اليوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان للعام 1431 من الهجرة يصادف فى ذات اليوم والتاريخ غزوة بدر قبل 1429 عاماً إذ دارت المعركة وانتصر فيها المسلمون . معركة بدر أو يوم الفرقان كانت معركة بين الكفر والإيمان عمر الله فيها قلوب المسلمين واستجاب لدعواهم ودعاء قائدهم المصطفى صلى الله عليه وسلم . يقول عمر بن الخطاب حسب ماورد فى صحيح مسلم ( لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم الى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً , فاستقبل نبى الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه « اللهم انجز لى ماوعدتنى اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعبد فى الأرض » فمال زال يهتف بربه ماداً يديه مستقبلاً القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه , فاتاه أبوبكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال : « يانبى الله كفاك مناشتدتك ربك , فإنه سينجز لك ماوعدك , فأنزل الله تعالى » « إ ِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ » فأمده الله تعالى بالملائكة . فى معركة بدر كانت الآصرة هى الإسلام فحسب، لم تمنع صلة الرحم والقربى المسلمين من أن يقاتلوا أقرب الناس إليهم من المشركين أنظر عمر بن الخطاب رضى الله عنه قتل خاله العاص بن هشام وواجه أبوبكر الصديق رضى الله عنه أبنه عبد الرحمن وأسر فيها المسلمون العباس وهو عم الرسول صلى الله عليه وسلم وفى هذه المعركة الفاصلة قتل أبوجهل رأس الكفر وحُزّ رأسه وجئ به الى الرسول صلى الله عليه وسلم الذى قال الله أكبر الحمدلله الذى صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحد ه وقال هذا فرعون هذه الأمة غزوة بدر عرف فيها المسلمون سر الدعاء لله والتضرع والتوكل عليه وإلا كيف لثلاثمائة وتسعة عشر من المقاتلين المسلمين يواجهون ثلاثة أضعافهم فيقاتلونهم فيولى أعداؤهم الأدبار وينتصر المسلمون عليهم. غزوة بدر بينت وجوب الصبر وقوة الإرادة وكيف تنجى المسلم من المكاره وتحقق له النصر والقبول عند الله فها هو سعد بن معاذ يقول لرسولنا الكريم :« إنا لصبر فى الحرب صدق فى اللقاء ولعل الله أن يريك منا ماتقر به عينك فسر بنا على بركة الله ». غزوة بدر معانيها لاتنضب وعبرها ودروسها دستور دائم وضعته كتائب الحق وقوى الإيمان . جمعة مباركة ..