في صالون (آخر لحظة) والذي كان في منزل الوالي د. عبد الرحمن الخضر احجمت عن تقديم طلب للكلام بعد اعتذار الأخ والصديق والأستاذ مصطفى أبوالعزائم رئيس التحرير للحضور بأن الزمن ضيق لا يسمح بعد ذلك بطرح سؤال أو التعليق على مجريات الحديث الذي كان محور الصالون مساء أمس !! أنا في الاصل جئت متأخراً لدواعي «تقفيل» الصفحات الأولى والثالثة والتي كانت في طريقها للمطبعة. اليوم كان متعباً كنا نسابق الزمن بين تلبية دعوة إفطار اتحاد الصحفيين والعودة على جناح السرعة لمتابعة خط سير الجريدة والذي هو لا يخرج عن خط(الميدان - اللاب- المطبعة وبالعكس). ومن ثم اللحاق بصالون «آخر لحظة» حول البصات والذي استضافه منزل الوالي. كل ذلك كان يتعين علينا عمله في ظل ظروف ضاغطة من اسبابها ايضاً غياب عدد من الزملاء في مهمات متعددة وعاجلة بانحاء العاصمة والولايات المختلفة والبعيدة!! ولهذا عندما جئت كان التعب قد أخذ مني كل مأخذ ونزل عليّ إعتذار رئيس التحرير برداً وسلاماً« فأنا ما قادر أفتح «عيوني» من التعب وما قادر «استوعب» أي شئ بلغة الجيل الجديد..! ومع ذلك كانت سعادتي بالغة عندما عقب سيادة الوالي د. عبد الرحمن الخضر على اعتذار الاخ مصطفى أبو العزائم للحضور والذين من ضمنهم شخصي الضعيف قائلاً عبد العظيم ده غرقان!! الوالي كان يشير لمقالي في هذه المساحة صباح أمس وكان بعنوان «خارج العاصمة» وتحدثت فيه بقسوة عن حالنا في الدروشاب وحصار السيول والامطار والبرك لنا!! الكاتب يشعر بسعادة حقيقية عندما تصل رسالته ü نعم وصلت الرسالة للوالي والتي -عندما صدرت في الصباح - ربما تحمل في طياتها نقداً له وكنت أعرف تماماً أنني ضيف عليه في المساء!! وأعرف أكثر أنه قاريء ممتاز!! وينفعل بايجابية بما يرد في الصحف وهذه هي صفات رجل الدولة الحقيقي في فهمه وتقديره للصحافة وتعريفه لها بأنها ساعده الأيمن في الحكم (الرشيد) و(عينه) - ولا نقول يده التي يبطش بها - التي من خلالها يرى أحوال الرعية!! ومثل هذا الفهم الراقي والمتقدم في العلاقة بين الصحافة والسلطة سيجعلنا بلا شك نعض بالنواجز ونذهب في ذات الاتجاه المؤمن برسالة الصحافة والتزامها «بخط سير» قدسية الكلمة وشرفها وصدقها. أما البصات موضوع الندوة فلن أتكلم عنها في هذه الزاوية ومع ذلك أتمنى صادقاً ألا يهزم الجدل «الكثيف»، حولها في صفحات الصحف والذي لا أرى ضرورة له، مشاريع النقل الكبيرة التي نحلم بها في الخرطوم والمتمثلة في البصات النهرية وقطارات السكك الحديدية «بترماجاتها» و«متروهاتها» التي ستجوب بإذن الله في المستقبل شوارع الخرطوم برشاقة وسلاسة.