إرتقاءً بثقافة السياحة لدى المواطن السوداني وتكريساً لمفهوم وحدة السودان عبر الفعاليات الثقافية الفلكلورية والتراث القومي و«الشعبي».. وإبرازاً لامكانات السودان السياحية الهائلة الطبيعية والثقافية والتراثية.. دشن الباشمهندس «محمد عبد الكريم الهد» وزير السياحة والآثار والحياة البرية.. «وزارة السياحة».. فعلياً لأول مرة في السودان.. بعد أن كان «لا يسمع لها ركزاً».. صمتت الوزارة دهراً.. ولكنها نطقت معرض السودان العالمي للسياحة والتسوق.. قفز الباشمهندس بالزانة.. وفات الكبار والقدرو وقِبل التحدي.. وبذل الجهد.. وكشف عن طموحه الوثاب وهو يجرتق نفسه عريساً.. للسياحة.. و«يرفع الفركة» ليكشف عن حسن وثقافة.. وإرث تاريخي تليد.. يعرفه الجميع، لكن لا أحد تقدم ليخطب تلك الحسناء ويطلب ودها.. «هو فعل» لا بل دعا وتنادى بالعشق.. وجاهر بالمحبة «عالمياً» وقال أنا سوداني.. تلك بلادي.. شاركوني روعتها.. والسياحة صناعة.. تحتاج لشركاء.. ولا يكفي وجود المعالم.. والمكونات السياحية.. فالأمر أكبر بكثير من وزارة ووزير.. صحيح أن على الوزارات التخطيط والارتقاء بالخدمة والاستفادة من الموارد.. والابتكار.. لكنها وحدها مهما فعلت.. وبذلت.. لن تحقق الأهداف المنشودة بلا تكاتف الجهود.. مع القطاع الخاص.. والتوأمة مع المؤسسات الحكومية.. والأهم مع المواطنين... لنشد بلا شك من أزرك سيدي الوزير.. فالألف ميل يبدأ بخطوة.. تأخرت الخطوة، ولكن سيكتب لك التاريخ الذي ينصت باهتمام.. بأنك أنت من بذر البذرة وفتح أبواب السودان السياحي على مصاريعه حتى ولو صاحب التجربة بعض الاخفاقات والعثرات، فحتماً سيكون التقويم والقياس للتجربة هو الأساس الذي تبنى عليه التجربة الثانية، والتي حتماً ستكون أكثر نجاحاً.. للإعلام دور مهم في الترويج للسودان السياحي.. والأمر يقتضي التوعية للمواطنين وللأفراد لعكس الوجه الحضاري للسودان أولاً بالتعامل مع الأجانب والزائرين.. وثانياً «بالنظافة».. والحث عليها.. وثالثاً بتكثيف الإعلان عن هذه التظاهرة الجديدة في النمط، والتي إذا حققت نجاحاً حتماً ستكشف عن ساق بلقيس.. وسيأتيكم في كل عام الهدهد بنبأ أن السودان أصبح قبلة السياحة. ü زاوية أخيرة السياحة مورد مهم للنقد الأجنبي لم يستغل بعد بوجهه الصحيح، حانت الفرصة.. لنلحق بكثير من الدول التي لا تضاهينا حضارة، لكنها تفوقنا في الطموح.. برافو وزير السياحة ضربة معلم..!! إعلان رئيس الجمهورية المشير عمر البشير عن عدم نيته في الترشح للرئاسة مرة أخرى .. إلا أن الجديد فقط إنه قال (كفايه).. التكرار يؤكد أن الرجل صادق فيما قاله.. حتى لو لم يصدقه محبو السلطة أو المهووسون بها، أو الذين يأتون للسلطة بالورثة أو الحالمون بها أو أصحاب المصالح المرتبطة ببقاء البشير.. ولعل الرجل صاحب الكارزما التي استطاعت أن تقنع حتى أعدائه بأهمية وجوده في الرئاسة، وقد تم اقتراح ذلك عندما دعوا لحكومة قومية.. ولعلنا نتفق مع الجميع على أهمية بقاء البشير في الرئاسة لحين... نعم لحين ترتيب أوضاع الحزب، حتى يتهيأ له نائب أو خليفة واضح ومدرب على الرئاسة ومتفق عليه من كل قيادات وعضوية الحزب وحتى لا يخضع ذلك للمزاج أو للظروف أو (لجماعات الضغط)، أو للقبلية أو المؤسسة العسكرية.. بل أن ذلك يجب أن يكون ديدن كل الأحزاب السياسية، حتى لا نكون من الذين يعتمدون سياسة اليوم باليوم، أو تكون قراراتنا وليدة اللحظة.. هذه نقطة.. أما النقطة الثانية فهي وضع دستور دائم للسودان يحكم كل الناس، وألاَّ يضع كل حاكم دستوراً مؤقتاً.. النقطة الثالثة هي وضع سياسات داخلية وخارجية لا يؤثر عليها بقاء شخص أو ذهابه.. وتكون مطالبات المواطنين معروفة وحلولها محددة، حتي لا يكون حمل السلاح وقتل الأبرياء وسيلة لتنفيذ المطالب.. وظني أن ذلك ليس ببعيد خاصة إذا عمل السياسيون على التواضع في الدستور على كيفية حكم السودان بدلاً من حجوة «أم ضبيبينة» التي يعيشها السودان منذ استقلاله وحتى الآن- (ديمقراطية-انقلاب- معارضة) بعدها لن نجد أنفسنا نخشى من ذهاب رئيس أو قدوم آخر .. ولن يحدث حديثه حول ترشحه أو عدمه كل هذه الضجة.. والى ذلك الحين فليبقى البشير رئيساً، وليذهب الآخرون لسجن السياسة، وألاَّ يخرجوا منه إلا بعد إعداد الدستور الدائم للبلاد.