مع تغيير الفصول تتغيير الموضة بحسب إبداعات مصممي الأزياء لجميع الأعمار، فكل فصل له لونه وخطوطه وتشيكلاته، تتبارى فيها بيوت الأزياء، لتنال رضا الجمهور الذي بات يتابع آخر الصيحات في الموضة من كل الفئات العمرية، عدوى موضة الأزياء تقتصر على الأزياء وحدها بل تخطتها إلى الآخرين إلى الاكسسوارات المختلفة، وحتى قصات الشعر، ولكن ما بين اختيار الأناقة عبر متابعة الموضة ومجاراتها والمحافظة على تراثنا وتقاليدنا من خلال ما نرتديه مساحة للتساؤلات.. هل هذا استلاب ثقافي أم إننا نعيش عصر العولمة التي تحيط بنا من كل جانب؟. (آخر لحظة) حملت أسئلتها نحو الفئة الأكثر تأثراً بالموضة وهي الشباب وطرحتها عليهم فكانت الإجابات مختلفة: الطالبة سارة وهي ترتدي عباءة سوداء وطرحة حمراء تبدو أنيقة في احتشام قالت.. أنا ضد (التشيرت)، الضيِّق والمحزق وهو لا يناسب الفتيات السودانيات، ويتنافى مع الأخلاق ويظهرها بغير المحترمة وعديمة المسؤولية، وعلى الفتاة أن تحترم نفسها في لبسها، ويكون محتشماً، فنحن ورثنا من أمهاتنا الحشمة والأزياء السودانية الأصيلة الواسعة والطويلة. الطالبة إيمان تبدو أكثر مجاراة للموضة، وهي ترتدي البنطلون الجنيز والتيشرتي وتقول ما ألبسه أعتبره محتشماً وغير عاري وغير ضيِّق، وايضا باب الحارة.. ولا أتخطى الحدود، وأنا أحب الموضة والأناقة، ولا أرى عيباً في ذلك، إلا إذا تخطى الواحد الحدود فهذا لا يليق؟. الطالب بشير الصافي يبدو عادي الملابس سوداني الملامح.. قال بغير اهتمام.. ما يهم الرجل ليس ملابسه بل أخلاقه، ولكنه استدرك قائلاً: ولكن الاهتمام بالمظهر أيضاً قيمة جمالية في حدود المعقول، وليس للترف لحد الإسفاف في تقليد الغربيين!!. الشاب محمد الفاتح قال: أنا مع الموضة واي شكل جديد ما بفوت عليِّ من البناطلين الجنيز إلى الكباية، إلى تقليعات الأحذية الملونة المتماشية مع الموضة، وهذه أشياء نحبها وسوف نقضي فترة عمرنا بهذه الحيوية، وهذا لا يمنعنا من التحصيل الأكاديمي أو الجدية، ورغم حديث الناس عننا لكنها حرية شخصية ونحن شباب واعٍ ومدرك، وفي هذا الوقت كل شخص يعرف هو بعمل وبختار في شنو.. ويقول للمنتقدين خلو الشباب في حاله هو أدرى بمصلحته. هذا وأجمعت آراء شبابية على أن مجاراة الموضة غير المجافية للتقاليد ليس بها شيء يعتبر سلبياً.. فالشباب يختارون من الموضة ما هو ملائم للتقاليد.