في الثامن من ابريل الجاري وباديس أبابا المقر الدئم للاتحاد الافريقي تم إشعال الشعلة إيذاناً لبداية الاحتفالات الرسمية بالعيد الخمسين لتأسيس منظمة الوحدة الافريقية التي تمت تسميتها لاحقاً بالاتحاد الافريقي وهي المنظمة الاقليمية التي تضم دول القارة الافريقية، تحمل مبادئ السلام والتعاون السياسي والاجتماعي والاقتصادي من أجل تقدم ورفاهية شعوب دول القارة، وجاءت الاحتفالية الرسمية بمقر الاتحاد تنفيذاً لقرار القمة السابقة بأن يكون القام 2013 عام الافريقانية في الدول الأعضاء بالاتحاد من خلال تنفيذ برامج وأهداف الاتحاد في دولها، وأن تبدأ البرامج الجماعية بمقر الاتحاد في الفترة من 19-27 مايو القادم لتتزامن مع اجتماعات القمة وجد مشروع الاحتفال القاري اهتماماً كبيراً في دول القارة، وسارعت الحكومات بتكوين اللجان رفيعة المستوى على المستوى الرسمي وإعداد منظمات المجتمع المدني من أجل تنفيذ البرامج القطرية والاستعداد للمشاركة الاقليمية القارية بمقر الاتحاد، ويأتي هذا الاهتمام للتطورت السياسية الدولية والاقليميه التي تضطلع بها المؤسسة الاقليمية في قضايا الدول الأفريقية في مجالات التعاون الاقتصادي والسلم والأمن وفض النزاعات. إن دولة السودان ومنذ فترة تاريخية لعبت دوراً كبيراً ومتقدماً في افريقيا ومن أوائل المؤسسين لمنظمة الوحدة الافريقية، وقد ساندت قضايا الشعوب الأفريقية المستضعفة، وساندت حركات التحرير والثورات ضد الاستعمار، وأوجدت لها مكانة مرموقة في وجدان شعوب دول القارة بمساهماتها في البناء والتعليم، وبناء الدولة بعد خروج المستعمر، وقاد السودان دول افريقيا الى مجالات التعاون مع المنطقة العربية لتحقيق المصالح المشتركة بين القارتين الناهضتين. وفي السنوات القليلة الماضية، لعبت المنظمة الافريقية دوراً كبيراً في موضوعات السلام بالسودان ابتداءً من دورها في اتفاقية نيفاشا للسلام التي قادت الى قيام دولة بمسمى جنوب السودان، وهي تلعب الآن دوراً محورياً وأساسياً في مشكلة دارفور المتفاقمة في قوات حفظ السلام والبعثة المشتركة (اليونميد) التي تتعدد مهامها ما بين أمنية وسياسية ومراقبة وضامنة للاتفاقيات الموقعة بين الحركات الدارفورية والحكومة.. إن مشاكل التدويل لقضايا السودان والتي تصاعدت في عهد الإنقاذ بسبب تقاطع منهجها في الحكم مع العولمة الغربية والحوكمة التي تبنتها الدول الغربية، وأقرتها نظاماً عالمياً جديداً، وجعلت منها أساس الصداقة والتعاون مع الدول النامية بشعار الولاياتالمتحدةالأمريكية (من ليس معنا فهو عدونا) فقد وجد السودان في المنظمة القارية ومؤسساتها ولجانها المتخصصة بديلاً للمؤسسات الدولية التي تتحكم في قراراتها الدول الكبرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية. إن استدعاء التاريخ القريب لدور السودان الافريقي وريادته في القارة ومساندته لمعظم دولها إبان الحقبة الاستعمارية وفتح المؤسسات التعليمية العليا لأبناء القارة، مثل جامعة أم درمان الإسلامية، وجامعة افريقيا العالمية، وغيرها من المعاهد المتخصصة، التي تحقق للسودان مكاسب كبيرة على المستوى الاقليمي والدولي، وفي مجالات متعددة مثل العلاقات الاقتصادية والمساندة في المؤسسات الدولية والتعاون، لتحقيق السلام بغير أجندات الهيمنة التي تمارسها الدول الكبرى، بهيمنتها على مؤسسات الأممالمتحدة من مسابقات في تثبيت الهوية والانتماء الافريقي أتى أهمية الحضور الواعي للسودان في احتفالات الاتحاد الافريقي في الشهر القادم، ليس على المستوى الرسمي إنما على مستوى منظمات المجتمع المدني ذات التأثير الأكبر في علاقات الشعوب في عصرنا الحاضر، إن من بين المنظمات الإنسانية التي تمرست في المحافل الاقليمية والدولية، وأحدثت اختراقات كبيرة في منظمات المجتمع المدني الافريقية هي المجموعة الوطنية لحقوق الإنسان والتي في أكثر من مناسبة اقليمية ودولية، كانت موضوعاً لمقالاتنا.. من خلال دورها في المشاركات الخارجية ودورها في تأسيس الآليات التضامنية الافريقية، بمبادرات سودانية تبوء عضويتها لمهام متقدمة في لجان وقيادة الآليات القارية وآليات التنسيق الدولية، الخبرات المتراكمة للمجموعة الوطنية لحقوق الإنسان اكسبتها القدرة والاستشعار المبكر لأهمية تواجد المنظمات السودانية في الاحتفال القاري باديس أبابا، ووضع برنامج مشاركة شاملة في الأنشطة المتعددة في الاحتفال من خلال عكس الثقافة والفنون السودانية. والمشاركة بمعرض كبير بمقر الاتحاد، إضافة الى تسليط الضوء لسعي الشعب السوداني في تحقيق السلام والتعايش بين مكوناته السكانية، وبينها وبين دول الجوار وإبراز الخطوات الكبيرة في مضمار التنمية الاقتصادية والنهضة والتعاون الاقليمي من أجل رفاهية شعوب القارة ونواصل بحول الله ولله الحمد