دعاء محمد محمود الأستاذ صدقي مطر يعتبر أحد الأعلام السودانية الخفاقة، التي ترفرف عالياً في سماء بلجيكا، فهو يشغل رئيس جمهورية الصداقة الأوروبية ببروكسل، كما أنه من كبار رجال الأعمال هناك.. التقته «آخر لحظة» في دردشة خفيفة عن طبيعة الحياة هناك، ودور الجمعية الى جانب أهدافها.. ولم يخل حديث مطر عن بعض الطرائف والمواقف التي مرت به.. إلى جانب ما منحته له طبيعة الحياة في بلجيكا فمعاً نطالع حديثه: ٭ صدقي محمد عبده مطر من مواليد مدينة الخرطوم في العام 0691م، درست المراحل الأولية بالخرطوم، ثم مدرسة الحصاحيصا، ثم مدرسة الجزيرة بركات وبعدها مدرسة مدني الثانوية، ثم هاجرت إلى يوغسلافيا لتكملة الدراسة ودرست بها فترة بسيطة، ثم اتجهت إلى بروكسلببلجيكا، والتحقت فيها بمعهد لدراسة اللغة الفرنسية، ثم درست الهندسة المدنية بجامعة بروكسل، وبعدها اتجهت للعمل التجاري. ٭ الآن رجل أعمال ببلجيكا ورئيس جمعية الصداقة السودانية الأوربية ببروكسل، وأمين أمانة الإعلام بالمجلس الأعلى للجاليات السودانية بالخارج، وعضو في الحزب الاشتراكي البلجيكي، وعضو مؤسس في الجمعية العربية الأوربية كممثل للسودان، وأيضاً رئيس جمعية الصداقة السودانية البلجيكية. ٭ جمعية الصداقة السودانية الأوربية هي دبلوماسية شعبية من أهدافها توطيد العلاقة بين السودان والمفوضية الأوربية، وتقريب وجهات النظر، ونشر الثقافات السودانية هناك، وهي لها دور كبير في كافة المجالات، وتعمل في نفس اتجاه وغايات الجمعية السودانية الاوروبية التي مقرها بالخرطوم، ويرأسها السيد جمال الوالي. ٭ بلجيكا ذهبت إليها منذ العام 4891م، ومقيم هناك، وأزور السودان بين الحين والآخر للاطمئنان على الأهل والأقارب والأصدقاء. ٭ الإنسان البلجيكي إنسان بسيط وسهل التعامل معه، فهو لا يرفض الأجنبي وليس شعب عنصرياً ويتقبل الآخرين. ٭ الجالية هي سفير السودان في بلجيكا، ولعبت أدواراً مهمة منذ تأسيسها في العام 3791م، وتعتبر من أعرق الجاليات السودانية بأوربا، وظلت تلعب دوراً مميزاً في عكس الثقافات السودانية، والدفاع عن الوطن وتحسين صورته في الخارج. ٭ خلال زياراتنا من حين لآخر للخرطوم لديّ عدة ملاحظات منها الناحية المعمارية والتخطيط، واضافة لمسات فنية واضحة وجميلة وبعضها أجمل من الموجود باوربا. ٭ لكن بصراحة فإن المدينة تحتاج للاهتمام بالنظافة والجماليات، فكثيراً ما تجد الأماكن الظاهرة نظيفة، والتي في الداخل في حاجة إلى معالجات، وأن صالة الوصول بمطار الخرطوم تحتاج لعمل لأنها واجهة السودان وهي تمثل الانطباع الأول عن السودان. ٭ أيضاً طبائع الناس هي الأخرى تغيرت لظروف وهموم الحياة، فما عادت هناك الزيارات بين الأهل إلا في مناسبات الأفراح والأتراح.. وأصبح الناس يكتفون فقط بالتلفون، مما جعل التواصل يقل بصورة واضحة. ٭ تأثرت من إقامتي هناك بالمواعيد المنضبطة الى جانب المسؤولية في العمل والتكليف، ففي مجال الخدمات عندما تريد تخليص أي اجراء لا يستغرق ساعة من الزمن.. أما هنا فالاجراءات يمكن أن تأخذ اسبوعاً، لذلك أرى أنه يجب أن يكون هناك اهتمام بالزمن، فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك. ٭ أجمل المدن مكةالمكرمة والسودان كلو جميل، ووجدانياً حلفا أجمل مدينة. ٭ من رواد الفن استمع إلى الفنان الراحل محمد وردي، وأحمد المصطفى كما استمع إلى صلاح بن البادية، ومجذوب أونسة، ومن الشباب إلى جمال فرفور، والراحل محمود عبد العزيز، ومن الأصوات النسائية ندى القلعة. ٭ أنا هلالابي ولكن مستوى الكرة السودانية تعبان، ويحتاج للمراجعة وعدم المجاملة، إلى جانب الاهتمام بها منذ النشأة، وأنا اعتبر أن الكرة الآن في مرحلة تدهور.. عالمياً اشجع ريال مدريد والبرازيل. ٭ نحرص على متابعة التلفزيون القومي وقناتي الشروق والنيل الأزرق. ٭ من المواقف الطريفة والمحرجة، اذكر أنني نزلت والدنيا كانت شتاء، وكنت البس حذاءً عادياً، غير خاص بالجليد، وكان يجلس هناك بعض السودانيين المقيمين، فقالوا لي أسرع حتى الحق «بالترام» وعندما جريت وقعت على الأرض وجاء الجميع ليراني حتى سائق الترام، والكل يقول لي «أنت بخير» فضحكت وقلت لهم أنا يادوب لي أسبوع، والسودانيون كانوا يضحكون باعتبار أنني جديد. ٭ ختاماً نهنيء توقيع السلام الأخير، والتواصل ما بين حكومة جنوب السودان والشمال، وأمنياتنا نحن المغتربين أن يعم السلام كل أنحاء السودان، وأن يتجه الناس للتنمية.. فالسودان مليء بالخيرات، وأن يتم العمل على إعادة الكادر السوداني، وأن تهتم الحكومة بتشجيعهم على العودة.. وشكرس لكل المسؤوليم في البلد خصوصاً مجلس الصداقة الشعبية وأخيراً الشكر لصحيفة «آخر لحظة» وطاقمها المتميز.