تعتزم ولاية جنوب كردفان تقديم وجه آخر لنفسها وهي تقيم أسبوعاً ثقافياً بمحلية القوز رابع أيام عيد الفطر المبارك.. حشدت له الولاية كل التراثيات المحلية من ضروب الغناء، والمصارعة، والنقارة، والكمبلا، وكل ثقافات المجموعات السكانية العابرة للولاية وتلك المقيمة بها. أسبوع محلية القوز الوليدة بجنوب كردفان واحد من عبقريات مولانا أحمد هارون، الذي عبر بالولاية من محطة النزاع والتشاكس السياسي والخطاب الاحتجاجي الدائم في وجه المركز، لمرحلة النهوض بقاعدة التنمية والتطور من خلال مشروعات الطرق والبنية التحتية، إلى أن بلغت الولاية مرحلة أن تغني للسلام وتفرح في الأعياد، بالمواسم الثقافية لإحياء تراث إنساني كاد أن يندثر ويغمره النسيان، وعبقرية مولانا هارون في توليف الأشياء التقت برؤيا معتمد حديث تجربة بالعمل التنفيذي، ولكنه نافذ بصيرة في إدراك الأشياء، مسنوداً بخبرة وأفق الأستاذ الجامعي، حيث مثل تعيين السيد د. عبد الرحمن الشريف محطة جديدة، تسعى الآن لتقديم وجه ثقافي لكردفان الجنوبية. وزير الثقافة السمؤال خلف الله القريش أختار الوقوف أمام والي جنوب كردفان، وهو يتبنى تمويل الأسبوع الثقافي من المال الاتحادي، والدعوة لتطوير الأسبوع الثقافي لمهرجان سنوي، قد يقتفي آثار مهرجان أصيلة في المغرب، الذي نهض على أكتاف وزير الدولة بالخارجية السابق محمد بن عيسى، حتى شمخ وتلألأ في الآفاق البعيدة والقريبة، وسارت بأخباره ركبان الأعراب والأعاجم. وحينما تدعم الدولة الفعل الثقافي تنمو الثقافة وتزدهر، فلماذا لا نجعل من الثقافة مدخلاً لخدمة السياسة، فالغناء والمصارعة وطبول النقارة تؤلف بين القلوب أكثر من خطب السياسيين وأبواقهم التي لم تحصد منها البلاد إلا الإملاق بعد الأخلاق!! والسلطة السياسية والتنفيذية والتشريعية تعهدت بالحضور، مثلما أجزلت العطاء في الدعم بسخاء، وفي مقدمة الواصلين لديار محلية القوز في نفحات العيد المبارك مولانا أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان، ود. سلاف الدين صالح مفوض نزع السلاح في الشمال، وحينما يصبح المسؤول عن نزع السلاح في خدمة الثقافة فإن العنف يكمن بطبيعة الحال في القلوب لا في الآليات العسكرية؛ فلا عجب أن سار د. سلاف في مقدمة الذين يرفعون من شأن التراث القديم، لمخاطبة الحاضر والقادم من السنين. مهرجان القوز الثقافي يجمع الشمال بالجنوب، وقد مد مولانا أحمد هارون بطاقات الدعوة لولاية الوحدة، حتى تشمخ ثقافات النوير مع ثقافات البقارة، والأبالة، والنوبة، في مهرجان يجزم القائمون على أمره بأن نجاحه شئ أكيد.. فهل تسجل جنوب كردفان أهدافاً في المرمى الثقافي، بعد أهدافها في التنمية، والسياسة، وحسن التعايش وجميل صنع الشريكين بعد أن بدّلا أمسها الغابر بوجه جديد!!