أكد الأستاذ على عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية أن السودان سيظل يفتح أرضه وقلبه لأبناء القارة الأفريقية للنهضة بها في مجالات الصحة والتعليم والأمن والسلم، مشيرا الى أن تعزيز التعاون الأفريقي أساس ركين في سياسة السودان الخارجية. وقال في مفتتح الندوة الدولية حول الإسلام في إفريقيا التى نظمتها رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع منتدى النهضة والتواصل الحضاري وجامعة امدرمان الإسلامية بقاعة الصداقة أن إنفصال الجنوب جعلنا ندرك خطر الإنقسام والإقتتال، مشيرا الى أن ذلك يوجب علينا أن نحسن خطاب الأفارقة للحفاظ على وحدتهم وكيانهم الأوسع لينهضوا لمواجهة تحديات القارة. وقال أن محاولات تقسيم القارة الى شمال وجنوب الصحراء هي محاولة للتجافي من أفريقيا العربية الإسلامية التى يظنونها خالصة للمسيحية والأديان المحلية، داعيا للتصدى لهذه المحاولات التى ترمى لإضعاف أثر الثقافة الإسلامية العربية في المكون الثقافي والنهضوى لإفريقيا. وطالب طه بإنتهاج المدخل الرفيق الى عقول وقلوب الأفارقة لقبول دعوة الإسلام، مشيرا الى أن إفريقيا قارة واعدة في المستقبل، وقال:« لابد أن نركز على النهضة بمسلمي إفريقيا لإخراجهم من الجهل وإضطراب الأحوال». من جانبه وصف د. عصام أحمد البشير رئيس مجمع الفقه الإسلامي والأمين العام لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري إفريقيا بأنها قارة المستقبل والإسلام، مشيرا الى أن أكبر تحديات القارة هي إحسان إدارة التنوع العرقي والجهوي والطائفي والمذهبي ليكون إختلاف تنوع و خصوبة لا إختلاف تضاد، يُنذِر بذهاب الريح. وشدد البشير على ضرورة الإنتقال بقارة إفريقيا من دائرة الإمكان الحضاري الى دائرة الفعل الحضاري، وتعزيز الوسطية في دعاة وشباب القارة، والانتقال من الرؤية الجزئية لقضايا القارة الى الرؤية الكلية الشاملة. من جانبه إعتبر د. عبد الله بن عبد المحسن التركي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي أن ضعف الإمكانات والقدرات البشرية المؤهلة هي أكبر تحديات الاسلام والمسلمين في افريقيا، مشيرا للتحديات الأخرى مثل عدم التعايش بين المسلمين وغيرهم في الوطن الواحد، ودعوات الإنفصال وعدم اجتماع الكلمة. ولفت التركي الى تجارب السودان في الحوار والسلام وإستيعاب الآخر والنظرة البعيدة للقضايا ، وقال:" نعتز بالسودان وتاريخه وجهوده تجاه إفريقيا والإسلام عموماً"، معرباً عن أمله في تعاون كل المؤسسات الدعوية والفكرية الفاعلة في السودان مع رابطة العالم الاسلامي لمواجهة تحديات الاسلام في افريقيا. ووصف التركي نزعات العنف والتطرف في بعض دول إفريقيا بأنها تسىء للإسلام والمسلمين، وتظهر الاسلام بأنه دين غلو وتطرف، لا دين تعايش وأخوة. كما تحدث في حفل الافتتاح كل من مدير جامعة أم درمان الاسلامية ونائب مدير جامعة جزر القمر، وقدم د. التركي هدية للنائب الاول لرئيس الجمهورية عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة المشرفة، التى تصنع من الحرير الطبيعي وخيوط الذهب الخالص.