وعدته البنفسجة وغابت ، سكبت في ماعون أيامه دفق الإلهام ،علقت على شرفته فوانيس قوس قزح ، لكن تغيرت ساعة الوقت ، و(جرت الرياح بما لا تشتهي السفن ) ، هربت من مواعيده الباكية ، مواعيده المصلوبة على عصب سمفونية الحزن ، أضحى وحيدا مثل سحابة بيضاء في ليلة أسيفة ، مل من تناول وجبة الإنتظار ، بعثت له أخيرا رسالة إعتذار ، تضمنت أن ظروف السفر ، وهوجة المطارات والبرد وتداعيات أخرى منعتها من الحضور ، أوووووه ما أتعسك أيها الرجل ، دعته الا يطوي السجادة الحمراء ، فالوقت ما زال طازجا مثل غيمة في أول الصيف ، طلبت منه أن يسجل في ( روزنامة ) قلبه تغريدة بطعم الغياب ، رغم كل ذلك ظل الرجل ينتظرها ، كان يضع قلبه على صدره كلما ضج هاتفه النقال بالرنين ، لكن في النهاية حدثه قلبه أنه عز المزار ، ولا (مزار ) أمسك تمرة قلبه بخيوط الصبر ، إستعاد من شجرة أيامه الهاربة ، نص ( عز المزار ) بصوت سيد الغناء السوداني الراحل مصطفى سيد أحمد رحمه الله ، هذا النص كلما إستمع إلى دفقه لا يمتلك غير البكاء ، في بعض مقاطع النص يتصاعد النشيج مثل سمفونية في قطار يتأوه في آخر الليل ، تسلق الرجل إحباطاته وكتب في كراستها الإلكترونية مقاطع تحرك عربة الشجون في الدواخل شايلاهو وين النيل معاك عصفوره جنحاتا النجوم وأنا بي وراك بسأل عليكي مدن .. مدن وأعصر سلافة الليل حزن وأسال عليك في المنفى في مرفا السفن يوووووووه .. يخرب بيت سنين الكلام ، أنتظر البنفسجة على جمر الصبر ، حرك أوتار قلبه ، فتح طاقة في المدى المزحوم بمشغوليات الحياة ، غير أن كل الوجود تحول في واقعه إلى صمت كبير ، صمت مزمن مثل شجرة تعلق نجوما باكية على أفرعها ، بدأ يضج ويكتب في دفاتر أيامه بوح من ينابيع القلب ، لكن ظلت اللئيمة صامدة ، وبعدها تمشت في مساراته رياح أمشير ، عرف أن قلبه لا يصلح لإستضافة بنفسجة أخرى لأن هناك بنفسجة (وحيدة ) باذخة ، وباهرة حد الترف توقع في يوميات قلبه لحن الوفاء أقصد لحن الحياة .