(تحدث وأنت مطمئن) هى عبارة إتخذتها الأممالمتحدة شعاراً لها فى إحتفالاتها أمس الأول باليوم العالمى لحرية الصحافة ، وعنواناً لإستراتيجيتها لحماية الصحفيين عند أداء مهامهم. بينما إختار اتحاد عام الصحفيين السودانيين عبارة ( التعبير حق للجميع) شعاراً لإحتفاله بذات المناسبة فى العاشرة من صباح اليوم بمقره فى المقرن . ويتضمن إحتفال الإتحاد الذى يشرفه وزير الإعلام د. أحمد بلال ندوة عن:( الحقوق والحريات في الدستور القادم) يتحدث فيها عدد من الخبراء والسياسيين والإعلاميين من بينهم د. اسماعيل الحاج موسى والأساتذة غازي سليمان، علي السيد، تيسير مدثر ود.محي الدين تيتاوي وآخرين. وبعث مساعد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الصادق المهدي ببرقيات التهانى الى الصحفيين ومؤسساتهم الصحفية بمناسية اليوم العالمى لحرية الصحافة .وقال أن حرية الصحافى تشكل جزء لا يتجزأ من حرية التعبير وتداول المعلومات وبذلك هي عصب كافة الحريات والحقوق الإنسانية و(لأنه بدون حرية التعبير والوصول للمعلومات تظل المجتمعات بدون أضواء كاشفة لمسيرتها وتتخبط الطريق فتضيع حقوقها المدنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والبيئية ولايكون هنالك مجال لمعرفة مكّمن الخطأ ومحاسبة المقصرين) .وأوضح أن أفريقيا والعالم العربى تحتلان مواقع متأخرة فى سلم حرية الصحافة (وهذا يشكل من جانبنا إستمرار لإرِث قديم إذّ أثناء الإستعمار نشأت قوانين ولوائح وثقافة رسمية تتهم الصحافة وتقيدها ، وهذه الإجراءات ظلت تحكم عمل الصحافة في عوالمنا حتى بعد نيل شعوبنا حريتها) . وقال إن حرية الصحافة هي أمر يعود للدولة وقوانينها وكذلك للمجتمع ومدى تشبعه بقيم احترام حرية الصحافة والتعبير وحث المجتمع المدني على العمل لتحقيق ذلك وأن يتواصل السعي الحثيث من الجميع في مجلس الصحافة والمطبوعات والإتحاد العام للصحفيين السودانين وغيرهم من المعنيين ليخرج قانون الصحافة المرتقب متماشياً مع التطلعات الصحفية ، المشروعة وذلك لتحقيق الدرجة المرجوة والمربوطة بالمسؤولية تجاه المجتمع والتي تضع المصلحة العامة فوق كل إعتبار آخر . وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إدان كل أشكال الاعتداءات والقمع ضد الصحافيين، وأعرب عن قلقه من إفلات الجناة من العقاب، وشدد على ضرورة حماية الصحافيين وتذكير الحكومات بواجبها في احترام ودعم حق التعبير المنصوص عليه في المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وأشار خلال احتفال الأممالمتحدة باليوم العالمي لحرية الصحافة بمقر المنظمة في نيويورك، مساء الخميس الماضى إلى مقتل 32 صحافيا منذ بداية العام الحالي، ومقتل 119 صحافيا خلال العام الماضي، ووصف عام 2012 بأنه الأكثر دموية، وقال: (يعاني العاملون في مجال الإعلام من الترهيب والتهديد والعنف والاعتقال التعسفي، وغالبا لا يتم اللجوء إلى القضاء، وعلينا أن نجد حلا في مواجهة الظلم وانعدام الأمن للإعلاميين) وأضاف (هذه مآسٍ فردية، إلا أنها بشكل جماعي تمثل اعتداء على حق جميع الناس في معرفة الحقيقة. إنني أشعر بالقلق، خاصة أن كثيرا من الجناة يفلتون من أي شكل من أشكال العقاب، إن حرية الصحافة حق أساسي من حقوق الإنسان، وحجر الزاوية للديمقراطية، ونحن نحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة، دعونا نتعهد ببذل قصارى جهدنا لتمكين جميع الصحافيين في كل وسائل الإعلام للقيام بعملهم.. عندما يصبح الوضع مطمئنا للحديث، فإن العالم كله سيستفيد). وأعلن كى مون عن استراتيجية تتبناها الأممالمتحدة لحماية الصحافيين وضمان سلامتهم تحت شعار (تحدث وأنت مطمئن) وتهدف لتعزيز التعاون بين الحكومات والهيئات الإقليمية لحقوق الإنسان والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الإعلامية ومنظمات الأممالمتحدة وطالب بترجمة تلك الاستراتيجية إلى إجراءات على أرض الواقع، لخلق بيئة آمنة للصحافة، وحماية أكبر من خلال سيادة القانون. وقال (كل صحافي، عبر جميع وسائل الإعلام، يحتاج إلى أن يكون قادرا على القيام بعمله، وعندما يصبح الوضع آمنا في الكلام، فإن الفوائد تعم العالم كله). ودشنت منظمة إم آي سي تي الألمانية يوم أمس بالإشتراك مع المجلس القومي للصحافة والمنظمة السودانية للحريات الصحفية وجريدة الصحافة منتدى (إعلام ومنتجون) للمعرفة المفتوحة والإعلام المستدام بفندق كانون بالخرطوم. وقال الإستاذ العبيد مروح الأمين العام للمجلس أن قضايا الحريات الصحفية لا تنفصل عن هذا المنتدى و(ذلك لأن الحرية لا تمارس في عالم إفتراضي ولكن في واقع عملي وكلما تعقد الواقع العملي تنامت الضرورة لمزيد من الحوار والبحث عن الحلول). فيما شدد الأستاذ مكي المغربي رئيس المنظمةعلى ضرورة النهوض بالواقع السوداني في مجال الحريات و(ذلك لأن البلاد تحتاج إلى صحافة حرة لتكون الملاذ الآمن للحوار حول التحول الديموقراطي والدستور الدائم). وقال مكي إن المدخل الأوحد لقضايا الحريات هو الإنفتاح على العالم الخارجي والإنفتاح على زملاء وشركاء الصحفي دون أي منهج آحادي أو إقصائي.