرور يتوهج على وجه «طيفور» عرّاب الاحتفالية ومسؤول الإعلام بالسفارة، وكانت زميلتي الصحفية المرموقة ماجدولين محمد أكثرنا تفاؤلاً وانعكس هذا التفاؤل على وجه الزميل أزهري الفضل الناشط في مجال حقوق الإنسان. الإنحناءة والتحية لدول وشعب قطر الشقيق بمناسبة العيد الوطني وكل عام والأمة العربية بخير.