- دائماً ما أتحسر على غياب وزارة الثقافة اتحادية كانت أم ولائية عن قيامها بالدور المنوط بها ووقوفها في المدرجات الشعبية تتفرج في المجهودات الفردية لقبيلة الإبداع، ولكنها لا تقدم أية مبادرات لتحريك الساحة الثقافية، حتى أننا بتنا لا نعرف حقيقة المشكلة داخل الوزارة.. فهل هي أزمة مالية أم أزمة أفكار.. رغم أنها تضم في هيكلها الوظيفي «جيشاً» جراراً من الموظفين.. ماذا يفعلون وما هو دورهم.. لا أدري في ظل غياب الوزارة عن القيام بدورها.. لذلك حرصت على متابعة حديث وكلمة السيد وزير الثقافة الاتحادية الدكتور أحمد بلال عثمان باهتمام كبير خلال حفل افتتاح مهرجان البقعة بالمسرح القومي، عسى ولعل أسمع منه خبراً يبشر بنشاط ثقافي قادم للوزارة.. ولكن خاب ظني كالمعتاد.. فحديث السيد الوزير كان عبارة عن خطبة عصماء لا جديد فيها.. ولكنني دهشت كثيراً عندما قال في كلمته «لا مستقبل بلا ثقافة».. فقلت الحمد لله إن السيد الوزير ما زال يعرف ويذكر ذلك.. ولكن طار السؤال من لساني مباشرة وقلت ولكن سيدي الوزير أحمد بلال ماذا فعلت أنت للثقافة حتى الآن.. رد الله غربتها. - قرأت تصريحاً مضحكاً للفنانة-تقريباً- أفراح عصام تتحدث فيه عن الغاء الحفل الخيري بالمسرح القومي المشاركة فيه برفقة الفنانين حسين الصادق ومحمد الجزار، وقالت السيدة أفراح لا فض فوهها ولا خاب حاسدوها «أنفي أن يكون سبب الغاء الحفل لضعف الحضور الجماهيري، بل هو سوء تنظيم وعدم الإيفاء بالتزامات الفنانين من الجهة المنظمة».. هذا نص حديث السيدة أفراح.. أولاً بصراحة عاجباني ثقة أفراح في نفسها، عشان ما داير أقول فاكاها في روحها.. لأنها مفتكرة انو عندها جماهير- مبروك- عملتي شنو ولا قدمتي شنو يا أفراح عشان يكون عندك جمهور، والله انتِ بتغني شنو نحنا ما عارفين.. ثانياً أوافق أفراح في حديثها تماماً بأن سبب الغاء الحفل هو سوء تنظيم، عشان لو ما كان سوء تنظيم أصلاً واختيار، أنتِ ما فنانة جماهيرية بتنجحي حفلة- والّا شنو- وبالمناسبة لو راجعنا تصريحات أفراح عصام وحواراتها في الصحف، وحسبنا كلماتها وقارناها بالقصائد التي غنتها- وليس شوهتها- إن جاز التعبير، فنجدها بلا شك تغني في صفحات الصحف فقط.. أريحينا من طلتك المسيخة دي. - أعجبت كثيراً لحديث شاعرنا الجميل إسحق الحلنقي وهو يتحدث عن الشاعر الشاب محمد ديكور في حوار الزميل سراج الدين مصطفى في الزميلة الغراء «فنون»، واستطيع أن أقول إن الحلنقي بحديثه هذا هو أول من أنصف الموهبة الكبيرة التي يتمتع بها محمد ديكور، والتي فجرت عدداً من الأغنيات الجميلة في الساحة الآن، ولكن ديكور يعف عن الحديث عنها ويعمل في صمت الكبار، كشفه الحلقني عندما قال عنه: «محمد ديكور يمثل بالنسبة لي الكثير.. فهو شاعر وملحن يفهم طبيعة الشعب السوداني رغم أنه ظلم لأنه كتب أغنية «سنتر الخرطوم»، وينسب بعض الغناء الهابط له.. ولكنني أعتقد بأنه يقدم في أغنياته نقداً اجتماعياً لما وصل إليه المجتمع السوداني عن طريق مفردة مباشرة وبسيطة.. وأنا أحب محمد ديكور لأنه يمنحني لمحة من أيام الشباب».. ولا استطيع أن أرد على الحلنقي إلا بكلمة واحدة بأنني وبصورة خاصة ديكور يمثل لي الكثير. - طالعنا خبراً يبشر بعودة الفنانة- إن جاز التعبير- إيمان لندن من رحلة فنية استمرت لعدة شهور حتة واحدة كدا، يا ربي إيمان رحلتها الفنية عرّفت العالم بالغناء السوداني ولا لسة في الشهور دي.. للأسف الشديد أنا والحبيب محمد الطيب الأمين ما بنعرف حاجة عن إيمان لندن ويوماتي بنسأل بعض عن أنها بتغني شنو!!.. فنرد سوياً «نيڤى»، وبرضو ما بنتابع أخبارها بس بنسمع أنها جات وسافرت.. قدمت شنو وأضافت شنو ما معروف، وإنتاج ما في، عشان كدة بعد ده ضروري جداً نعمل مؤتمراً صحفياً نتحدث فيه عن ضعف الأصوات الغنائية النسائية في الساحة، وابتعادهن عن الإنتاج الفني، وتفرغهن للغناء عبر الصحف. - لا أدري حتى الآن ما هو تعليق السادة في مجلس المهن الموسيقية والمسرحية عن ارتداء المغني أحمد بورتسودان «لحلق» في اذنه كتقليعة جديدة.. فهل هو غير مدرج في قائمة المجلس.. أم أن المجلس سوف يعرضه للعقوبة؟!!.. ولكن بعد حادثة فنان الصافية الذي ارتدى ازياء وملابس نسائية بكل مستحضراتها، أعتقد بأن ارتداء فنان «لحلق» سوف يصبح عما قريب أمراً عادياً، لأن عقلية معظم الفنانين الشباب يعتقدون أن مثل هذه التقليعات الغريبة تصنع منهم نجوماً.. بالطبع نجوم من ورق، تأخذهم أضعف ريح وتلقي بهم بعيداً، فالغناء يا سادة في بلادي أصبح ارتداء حلقان، وسلاسل، وأساور، وملابس نسائية، لذلك نجد العذر لأنفسنا تماماً بأننا لا نستمع أو نتابع لأعمال أبناء جيلنا من الفنانين الذين مثلوا بنا ولم يمثلونا، والحمد لله مازالت آذاننا محتكرة لأصوات وأغنيات وردي، وعثمان حسين، وابو عركي البخيت، وكل الفنانين الكبار. وأكثر ما أضحكني أن المغني أحمد بورتسودان قال.. إن هذه الصورة مدبلجة وتعرض في شكل مؤامرة لتشويه سمعته، يمكن يا أحمد الدبلج الصورة دي عايزك تشتهر بذلك، وسعى لأن يقدم لك خدمة بعد أن عجز صوتك تماماً عن الوصول الى آذاننا. انتو أحمد الصادق ده لسة بغني ولا اعتزل وقطاروا دور حديدو مودعاً دنيا الغنا. و.. و.. و.. وقت شفتك شعرت الرعشة من صوف راسي لي كرعي ومن الساعة ديك يا السمحة ولع فيني جمر الغي كتمت الريدة ما شافوها ناس الحي وقلت الجنة عاد إن شاء الله ما يقسن دروبها عليّ