وجه دكتور صابر محمد الحسن محافظ بنك السودان المركزي كافة المصارف بالتساهل في الضمانات التمويلية الخاصة بمشروع التمويل الأصغر، مؤكداً أن التمويل التجاري يهدف إلى تنمية القطاع الأصغر والشرائح الفقيرة بالبلاد، لافتاً إلى أهمية دور المساجد والمنابر الدعوية في التوعية والتثقيف لبرنامج التمويل الأصغر، وطالب محافظ بنك السودان لدى حديثه أمس في ورشة «التمويل الأصغر لتحقيق الكفاية والعدالة الاجتماعية» بالتعاون مع وزارة الإرشاد والأوقاف والتي أقيمت باتحاد المصارف السوداني طالب بضرورة توظيف الآليات لتحقيق الأهداف المرجوة من برنامج التمويل الأصغر، مؤكداً أن المصارف التجارية هي الطاغية في القطاع المالي بالبلاد، وقال إن من أهداف السياسة التمويلية خلق فرص عمل ووظائف للخريجين وإيجاد دخل مضمون للمواطنين. مشيراً لتمكن الصيرفة الاسلامية في خدمة الأهداف الاجتماعية ومحاربة الفقر، ووجه المحافظ المصارف العاملة بتمويل الفئات الضعيفة من المجتمع وفق السقف المحدد له بنسبة 12% من المحافظ التمويلية بها، وقال إن البنك المركزي يسعى لتطوير استراتيجية التمويل الأصغر عبر تدريب الكوادر وبناء القدرات علاوة على توفير التمويل، مؤكداً أن نسبة تعثر التمويل الأصغر ضئيلة مقارنة مع البنوك الأخرى، داعياً المواطنين للاستفادة القصوى من موارد التمويل الممنوحة من قبل البنوك، وأبان محمد الحسن أن الورشة تهدف إلى توفير العدالة في توزيع الدخل للمواطنين وإعطاء جرعة من المعلومات للشيوخ والدعاة والأئمة لتوطين المعلومات في توعية شرائح المجتمع فضلاً عن إيجاد آليات لإنفاذ برامجها.من ناحيته أقر وزير الإرشاد والأوقاف بالإنابة الدكتور خليل عبد الله بأن المشكلة الرئيسية لتعامل الفقراء مع البنوك هي شروط التمويل واصفاً فكرة التمويل الأصغر بالذكية لمجابهتها قضية الفقر وذلك بإدخال نسبة كبيرة من المواطنين تحت مظلة التمويل البنكي ونوه لأن يكون المال متداولاً بين الناس بحسب نظرية الاقتصاد في الإسلام في توزيع الثروة على حد قوله.وطالب ممثل الوزارة البنك المركزي بضرورة اعادة النظر ومراجعة السياسات الكلية، لافتاً الى اهمية فتح فروع للبنوك داخل المدن الصغيرة والولايات ونشر ثقافة التمويل فيها، مؤكداً أن تمركز التمويل بالعاصمة القومية أدى الى ظاهرة الهجرة العكسية للمواطنين ، داعياً البنك المركزي لنشر ثقافة الادخار للمواطنين وأردف أن عملية الادخار تعد سمة لسياسة التمويل الأصغر. مشيراً إلى أن تعامل المواطنين عادة مع البنوك التجارية ضعيف وخاصة الشرائح الفقيرة وعزا ذلك لخوفهم من الوقوع في الربا.