أعود.. من روعة الاعياد.. وساعات.. الود والتصالح والتصافي.. إلى أتون ذاك الحب الخرافي.. والفزع الهائل.. والرعب القاتل.. خوفاً على الوطن النبيل الجميل.. أعود.. و«الساقية لسه مدورة».. أرقب الحاضر في وجل.. وأنظر الى القادم في رعب.. ونحن والوطن والشعب.. نعيش.. لحظة المخاض.. وبرهة مفصلية في تاريخ البلاد.. واليوم ولاول مرة.. أكتب لكم أحبتي.. بغير الحروف.. وتماماً مثل صديقي عبد العزيز جمال الدين.. الذي ألجم الوله ومواجهة المحبوب لسانه.. فطفق يقول.. حتى الكلام لو جيتنا ما بنحكيهو بي نفس الحروف.. وحروفي.. أحبتي ليست مثل ذلك.. نرجو منكم.. إعمالاً وعصفاً.. هائلاً للذهن.. حتى تتبدى.. كلماتي ناطقة.. وحتى تتكشف روحي عارية.. وندخل في الموضوع.. ونضرب بالمجداف.. أول ضربة.. في الموج.. وقد (تحاومت) كثيراً.. في ساحات عدة.. بحثاً عن عنوان.. لموضوع اليوم.. كان الخيار.. بين أن يكون عنوان العمود.. بين الأمس والحاضر.. وعنوان يسمى «اضاءة وظلام».. وفجأة.. حضر كما (الخضر) صديقي.. وحبيبي.. الاثير جداً.. الانيق جداً.. المقاتل الثائر جداً.. الناطق باسم الغلابة «وكلو زولاً حقو راح» الوديع الابيض.. الصارم العنيد هاشم صديق.. حضر هاشم وحضرت معه حروفه المزهوة.. والتي ابداً يكتبها.. باطراف اسنة وخناجر.. واحياناً من دم يفيض من المحابر.. ومرات بدموع بكاء ونواح.. «مسكينة».. انتاشتها أسنان الظلم الوحشية.. أو بكاء رجال سحقتهم حتى الفناء.. أحذية الطغاة الثقيلة.. حضر هاشم وحضر معه العنوان الذي كم أرقني وعذبني بحثاً.. فكان.. العنوان.. هو .. المطر والحريق.. أحبتي القراء.. لا تدهشوا.. ولا تنزعجوا.. اذا كان صدر مقالي.. والذي أشرع فيه الآن.. تتصدره.. رائعة من أغاني وكلمات البديع.. الرفيع.. استاذي سيف الدسوقي ما للغناء أشرعت قلمي.. ولا دلقت مدادي.. أنا اتجه مباشرة.. الى وطني.. الى قلب ساسة وسياسة وطني.. الى شعبي.. وأمتي وبلدي.. ويغني المغني وكل يبكي على ليلاه.. فلندع كلمات.. الشاعر المجيد «الدسوقي» تكون استهلالاً.. بديعاً.. للذي أود أن أقول.. وذاك الذي أرمي اليه.. كيف لا وأنا أقلب صفحات من تاريخ بلادي.. لاجد (المطر).. يهطل على أرض السودان الخصيبة.. رجالاً.. كتبوا.. بالطهر والطهارة.. وعفة اليد.. والزهد والامانة والصدق.. وابلاً.. يحيي الارض.. وينبت الزرع بعد موات.. فدعوا «البلابل» يغنين المشاعر.. والحبيب.. ودعوني.. أرجو وصالاً وعودة مستحيلة لاولئك الذين كتبوا.. البدائع والروائع من صفحات التاريخ.. والعذر و«السماح» أولاً واخيراً.. لاستاذي سيف الدسوقي.. و.. ودارت دورة الايام ونحن مع الزمن اغراب... متين تتحقق اللقيا متين يتقابلوا الاحباب شربنا دموعنا ما روينا حملنا الشوق ملانا عذاب.. وقلنا نجرب الصحراء حنينا بقالنا كلو عذاب.. قليل في حقك المشوار بدور من أجلك أمشي كمان.. تحفى رجولي تقطر دم وأصبح في الطريق عطشان.. محبة كبيرة في قلبي ودعوة تمجد الانسان.. وانت نموذجي الطيب.. نموذج يلهم الفنان.. والى «بكرة».. لافصح لكم عن تلك النماذج الشاهقة بالاسم.. والحكاية.. والموقف.. وهي صفحات.. من الفخار.. والعفة والمجد.. والابهار.. وروعة المسؤول السوداني الرهيب.. العظيم.. أنهم المطر.. وستعرفون أنهم المطر.. وسأطلب منكم لاحقاً أن تحدثوني.. عن «الحريق».. فالى الغد.