ü «أظرف» حاجة في موضوع الجراد الذي يغزو البلاد هذه الأيام أن أحد كتابنا الكبار قال إن الجراد «مؤامرة» دنيئة وراءها إسرائيل!! ü هذه القصة ذكرتي بصديق من ظرفاء الصحافة كان يتعاون معنا بالكتابة في إحدى الصحف.. في مرة من المرات سألني عن مقال له.. قلت له أضاعه فلان.. وأقصد بذلك أحد الزملاء وهو مشهور بهذه «الخاصية» في إضاعة المواد.. ضحك الظريف وقال لي: عادي والله نحن في البيت كان ما لاقينا «صحن» أو «حلة» نقول ضيعها هذا «الفلان». ü نحن في هذا البلد «الطيب» ب«ناسه» نلقي باللائمة على إسرائيل والعدو الخارجي دائماً.. أليس أمراً مستغرباً أن تلقي وزارة الزراعة باللائمة في موضوع الجراد على منظمة الفاو للدرجة التي تعتذر من استقبال أحد مسؤوليها بحجة تقصير الفاو في مساعدة السودان!! ü طيب يا جماعة «حيرتونا من ناحية تشتموا المنظمات ليل نهار..» ومن ناحية تريدون مساعدتها «نهار ليل..» اثبتوا على حاجة إما «تتعشوا» مع الخواجة على طول.. أو تدبروا «عصيدتكم» بملاح لبن من بدري!! ü أزمة الجراد الحادثة في هذا البلد تعكس إلى مدى بعيد وجود هذا المأزق الدائم في النظرة للمجتمع الدولي والحاجة لمساعدته. وفي التأمل في الخروج من زنقة الشعار «والهتاف» بدون خسائر في الأخلاق.. وأصدق توصيف لهذه الحالة ما يقوله مثلنا السوداني الدارجي «أكل الفطيسة بالشوكة»!! وفي النهاية الأكل هو الأكل!! ü المأزق «الثاني» في موضوع الجراد يتمثل في ضبابية الموقف من معالجة أي أزمة باتت تحدث في هذا البلد.. فاللافت للناظر أن هناك نوعين من الحقائق واحدة على صفحات الصحف تقول إن كل شيء تمام.. وإن الوضع تحت السيطرة،.. وحقيقة أخرى على «الأرض» تقول إن المعالجة في «وادي» والجراد في وادي آخر ذي زرع!! ü وفي هذه الأزمة الجراد ليس نشازاً!! انظر لكل العلل والمشكلات ستجد المشهد واحداً والأبطال من نفس الطراز.. يتحدث كثيرون كل يدلي بدلوه وكل يدعي «البطولة» ولا يوجد مجال لإفساح الطريق لمختص واحد ليضع النقاط فوق الحروف!! ü قبل يومين سافر للولاية الشمالية وتحديداً مدينة الدبة أخونا وزميلنا الأستاذ «علي فقيري» المدير المالي والإداري.. وفي المساء كان يتكلم معي بالتلفون من هناك!! جاءني صوته وسط حشد تبينت منه أصواتاً غاضبة واحتجاجات.. قال: يا عبد العظيم الكلام الفي جرائدكم هنا كلو مافي!! هاك اسمع الناس ديل.. قالوا الجراد منتشر في رقعة واسعة والمكافحة ضعيفة توجد «طيارتان» وعدد من «البكاسي» تشكو قلة الوقود.. ألقوا باللائمة على المركز!! ü وأنا أكتب في هذه الزاوية جاءني الزميل الإعلامي والصديق «معاذ صغير» مدير الإعلام والعلاقات العامة بصندوق الإسكان والتعمير.. «معاذ» قال إن تلفونات عديدة جاءته من البلد!! ألحقونا يا معاذ!! يا ناس الخرطوم الجراد على بعد 5 كيلو من «الجول». والجول يا جماعة هي الباوقة والتي غنى لها الفنان «طال الشوق عليك يا الباوقة أم زهور جنة الفردوس السكانها حور»!! ü الآن مليون نخلة في الباوقة مهددة وعلى مرمى نيران الجراد وهذه أيام «السلولة»!! ويشرح «معاذ» الكلمة بأنها أيام الإنتاج!! والسلولة من عندي تقول إن أيام السودان كلها «سلولة» والمعني هنا يختلف من المعنى الذي قام بشرحه معاذ صغير للقراء الكرام!! الناس روحها «انسلت» من الأزمات التي يأخذ بعضها بخناق الآخر!! ونغني مع فنان عطبرة مصطفى مضوي مقاطع من تلك الأغنية التي راجت في التسعينيات «طوفان جراد وقت الحصاد.. أفنى وأباد محصول سنة!! مسكين أنا.. مسكين..».