تتعدد أصناف المعتقدات في السودان فنجد أن هناك الأولياء والصالحين، وطقس الزار، والممارسات السحرية والكجور وشيخ العادة وأيضاً الطب التقليدي، فجميعها معتقدات نجد الكثيرين يؤمنون بها من المتعلمين وممن بلغوا مرتبة عالية من العلم والثقافة، وممن هم غير متعلمين.. وحتى نتعرف على هذه المعتقدات بصورة علمية، نسبة للدور الكبير الذي تلعبه هذه المعتقدات في تكوين الشخصية السودانية.. جلست «آخر لحظة» الى الدكتور علي الضو-أستاذ مشارك معهد الدراسات الافريقية والآسيوية قسم الفولكلور جامعة الخرطوم.. فكانت هذه إفاداته.. ٭ أولاً المعتقدات يقصد بها المعتقدات التي يؤمن بها المجتمع فيما يتعلق بالعالم الخارجي، والعالم فوق الطبيعي، والمعتقدات من عناصر التراث التي تصعب دراستها، فهي كامنة في نفوس الناس ويلعب فيها الخيال الفردي طابعاً خاصاً، وفيها يتوسل الإنسان الى القوى العليا كالآلهة والشياطين والأرواح للحصول على البركة واسترضائها، ولتحقيق أغراضه من العمليات السحرية التي يمارسها، نجد أنه تستخدم الأحجار، والنباتات، والحيوانات، والنجوم، والأشكال، والصور، والكلمات، والتراتيل، والأفعال.. وذلك بغرض اخضاع تلك القوى فوق الطبيعة لإرادة الإنسان أو اتقاء شرها. أما فيما يختص بالأولياء والصالحين ورجال الطرق الصوفية، فهناك الكثير من القصص المرتبطة بكراماتهم، ونجد أن شخصية الولي شخصية لا تجد الاحترام والتبجيل من المريدين فحسب، ولكن تدين لها جموعهم بالطاعة وتنفيذ الأوامر، وقد وصلت درجة الاعتقاد فيهم الى معالجة المرضى والمجانين، والتواصل مع الموتى والتنبؤ بلحظات وفاتهم هم أنفسهم. وأيضاً فإن طقس الزار هو معتقد ثابت بأنه معالج نفسي، ويقع تحت طائلة المعتقدات الشعبية، وهو عبارة عن عرض موسيقي يلعب فيه اللحن والإيقاع الدور الأساسي، وعند فتح العلبة لتشخيص حالة المريضة وتحديد نوعية الروح التي تتقمصها، بأن «فلانة دقو ليها زار» إشارة الى الإيقاع.. وكذلك يقولون إن «فلانة خيطها جا» بمعنى أنها انفعلت مع الإيقاعات.. وقد وصف الجوهري موسيقى الزار بعبارات مهمة وغير دقيقة، عند تعريفه له والذي ورد فيه بأن الزار عبارة عن حفل ذي مقومات خاصة، يستهدف طرد الأرواح أو استرضائها، ويتم ذلك من خلال تقديم القرابين واداء بعض الرقصات ذات الإيقاع الساخن والسريع. أما الممارسات السحرية فهي المختصة بالسحرة وأعمال السحر، وهناك نوعان سحر مفيد وهو الذي يستخدم في انزال المطر، وقيادة المعارك.. وسحر ضار وهو الذي يتم ايذاء الناس به، وهناك العراقي أو المعراقي وهو الشخص المتواجد بغرب السودان ويستخدم عروق الأشجار وثمارها وبعض النباتات في الحفظ من الأذى أو الحاقه، وأيضاً فإن اي مسلم يمتلك عيناً شريرة وتكون لديه المقدرة على الإيذاء عبر نظرة إعجاب، ولكن قول «الصلاة على النبي وما شاء الله، وعجب عيني» يمكن أن تبطل مفعول سحر هذه العين، ولكن أيضاً قول هذه العبارات يمكن أن تكون غير كافية، ومن هنا نقول إن فلاناً سحار أو فلانة سحارة. أما فيما يختص بالكجور وشيخ العادة فهي عادة تسمى أيضاً جدع النار، وهو شخصية يعتقد في وساطتها بين الأرض والسماء في كثير من مناطق السودان، خاصة جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق، وهي شخصية تتمتع بمكانة اجتماعية رفيعة. وأخيراً الطب التقليدي أو ما يعرف بالطب الشعبي فيهتم بنوعين من العلاج، إما يتناول أشياء مادية كالأعشاب والعقاقير أو علاج الكسور والاسترخاء والدلك، والعلاج الآخر هو العلاج النفسي، وهو الذي يتم بالرقية والتمائم وقراءة القرآن أو الطقوس، وهذا النوع يقوم به الأولياء والكجرة والعرافون ومشايخ الزار.