عيسى جديد الطريق إلى بحري يلفه الحزن النبيل منذ ليلة الخميس الماضي التي حملت نبأ رحيل الفنان الإنسان محمود عبد العزيز الذي وورى الثرى بمقابر الصبابي بعد رحلة طويلة من الإبداع والتألق في مجال الفن والغناء.. وبحري جمعت كل أحبائها من كل السودان الذين توافدوا صباح الجمعة حيث حي المزاد الذي اكتظت شوارعه بكل فئات الشعب السوداني منذ الصباح وتزايدت الأعداد بعد صلاة الجمعة ليمتلئ الصيوان المنصوب للعزاء في ساحة حي المزاد بكل الذين حملوا محمود في القلب ورددوا أغنياته في صور إنسانية رائعة.. ففي كل ناصية شاب ورجل وطفل يحملون صورته أو يلوحون لك بعلامته الشهيرة ويرددون شعارات كتب عليها لن نساك يا الحوت. القيادات والمسؤولون يعزون: وتوافدت الشخصيات الحكومية والحزبية على سرادق العزاء فرادى وجماعات معزية في رحيل الفنان الإنسان محمود عبد العزيز حيث حضر مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي ودكتورة تابيتا بطرس وزير الدولة بالكهرباء.. وحضر الإمام الصادق المهدي الذي استقبلته الجماهير بلا إله إلا الله والله أكبر والحمد لله، وقال في تصريحات إعلامية أن الفقد جلل وإن الشعب يعزي نفسه في محمود ويدعو الله بالرحمة لأنه كان فنان الجميع ومحبوب الجماهير بقدرما أبدع وأعطى للساحة الفنية، مشيداً بأعماله ودوره في الأعمال الخيرية وتكريمه للمبدعين. ومن جانبه أشاد ممثل أسرة الراحل محمود عبد العزيز عمه مصطفى عبد القادر بكل الذين توافدوا للعزاء من الشباب والتنفيذيين، وشكر رئاسة الجمهورية ومعتمد بحري على الوقفة الإنسانية التي وقفها مع أسرة محمود بالمتابعة وتقديم العون، وقال هذا هو السودان. دعوات على شاهده بالصبابي: أما مقابر الصبابي فشهدت توافد الشباب من ذكور وإناث لقراءة الفاتحة على قبر الراحل ووضع الزهور على شاهده بينما انتحى بعضهم جانباً ليقرأ القرآن الكريم عليه والحزن هو الحديث الصامت بين الجموع من الشباب ودعواتهم له بالرحمة.. له الرحمة.. له الرحمة.. له الرحمة والمغفرة.