المغرب:حسام الدين أبوالعزائم : كنت ضمن الوفد الإعلامي المرافق للإتحاد العام للطلاب السودانيين،للمشاركة في المهرجان الثقافي الأول لتكريم علماء السودان بروف عبدالله الطيب،والروائي العالمي الطيب صالح - رحمهما الله - والشاعر محمد مفتاح الفيتوري،والعلامة الإسلامي والمفكر محمد أبوالقاسم حاج حمد،وكان برفقتي الأستاذ أسامة عبدالماجد رئيس القسم السياسي بالزميلة الأهرام اليوم،وفريق النيل الأزرق وضم الأساتذة ماهر عبدالرحيم في الإخراج والتصوير كان إبراهيم حامد،والمذيع المثقف والحبوب حذيفة عادل،ومعنا الأساتذة د.الصديق عمر الصديق العلامة المعروف،وبروف عبدالقادر جادالرب عميد الآداب بأم درمان الإسلامية،وعبدالقادر سعيد حامد ممثلا لخريجي الجامعات المغربية،والأستاذة جوهرة عبدالله الطيب والأستاذة فدوى إبنة أخت البروف عبدالله الطيب؛والفنان القامة حمد الريح والعازف الفحيل،والصاعد الحارث حمد الريح،والفنان الشاب صاحب مرثية (محمود عبدالعزيز) حسين حمد،وأعضاء فرقة الإبداع الطلابي..وسبقنا لترتيب وتوفيق أوضاعنا الدكتور منذر المصيرف أمين العلاقات الخارجية بإتحاد الطلاب.. وصلنا كازبلانكا بعد رحلة طويلة بطيران الإمارات - أريتو حال سودانير- مرورا بإمارة دبي.التي مكثنا فيها حوالي السبع ساعات،إستقبلنا مسؤول العلاقات العامة بسفارتنا الأستاذ ناجي عزالدين،لنتوجه بعدها لتناول الغداء بمطعم مغربي؛بمرافقة جميع أعضاء المكتب التنفيذي لإتحاد الطلاب السودانيين بالمغرب،ليتم بعدها تقسيم الوفد السوداني لمجموعات،وكان نصيبي أن يرافقني الأساتذة أسامة عبدالماجد وغسان علي عثمان مقدم البرامج المعروف،وفنان الشباب حسين حمد،وتوفيق جمعة المسؤول السابق بإتحاد الطلاب،ود.منذر المصيرف،وعدد من طلاب المغرب،منهم قتيبة العمرابي،وعمر حامد والبشير فتح الرحمن؛وهم من رافقنا وسعدنا بذلك.. السفارة جوه الفيلا... كان وصولنا يوم السبت قبل الماضي؛ولطول الرحلة تم التنسيق بأن تكون البداية للمهرجان الثقافي يوم الإثنين،وسعدنا بزيارة السفير د.علي الطيب والمستشار د.أحمد المبارك في الفيلا - مقر إقامتنا - والتي كانت بضاحية (أكدال) زنقة القصار،وهو من الأحياء الراقية بالعاصمة المغربية،وقال لي الزميل أسامة عبدالماجد أن هذه لفتة رائعة من السفيرين؛وذكرني بزيارتنا للقاهرة وعدم الإهتمام الذي واجهنا من سفارتنا هناك أيام عبدالرحمن سرالختم،ونظرات التعالي التي رمقنا بها ملحقنا الإعلامي وقتها بابكر حنين.! شاعر أفريقيا المتجول البداية كانت ندوة عنوانها (محمد مفتاح الفيتوري..شاعر أفريقيا المتجول)وأقيمت بمعهد الدراسات الأفريقية بالعاصمة الرباط؛وترأسها مستشار السفارة السودانية د.أحمد المبارك- تملكنا الحزن بغياب شعارنا لإجرائه عملية جراحية- وحضرها سفيرنا د.علي الطيب،والسفير الفلسطيني؛وإبتدر الندوة بعد الكلمة الإفتتاحية الأستاذ نجيب العوفي،وقال أن الفيتوري يمتلك درجة كبيرة من الوعي الكتابي،ويسبح في عوالم من الثراء الشعري،وهو قبل ذلك مسكون بحرارة السودان...وقدم له قصيدة عرس السودان،وأفريقيا وتحت الأمطار..وختم حديثه بأن الفيتوري وبضربة معلم أدخل أفريقيا عوالم الشعر،في الوقت الذي تملكت فيه الأحزان القارة السمراء مدير معهد عبدالله الطيب وعالمنا ومفخرتنا د.الصديق عمر الصديق كان الثاني في الحديث،ليقدم ورقة تحمل السيرة الشعرية للفيتوري،ذاكرا أنه ولد في دار مساليت في العام 1930م وقيل في العام 1928م،وأضاف عالمنا د.الصديق أن الفيتوري سمى نفسه إبن الفيتوري حبا وتيمنا بالشاعر إبن الرومي،وذلك عندما كتب أول أشعاره،وعن جيله (الأربعة السود) الجيلي عبدالرحمن،محي الدين فارس وتاج السر الحسن؛قال الصديق أنهم من من نقل شعر العروبة للسودان..لينطلق بعدها الحديث عن صوفيته وتأثره بالتجاني يوسف بشير،أعقبه د.إدريس الملياني نائب رئيس إتحاد الكتاب المغاربة واصفا الفيتوري بالمبدع وعن قصيدته الزهرة التي تصنع ثورة عربية ونظمت في الخمسينيات، قال أنه ألقاها في روسيا وأصبحت إحدى مقرراته الدراسية،وظل يلقيها لطلابه حتى الأن.. أمسية اليوم نفسه أقيمت ليلة ثقافية بمسرح (باحنيني)بقاعة وزارة الثقافة بالرباط،بحضور وزير الشباب والرياضة صديق التوم،والبروف عبدالرحمن القرشي وزير الثقافة بالجزيرة والسفير د.علي الطيب والمستشار د.أحمد المبارك،ورئيس الجالية د.عمر زكريا.. وأعضاء إتحاد الطلاب السودانيين بالمغرب وقدم فيها الطلاب السودانيون بالمغرب فواصل كوميدية،وغنائية وشعرية،وبعدها قدم أعضاء فرقة الإبداع الطلابي فاصل غنائي وتراثي،ليعتلي الطلاب الفلسطينيون المسرح في مشاركة تراثية تجاوب معها الحضور،وتلاهم على خشبة المسرح الفنان الشاب حسين حمد والفنان الصاعد الحارث حمد الريح،وكان ختامها الفنان الكبير حمد الريح والذي تجاوب معه الحضور السوداني والمغربي والجنوب سوداني والجالية الفلسطينية والموريتانية الذي ضاقت به جنبات المسرح.. الجابري يستضيف الطيب صالح يومنا الثاني بدأ عند الساعة التاسعة صباحا بالمكتبة الوطنية بقاعة محمد عابد الجابري،إحتفالا بالروائي العالمي الطيب صالح،وعنوان الندوة هو (قراءات في اعمال الطيب صالح) وأدار الجلسة الصحفي والإعلامي الأستاذ غسان علي عثمان،مستضيفا الوزير المغربي الأستاذ محمد بنعيسى،والذي قدم الورقة الأولى،معتزا بصداقة الطيب صالح؛والذي كان يسميه (سيدي الطيب) وهو من تعرف عليه بالدوحة في العام 1978م من أجل مناقشة مشروع (أصيلة)..وله الفضل في أن يستمر مهرجان أصيلة حتى الأن،وسرد بعضا من مناقشاته مع الشاعر السنغالي سنقور ومجادلاته حول الإسلام،وأيضا لقاؤه بالشاعر والأديب الكنغولي شيكاكا،وجابر عصفور ولطفي الخولي،والبرازيلي جورج أمادو ليرقص معه محتفلا بعيد ميلاده الثمانين بجلبابه الأبيض وعمامته المميزة..ووصف بنعيسى الروائي الطيب صالح ب(ضمير جيل) فقد كان المطور والمجدد ليترك قرءه أحرارا يتجولون في شخوص المعاني ومتغولين في سراديب المعاني..الوزير بروف القرشي والذي قدم الأعمال الكاملة لأديبنا الراحل غاص في علاقته الوجدانية بالراحل؛ليفاجئنا بأن هناك كنوزاً لم يتطرق لها النقاد وهي مقالاته الصحفية،والتي نشرت بمجلة المجلة اللندنية وبلغت حوالي ال(2500) مقال..وقال أن الطيب صالح كان صوفيا ومتبحرا في السيرة النبوية،عكس ما أشيع عنه بأنه يغوص في العلمانية..د.حسن بلشكر الأستاذ بجامعة بن قنيطرة تحدث عن الأديب العالمي بعيون النقاد المغاربة،ذاكرا أنهم لايتخطون الطيب صالح عند ذكر الأدب العربي والأفريقي والعالمي،فهو صفحة ناصعة تستحق الإحترام،وهو الأسم الأكثر شيوعا في الجامعات المغربية ولهم آلاف الدراسات والرسالات عنه..ليختم حديثه بأن رحيل الطيب صالح ونجيب محفوظ والبياتي ودرويش فقد عظيم للأدب العربي..د.عبدالعال بوطيب من جامعة مكناس؛أوفيأدبينا حقه وكان خير المتحدثين جميعا ليوافق بروف القرشي أن هناك جوانب مخفية في أدب صالح؛منها القصة،ضاربا ب(دومة ودحامد) مثالا..فهي اليتيمة التي تركها الأديب السوداني،مذكرا بأنه تابع صالح منذ الصغر عبر برامج البي بي سي اللندنية،قائلا أنهم ككتاب ونقاد لاينبغي اختزال كنوز وإبداعات الطيب صالح فقط في الرواية.. مداخلات عديدة جاءت من الحضور،تلاها فاصل غنائي من الحارث حمد الريح وبعدها تم تكريم إبداع الطيب صالح من الإتحاد العام للطلاب السودانيين بالمغرب وخريجي الجامعات المغربية..بحضور الوزيرين التوم والقرشي وسفيرنا د.الطيب،ود.منذر المصيرف ممثل طلاب السودان،والبشير ممثلا لطلاب المغرب.. مشاهدات السفير د.علي الطيب قال أن وزير الشباب المغربي أحمد أوزيل قد تحسر سابقا عند لقائهما به هو والوزير صديق التوم بضعف التبادل والتعاون بين البلدين،ليبشر بأن الأيام القادمة ستشهد مزيدا من التعاون إنطلاقا من منح مناجم للتعدين المغربية مربعات مقدرة إضافية لزيادة نشاطها،وأشاد السفير بمهرجان الطلاب واصفا إياها بأنه الأضخم والأول بصناعة سودانية. جوهرة عبدالله الطيب أفرحها تكريم البروف؛هي والأستاذة فادية مصطفى إبنة شقيقته،حتى أنها أفضت لي بأن ماعجز عنه الكبار فعله الصغار،وأسعدني سؤالها عني وعن صحتي خاصة وأنها (طلعت) زميلة (سكري)..وذكرتني بحنية وعطف الحبوبات السودانيات. ولازالت الرحلة ستتواصل من السودان للمغرب... فإنتظرونا..